واحدة من القرى القديمة على طرف "اللجاة"، مازالت تحتفظ في حناياها بعبق العصور الماضية، فيها أجزاء من البيوت القديمة بحجارتها الرومانية المتينة، وتصطف بيوتها الحجرية القديمة بعضها فوق بعض بترتيب قد لا يكون مقصوداً.

مدونة وطن "eSyria" زارت قرية "صور" بتاريخ 21 آب 2015، وفي حديث مع "هاشم العايش" رئيس مجلس بلدية "صور" تحدث عن القرية ويقول: «"صور" قرية تقع على الحد الغربي من منطقة "اللجاة"، يحدها من الغرب قرية "حامر"، ومن الشرق قرية "جدل"، ومن الشمال "الزواير" و"الزبيرة"، وتعد من قرى "درعا" القديمة، عدد سكانها 2500 نسمة، مساحتها 3كم، وهي تتبع إدارياً إلى مدينة "إزرع"، وتبعد عن مدينة "درعا" حوالي 50كم.

ترتبط البلدة بطرق رئيسة مع القرى والبلدات المجاورة، ومع مدينة "إزرع" والعاصمة "دمشق"، يوجد فيها مدارس أساسية حلقة أولى، وحلقة ثانية للذكور والإناث، وتقوم البلدية بكافة الأعمال الخدمية من خطوط الإنارة وشق وتعبيد الطرق والحفاظ على النظافة العامة، إضافة إلى تغذيتها بالتيار الكهربائي منذ سنوات طويلة

أهم ميزات القرية العلاقات الاجتماعية التي ما تزال تمارس منذ عقود طويلة، إذ يشارك أهالي القرية بعضهم بعضاً في جميع المناسبات والمواسم المتتالية في الصيف والشتاء، تجمعهم المحبة والألفة، إضافة إلى ظهور حالات التكاتف والتماسك بين جميع أبنائها».

جانب من القرية

من ناحية أخرى يقول "العايش": «ترتبط البلدة بطرق رئيسة مع القرى والبلدات المجاورة، ومع مدينة "إزرع" والعاصمة "دمشق"، يوجد فيها مدارس أساسية حلقة أولى، وحلقة ثانية للذكور والإناث، وتقوم البلدية بكافة الأعمال الخدمية من خطوط الإنارة وشق وتعبيد الطرق والحفاظ على النظافة العامة، إضافة إلى تغذيتها بالتيار الكهربائي منذ سنوات طويلة».

وفي لقاء "شايم الحسين" أحد سكان القرية يقول: «يعتمد معظم سكان القرية على الزراعة، ومن أشهر الزراعات الزيتون والعنب والحبوب بأنواعها (القمح، الشعير، العدس، الحمص)، مع بعض الأشجار المثمرة، وبعض الزراعات الصيفية، ومنها الخضار بمختلف أنواعها وأهمها "البامية"، حيث أصبح الفلاح ينوع بين المحاصيل.

صور ضمن الدائرة الحمراء على خريطة غوغل

وتربى في القرية المواشي بأعداد جيدة وأهمها الأغنام والماعز التي ترعى في أراضي القرية لكونها غنية بالأعشاب المتنوعة بسبب طبيعتها الصخرية الجبلية».

أما "حابس الدوخي" من سكان القرية فيقول: «تعد "صور" من البلدات القديمة في المنطقة، ومكاناً أثرياً مهماً، حيث توجد فيها آثار رومانية وخربة أثرية سميت على اسمها تقع وسط القرية، ويمكن أن تكون سبب تسمية البلدة باسم "صور"، وتتميز البيوت القديمة بقناطرها وغرفها الكبيرة، وككل البيوت الرومانية القديمة هناك أمكنة مخصصة للمواشي وإصطبلات ومعالف تمتاز بكبرها، وهناك بعض الأبنية القديمة ما زالت قائمة وتعد شاهداً على عراقتها، إضافة إلى جامع قديم أثري مبني من الحجر الأزرق البازلتي، كما توجد آثار أخرى عبارة عن قناطر أحجار رومانية، ومعبد روماني و"مخفر" تركي من مخلفات الاحتلال العثماني، وتتميز البلدة القديمة بحجارتها الرومانية المتينة والمتماسكة والمتوازنة التي تتشابه فيما بينها.

من آثار القرية

تمتد أرض القرية إلى منطقة "اللجاة"؛ وهي أرض صخرية وعرة وهشة، فيها أشجار حراجية تمتد جذورها لآلاف السنين».

"خالد الحسين" يقول عن عادات أهل القرية: «ما يزال كبار السن في القرية يحافظون على لباسهم التراثي القديم وعاداتهم في الأفراح والأحزان والمناسبات الاجتماعية والترحاب بالضيف، ويلقى ضيوف القرية كل الاهتمام والترحيب؛ حيث تفتح أبواب البيوت للإقامة والجميع يتنافسون لاستقطاب الضيف للإقامة عندهم، وهناك العديد من أهالي القرية متواجدون خارج القرية إما للدراسة أو العمل، أما في الصيف فهم يأتون لزيارة الأقارب وإقامة المناسبات فتقام الحفلات والولائم وفق العادات والتقاليد التي يحرص الأبناء على ممارستها دائماً».