استخدم مزارعو "حوران" الأساليب الزراعية التقليدية القديمة في حراثة الأراضي الوعرة، ومن هذه الأساليب "النير" الذي يعد أحد أقسام المحراث اليدوي، حيث رافق المزارعين في رحلتهم حتى يومنا هذا.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 تشرين الثاني 2014، التقت السيد "خالد عويضة" الذي تحدث عن أقسام "النير" وأهميته للفلاح الحوراني أيام حراثة الأرض للزراعة وخصوصاً في المناطق الصخرية، ومنها منطقة "اللجاة"، فقال: «يستخدم "النير" عندما تستخدم دابتان في الحراثة، وهو عبارة عن قطعة غليظة من الخشب قطرها 15سم وطولها متر ونصف المتر، ينبعث من طرفيها ثقبان، يثبت فيهما عودان غليظان بثخانة 4-5سم، يسمى كل واحد منها "السلاحا"، يستخدما لتثبيت "النير" في عنق الدابتين، حيث يحيطان برقبة الدابة من الأعلى ويستندا على كتفيها على مخدة من الجلد والخيش ومحشوة بالقش، وبها تجر الدابتان عود الحراث، وكانت تفلح الأرض من حراثة للتهوية إلى التخطيط لأجل زرع الشتول والغراس ونثر البذار، وغيرها من أنواع الفلاحة».

يستخدم "النير" عندما تستخدم دابتان في الحراثة، وهو عبارة عن قطعة غليظة من الخشب قطرها 15سم وطولها متر ونصف المتر، ينبعث من طرفيها ثقبان، يثبت فيهما عودان غليظان بثخانة 4-5سم، يسمى كل واحد منها "السلاحا"، يستخدما لتثبيت "النير" في عنق الدابتين، حيث يحيطان برقبة الدابة من الأعلى ويستندا على كتفيها على مخدة من الجلد والخيش ومحشوة بالقش، وبها تجر الدابتان عود الحراث، وكانت تفلح الأرض من حراثة للتهوية إلى التخطيط لأجل زرع الشتول والغراس ونثر البذار، وغيرها من أنواع الفلاحة

ويتابع: «لا يزال "النير" يحتل مكانة مهمة كضرورة من ضرورات حياة المزارعين للقيام بعمليات الحراثة، وخصوصاً المناطق الصخرية ومنها منطقة "اللجاة"، مكوناته الحمالة؛ وهي قطعة من الخشب طويلة وأربع قطع على جانبي قطعة الخشب ويطلق عليها "سلاحه"، وقطعة خشب بالوسط تسمى الحمالة، والمشد والشرعة وهي عبارة عن مشد يوضع بين "النير" والحراث من أجل ربط العود بالنير وهي مصنوعة من جلد البقر حصراً، وطريقة صناعته يملح الجلد الذي يراد صناعته منه ويوضع عليه "الشبة" وتعاد هذه العملية عدة مرات ليبقى الجلد ليناً وطرياً لسهولة تقطيعه، بعدها يتم استخدامها للنير بين عود الحراثة والنير».

آلة النير

ويقول السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني: «كان للحيوانات دور مهم وأساسي في الزراعة في "حوران" من نقل المحاصيل ودرس الزرع، وحراثة الأراضي، غير أنه وإن خفت أهميتها الآن، لا يزال لها بعض الأدوار، وكان الفلاحون حتى وقت قريب يملؤون الحقول ويحرثون الأرض، حيث يستخدمون الأدوات التراثية والفلكلورية في عمليات الحصاد والحراثة، ومن هذه الأدوات "آلة النير" حيث كان يتوافر في معظم منازل الفلاحين بقرى وريف "حوران"، فكان منظره وهو معلق على "الساموك" في البيوت الطينية والترابية للفلاحين من المشاهد المألوفة كثيراً، ولا تزال المحاريث القديمة ومنها النير تحتل مكانة مهمة كضرورة من ضرورات حياة الفلاحين، ولا سيما في المناطق الجبلية الوعرة أو السهلية الفقيرة، التي يصعب على الجرارات والسيارات الوصول إليها، إلا بالثيران والبغال والحمير لما يملكونه من الصبر والتحمل».

وعن ميزات "النير" يضيف "المقداد": «لكيلا تبقى الأرض بوراً في مناطق "حوران"، أو غير مستأنسة من دون جدوى، كان لا بد من المحاريث القديمة الخشبية والحديدية التي تجرها الثيران والبغال، وللمحاريث القديمة وخصوصاً آلة "النير" التي تكون من خشب "السنديان والزنزلخت والتوت"؛ لما لهذه الأنواع من الأخشاب من مقاومة لعوامل الطبيعة، خصوصاً عند هطول الأمطار، لأن المياه تزيد خشب السنديان قوة، وكان الفلاح أو نجار القرية الذي يطلق عليه "نجار عدة" أي أدوات من أجل الحراثة، يصنعه من أخشاب الأشجار المتوافرة في قريته، أو أحد أفراد القرية إلا أن نقطة ضعف هذه المحاريث أنها تنكسر عند أبسط تمرد لأحد الثورين أو الحمارين، أو كليهما معاً، أو عندما تعلق السكة "بشرش" شجرة أو صخرة تحت التراب».

آلة النير يجرها الفدان

أما السيد "محمد عزيزة" وهو رجل ستيني العمر من أبناء مدينة "درعا"، فيقول: «قبل ظهور المعدات الزراعية الحديثة، كانت وسائل الحرث والزراعة في الماضي تعتمد كثيراً على الجهود الذاتية والشخصية للمزارع، الذي يعد المحور الأساسي الذي تدور حوله العملية الزراعية، وعلى ما تيسر له من دواب تقوم بخدمة العملية الزراعية، وكان الفلاح أو نجار القرية يصنعه من أخشاب الأشجار المتوافرة في قريته، ومن أهم أدوات الزراعة والحراثة التي استخدمها وصنعها "النير" الذي كان صمام الأمان عندما استخدم الإنسان الحيوانات في حراثة الأرض وزراعتها، كالثيران والخيول والبغال والحمير، التي مثلت في ذلك الوقت الطاقة المحركة لمختلف الأدوات الزراعية».

ويضيف: «جاءت الأدوات التي استخدمها الفلاح ومنها "النير" من وحي البيئة المحيطة بالفلاحين والمادة الداخلة في صنع وتحضير كل جزء من تلك الأدوات، ويعد أهم جزء من "عدة الفلاحة" قبل أن يفرض التطور نفسه ويتم صنعه من مادة الحديد، وكان الفلاح يخصص يوماً من أيام عطلته لزيارة الغابات والسهول التي تتواجد فيها الأشجار التي تشتهر بمتانتها وقوة تحملها للاحتكاك والظروف الجوية لصنع "النير"، الذي يتألف من عدة أقسام، وهي: "المقبض" ويمسك به الفلاح ليدير الآلة ويضغط عليها بقوة لشق التربة وقلع الأعشاب».

السيد خالد عويضة