على نار هادئة وبمقادير دقيقة جداً ومراحل عمل صعبة، تبدع المرأة الحورانية بصناعة مربى "القرع" وتفتخر بهذه المؤونة الشتوية التي تقدمها للضيوف، وتخصص منها وجبات للإفطار والعشاء.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 تشرين الثاني 2014، السيدة "نصرة المحمود" واحدة من ربات المنازل في "حوران"، وتحدثت عن طريقة إعداد مربى "القرع" وتقول: «يعد "القرع" من النباتات الأكثر استعمالاً للمؤونة في "حوران"، أما طريقة عملها نقوم في البداية بتقشير "القرع" بسكين حادة بعد فتح ثقب في أعلى القرعة إلى الأسفل ونقوم بإزالة جميع البذور، بعد ذلك يتم تقطيع حبة القرع إلى عدة أشكال، مربعات ومستطيلات صغيرة، ثم يتم التحقق من وزن القرعة من أجل وضع عيار مناسب من السكر وفقاً للوزن، ثم يأتي دور العملية الرئيسة وهي طهو "القرع"، حيث تمر المادة بعدة مراحل أولها عملية تسمى "التكليس"، وهي التي تعطي "القرع" القساوة، حيث توضع المادة في قدر كبير ويضاف إليها كمية من الكلس لمدة ربع ساعة، بعدها يخرج "القرع" من الكلس ويغسل بالماء، ثم يوضع السكر عليه ويترك لمدة 12 ساعة، وبعدها يوضع على نار هادئة بعد غمسه بالماء ويبقى على النار لمدة ساعة ونصف الساعة، بعدها نقوم بفرشه في إناء واسع حتى يبرد، ثم يتم حفظه في قطرميزات خاصة للمربى ويوضع في غرفة المؤونة، لنقوم باستعماله وأكله في فصل الشتاء وتكون الوجبات الخاصة به على الإفطار والعشاء».

هو وجبة شعبية قديمة لا تزال متجددة، وورثها الأبناء عن الأجداد، ولها أيام معينة للمؤونة بعد موسم جني "القرع" في المناطق التي يزرع بها في "حوران"، وعمله يحتاج إلى طريقة طهو خاصة وتكون لذته على نار الحطب، بعدما يكون وضع على موقد النار المكون من ثلاثة حجارة متساوية بالشكل والوزن، ويمكن أن يحضر ويطهى طوال فترة اليوم أو في المساء، تتطلب فترة تحضيره ساعات طويلة من الطبخ على نار هادئة

أما السيد "محمود عزيزة" من أبناء مدينة "درعا" وعن مربى "القرع" فيقول: «هو وجبة شعبية قديمة لا تزال متجددة، وورثها الأبناء عن الأجداد، ولها أيام معينة للمؤونة بعد موسم جني "القرع" في المناطق التي يزرع بها في "حوران"، وعمله يحتاج إلى طريقة طهو خاصة وتكون لذته على نار الحطب، بعدما يكون وضع على موقد النار المكون من ثلاثة حجارة متساوية بالشكل والوزن، ويمكن أن يحضر ويطهى طوال فترة اليوم أو في المساء، تتطلب فترة تحضيره ساعات طويلة من الطبخ على نار هادئة».

مربى القرع

السيد "محمد فتحي المقداد" باحث في التراث الحوراني يقول: «تتفنن ربات المنازل في "حوران" بطريقة إعداد مربى "القرع"، الذي يعد من مكونات المؤونة الرئيسة في غرفة المؤونة الحورانية ومطبخ السيدات، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار مكونات المربى الرئيسة منه كالسكر إلا إن المرأة الحورانية حافظت على صناعة وإعداد مربى "القرع"، وللقرع قصص كثيرة في سهل "حوران"، فهو يطبخ وتحمص بذوره ويستعمل لبه كأداة تنظيف في الحمام، ولا يزال يحافظ على مكانه ودوره في التراث والعادات التقليدية المتوارثة في حياة العائلات الحورانية».

وكذلك السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني، وهو من المنطقة الغربية في "حوران" يقول: «يقدم مربى "القرع" للضيوف ويعد مؤشراً على براعة النساء في فن الطهو في "حوران"، ويعد طبق رئيس للضيوف في العديد من المناطق ومنها المنطقة الغربية وعرب "اللجاة"، وتعتز المرأة بتقديمه لضيفاتها لكونه من أصعب أنواع مربيات المؤونة الشتوية التي تحضرها وتعدها، لما يأخذه من وقت ومواد ودقة والتزام في المقادير، فالمرأة التي تتفاخر بصناعته يكون قاسياً وأحجامه متساوية وفيه طعمة المربى والقطر، وتضيف إليه بعض النساء جوز الهند والكاجو والفستق الحلبي، ليكون طعمه ألذ وأشهى، ويفضل أن يكون مربى "القرع" مطبوخاً على النار والحطب لما له من ميزات وطعم يختلف عن الذي يطبخ على أدوات الطهو الأخرى».

القرع المفضل للمربى
المربى يطبخ في القدر