حلوى "المسافر" من أفضل الحلويات التقليدية القديمة التي يشتهر بها "ريف حوران"، ويعتمد في إعدادها على مجموعة من المواد قليلة التكلفة؛ لذلك كانت تسمى حلوى الفقراء والقدماء.

للتعرف إلى طريقة حلوى "المسافر" زارت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 أيلول 2015، منزل الحاجة "آمنة عبد الرحمن" (أم عدنان) في مدينة "درعا"؛ حيث كانت لحظة وصولنا تقوم بإعداد حلوى "المسافر" لتتناولها مع أفراد أسرتها، فسألناها أولاً عن هذه الحلوى، فقالت: «حلوى "المسافر" من الحلويات المشهورة المعروفة في "حوران"، حيث تقوم "النساء" في الحارة أو الحي بمساعدة بعضهن بعضاً، في جو يملؤه التعاون والمحبة، ويرافقه أحاديث اجتماعية تتمحور حول أمور القرية والحارة».

حلوى "المسافر" من الحلويات المشهورة المعروفة في "حوران"، حيث تقوم "النساء" في الحارة أو الحي بمساعدة بعضهن بعضاً، في جو يملؤه التعاون والمحبة، ويرافقه أحاديث اجتماعية تتمحور حول أمور القرية والحارة

وعن طريقة تحضير حلوى "المسافر" تقول "أم عدنان": «بداية يتم تحضير العجين من الماء والطحين، يتم عجنه حتى يصل إلى مرحلة التخمير، وتكون فيها العجينة طرية أكثر من العجينة التي تحضر للخبز العادي أو الأنواع المختلفة من الأكلات، بعدها يتم تقطيع العجين إلى عدة قطع صغيرة وقطعة كبيرة، ثم يتم إحضار إناء كبير ويسمى "السدر"، بعد مسح أرضيته بزيت الزيتون الأصلي، أو إذا لم يتوافر بالزيت العادي، ويتم مد العجين على قدر "السدر" بمسافة نحو 20سم، ثم يتم وضع الطحين وزيت الزيتون فوق العجين».

حلوى المسافر

وتتابع: «المرحلة الجديدة والأهم بهذه الحلوى جمع العجين بطرائق وأشكال وأحجام مختلفة حسب رغبة سيدة المنزل، توضع القطعة التي تم تحضيرها على جانب، ثم نحضر القطعة الثانية بنفس الطريقة السابقة وتكون أكبر بقليل من الأولى، نجلب القطعة الأولى ونضعها داخل القطعة الثانية، ونقوم بوضع القطعة الثانية فوق الأولى لتتحول إلى الشكل الذي ترغب فيه ربة المنزل، والأفضل أن يكون مربعاً ثم نضعها في الفرن ونشويها، وبعد إخراجها من الفرن توضع في "السدر" أو الإناء بعدما نكون مسحنا الأرضية بالزيت، بعدها توضع في الإناء الخاص بالضيافة ويسكب السكر على وجه القطعة وبكمية كبيرة لتكون حلوة المذاق إضافة إلى الزيت، وتكون جاهزة للضيافة وتناولها مع أفراد الأسرة أو الضيوف، ويقدم مع حلوى "المسافر" "السمنة العربية"، ويتم تقطيعها على شكل مثلثات ويتم غمسها بالسمنة العربية».

ويقول السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «"المسافر" حلوى شعبية تراثية تعملها سيدات "حوران" في الصيف والشتاء، لها مذاق طيب ولذيذ، فهي لا تحتاج إلى مواد كثيرة وطريقة صنعها بسيطة، لذلك أطلق عليها كبار السن حلوى الفقراء لكون موادها موجودة في جميع المنازل، وتستطيع أي سيدة أن تحضرها في منزلها».

الحلوى مع الفطائر الحورانية

السيد "مروان العودة" أحد سكان مدينة "درعا" يتحدث عن هذه الأكلة فيقول: «هذه الحلوى تعود بأبناء "حوران" إلى تراث الأجداد، لكونها أكلة تراثية قديمة يطلق عليها "حلوى القدماء"، وكانت النساء تحضرها أيام "الرجيدة" وحصاد البيدر لكونها تساعد الفلاحين على الحصاد وتعطيهم القوة والطاقة، لأن من مكوناتها الزيت والسكر، وكان يتناولها الحصادون في الصباح الباكر أو في المساء بعد العودة من الحصاد في السهرة التي كانت تكون عادة بمنزل و"مضافة" الشيخ أو المختار».

الحاجة آمنة عبد الرحمن