من أهم المنازل الأثرية القديمة في منطقة حوران، لأنه مؤلف من ثلاثة مستويات، فهو يحتوي على ميازين وربدان وزخارف فنية وصممت قناطره المنتشرة في المنزل بطرق ابداعية مبتكرة، حيث يزيد على بقية المنازل بكثرة وزيادة عدد الإسطبلات.

إنه بيت "مرعي الريابي" الأثري في مدينة "نوى"، الذي زارته مدونة وطن "eSyria" والتقت بتاريخ 10/2/2013 الآثاري "باسل الجهماني" رئيس شعبة آثار "ازرع" التي تتبع له منطقة "نوى"، متحدثاً عن أوصاف المنزل بالقول: «يتميز بقاعاته الطويلة ونعومة حجارته الخارجية، لكن حالته الراهنة وخاصة الفناء والقسم الغربي تبدو بحالة غير جيدة، نظراً لحجم الخراب الكبير الذي لحق به، وأدى إلى تساقط عناصره في ساحته الأمامية، بني مثله مثل بيوت حوران من الحجر البازلتي الأسود المنحوت بدقة متناهية، وهو حسب الميازين الباقية يظهر أنه مؤلف من ثلاثة مستويات مع وجود رواق من الشرقية والشمالية، ولا ندري إن كان يمتد للجهة الغربية بيت فخم يقع للغرب من بيت الطوالبة بعدة أمتار، ويكاد يشكل وإياه بناءً واحداً يتألف من عدة أقسام رئيسية مع بعض الإضافات في فترات لاحقة، وهو مسجل بالقرار الوزاري رقم 142/آ تاريخ 21/10/1968».

الغرفة التاسعة والأخيرة في المنزل الأثري، كبيرة المساحة حديثة البناء لكنها ترتكز على أساسات البناء القديم، مستطيلة غرب شرق أبعادها 6.66 م شمال جنوب و 10 م للغرب والشرق بارتفاع حالي مقداره 3 م، فيها أربع قناطر على صفين، حجارتها قديمة لكن بناءها حديث، السقف ربد وموازين غير متقنة إلا أن حالته الفنية والإنشائية جيدة، أما الجدار الجنوبي فمهدم بشكل كامل

وعن الوصف العام للمنزل يضيف: «الباحة الأمامية بقي منها مساحة صغيرة، وهي حالياً محصورة بثلاث جهات، نظراً لإشادة الجانب الغربي بفترة لاحقة، ويحتمل أن تكون من جهتين فقط في حال لم تحتو الجهة الغربية على جدار أصلي، أبعاده الراهنة 10 ×10م، حيث يقوم رواق من الجهتين الشرقية والشمالية بدلالة الميازين التي تبرز من الجدران وهي بحالة جيدة في بعض الأماكن تطمرها حالياً الكثير من الحجارة الساقطة من باقي الجهات.

"قرية نوى من غوغل إرث"

والغرفة الثانية الباب من الجهة الجنوبية، وهو مطمور بالردميات والحجارة، عرضه 110سم، يعلوه نافذة أبعادها 65 سم عرض وارتفاع 75 سم، في التفاصيل غرفة مستطيلة غرب شرق 5.15م و3.50م للشمال والجنوب بارتفاع حالي 3.15م، يحتوي الجدار الجنوبي على كوتين جداريتين، ويوجد في منتصف الجدار الغربي باب للغرب عرضه 70 سم وارتفاعه الحالي 1.15 م، أما الجدار الشمالي فلا يحوي إلا فتحة حديثة، والشرقي فيه كوتان جداريتان من الشمال، أبعاد الواحدة منها 72 سم للعرض و85 سم للارتفاع».

وعن بقية الغرف يذكر: «أسقف الغرف متقنة وقوامها ربدان وموازين شمال جنوب، القناطر نصف دائرية ونحتها دقيق، وكانت بعض الغرف مطلية بالطين والتبن يتراوح تاريخ بعضها بين 100 – 150 عاماً، تحتوي على قناطر نصف دائرية غرب شرق تحمل موازين وربدان شمال جنوب، حيث تبلغ أبعاد الغرف 11.8م شمال جنوب و5.45م للغرب والشرق وارتفاع حالي 3.48 م، وهناك جدار متعامد مع تقاطع القنطرتين في وسط الغرفة الثالثة الشرقية وردة وإكليل أبعادها غرب شرق 5 م، وعرض 3.80 م، وارتفاعها الحالي 2.65م».

رئيس شعبة أثار ازرع

الغرفة الرابعة يوجد فيها معالف للحيوانات والخيول العربية الأصيلة وهنا يشير: «في القسم الجنوبي من هذه القاعة الموجودة في الغرفة الرابعة عشرة معالف، ويوجد في الوسط حفرة كبيرة ناتجة عن أعمال بحث عن كنوز، أدت لظهور تاج دوري، وفي الزاوية الجنوبية الشرقية يوجد عتبة تخص درج يفضي إلى غرفة في الطابق الثاني تتراوح أبعاد الباب 94 سم للعرض و1.46سم للارتفاع، وفي زاوية هذا القسم الجنوبية الشرقية يوجد كوة جدارية على شكل باب.

وفي الغرفة يوجد أبواب ومعالف وكوات جدارية، تم فتح الجدار القاطع بين القنطرتين في الجدار الجنوبي وباب القسم الشمالي من الغرب تبلغ أبعاده الحالية 1.19م، وارتفاع راهن 70 سم، تعلوه نافذة 62 سم للعرض وارتفاع 76 سم، والغرفة الخامسة قاعة طويلة شمال جنوب تتألف من مستويين لم يبق من الفاصل بينهما سوى عدد قليل من الربد ومدخلها من الغرب، لكن كميات كبيرة من الأتربة تطمره، وهذه الغرفة كإسطبل أما الطابق الثاني فللسكن».

ميازين وربدان فنية

يتابع: «الغرفة التاسعة والأخيرة في المنزل الأثري، كبيرة المساحة حديثة البناء لكنها ترتكز على أساسات البناء القديم، مستطيلة غرب شرق أبعادها 6.66 م شمال جنوب و 10 م للغرب والشرق بارتفاع حالي مقداره 3 م، فيها أربع قناطر على صفين، حجارتها قديمة لكن بناءها حديث، السقف ربد وموازين غير متقنة إلا أن حالته الفنية والإنشائية جيدة، أما الجدار الجنوبي فمهدم بشكل كامل».

الباحث في التراث "نضال شرف" تحدث عن بعض ميزات المنزل بالقول: «يعود منزل "الريابي" للقرن الثالث الميلادي بداية النهضة العمرانية والزراعية في المنطقة، وهو يجاور منزل "الطوالبة" الأثري، يزيد على بقية المنازل بكثرة وزيادة عدد الإسطبلات، مع وجود بئر ماء وسط ساحة المنزل، يلتف حول البئر درج يتألف من ثلاث طبقات، يصل للرواق الأول ثم للرواق الثاني، فيه ميزة غريبة عن بقية المنازل وجود شرفة تختلف عن بقية شرف المنازل في المنطقة، تتألف من الحجر البارز المستطيل ذو فن بديع ومميز، كان ضمن منطقة رومانية ثرية وأغلب البيوت الرومانية على نفس الطراز، تتميز بالبناء والركائز الأزلية المنضدة، تسمح للرؤية خارج حدود البلدة من الجهة الشرقية والشمالية».