تركت الحضارات التي تعاقبت على مدينة "بصرى" بصماتها في ثقافة أهل المنطقة وسلوكهم وصناعاتهم وحرفهم، وتزخر "بصرى" بمنتجات الصناعات التقليدية التي زادتها السياحة تطوراً وانتعاشاً.

والصناعات التقليدية في "بصرى" تتنوع بتنوع المنطقة وما يتوافر فيها من مواد أولية من جهة وما مر بها من تاريخ وحضارة من جهة أخرى.

تطلب واقع المدينة ورغبة السياح اقتناء الكثير من التحف والأدوات التقليدية القديمة من الفعاليات التجارية التي تبيع المنتجات التقليدية في المدينة، إلى إيجاد هذه المواد والصناعات وتوفيرها لتصبح المدينة عبارة عن معرض تراثي متنقل تجده أينما توجهت، والى أي محل تدخله في المدينة الأثرية القديمة، ومن أهم هذه الأدوات والصناعات تستقطب العديد من السائحين والقادمين إلى المدينة والملابس الشعبية الطاقية المطرزة بالإبرة والصدرية والجبة والدرعية والفروة والعباءة والحطة والكوفية والعقال، بالإضافة للملابس التقليدية والبسط والسجاد اليدوي، وبعض اللقى القديمة، ونماذج صناعة الزجاج والفخار وآلات الطرب لتقديم رسالة أصيلة معطرة برائحة الحضارات السالفة

عن هذه الصناعات وأهميتها في جذب السائح يقول السيد "بسام الحمد" صاحب إحدى المحال التراثية لموقع eDaraa بتاريخ 17/3/2012: «تطلب واقع المدينة ورغبة السياح اقتناء الكثير من التحف والأدوات التقليدية القديمة من الفعاليات التجارية التي تبيع المنتجات التقليدية في المدينة، إلى إيجاد هذه المواد والصناعات وتوفيرها لتصبح المدينة عبارة عن معرض تراثي متنقل تجده أينما توجهت، والى أي محل تدخله في المدينة الأثرية القديمة، ومن أهم هذه الأدوات والصناعات تستقطب العديد من السائحين والقادمين إلى المدينة والملابس الشعبية الطاقية المطرزة بالإبرة والصدرية والجبة والدرعية والفروة والعباءة والحطة والكوفية والعقال، بالإضافة للملابس التقليدية والبسط والسجاد اليدوي، وبعض اللقى القديمة، ونماذج صناعة الزجاج والفخار وآلات الطرب لتقديم رسالة أصيلة معطرة برائحة الحضارات السالفة».

صناعات تراثية

المهندس "وائل المفلح" رئيس مجلس مدينة "بصرى" يقول: «مازالت المدينة الرومانية "بصرى" في سراديبها وأقبيتها وقلعتها ومواقعها الأثرية الشهيرة مثار فضول وأسئلة لا تنتهي مع الزائر والسائح، حيث تشهد تنامياً متسارعاً في كافة الاتجاهات سياحياً واقتصادياً وبشرياً لذلك نسعى لتدريب العناصر الفنية في مجلس المدينة، إضافة لاستمرار عمل لجنة حماية وتطوير المواقع الأثرية في المدينة القديمة، حيث تشكل الصناعات التقليدية الشعبية التي عاد رواجها خلال السنوات الأخيرة مقصداً مهماً وايجابياً للسياح الأجانب والعرب الذي يتوافدون لزيارة المدينة الأثرية، ما يجعلنا نتوجه لتشجيع هذه المحال التقليدية، وتوفير كل متطلباتها لتكون دائماً في حالة متجددة تؤمن مستلزمات ومتطلبات جميع ما يحتاجه السائح ليعود لدياره بتذكار مهم يجعله يعود مجدداً للمدينة، ويبقى يتذكرها دائماً بما يحمل طابع وخصوصية المكان ورائحته».

وعن هذه الصناعات والمشاريع المقترح تنفيذها في المدينة لجذب السياح يقول مدير المهندس "طلال محمد" مدير سياحة "درعا": «اختار القائمون على الصناعات التقليدية منتجاتهم بعناية للتعريف بتاريخ هذه المدينة، والتراث الإنساني الثقافي الذي صهرته عبر سيرورة التاريخ القدرة الإبداعية للإنسان السوري. ‏ووفر التنوع في المنتج السياحي والثقافي التاريخي لمدينة "بصرى" فرصة لبروز نماذج من الصناعات التقليدية، وفنون شتى ومتنوعة باتت اليوم النشاط الرئيسي لفئة عريضة من السكان تشكل مورد عيش أغلبيتهم لكونها تحظى بمكانة خاصة في نفوس الزوار الذين يتوافدون عليها من مختلف الجنسيات.

المهندس وائل المفلح

وللصناعات التقليدية في المدينة قدرة عجيبة في جذب السياح فقد يشكل شراء فانوس قديم دافعاً للعودة لأي سائح، فالمدينة ملأى بالحكايات والأسرار فهذا البساط له قصة تنسج معه، وهذا خاتم الأميرة وذلك خنجر الحاكم وكلها حكايات تغري السائح وتثير فضوله للمزيد، والمديرية تعمل على طرح بعض المشاريع لجذب السياح منها مشروع فندق محطة "بصرى" العائد إلى مؤسسة الخط الحديدي الحجازي للاستثمار، ويضم فندقاً ثلاث نجوم ومدة استثماره 45 عاماً، بالإضافة لمشروع المنازل الأثرية في المدينة الأثرية الذي يعود إلى دائرة آثار مدينة "بصرى"، ويشمل ترميم عدد من المنازل الأثرية وصيانتها واستثمارها سياحياً كنزل تراث تقليدي بمستوى نجمتين مدة استثمارها 25 عاماً».

وعن أهم الصناعات التي تنتجها المدينة الأثرية وتعرضها للسياح يقول الباحث في التراث "إبراهيم الشعابين": «شهدت المدينة العديد من الصناعات اليدوية القديمة، ومنها صناعة القش والحصر التي تحمل اليوم صورة فنية عن الرؤى الحياتية للمنطقة في الماضي، وتشكل عامل جذب للمزيد من قوافل السياح، والأدوات التراثية والحزام الملون أو ما يسمى الشويحية، وهو حزام يستعمله الرجل والمرأة ومصنوع من الصوف الملون بعرض 9 سنتيمترات وطول نحو متر ونصف المتر ينتهي بأهداب من الصوف في نهايته وبدايته، وعرفت المرأة الحورانية في مدينة "بصرى" عدة أنواع وأشكال من التطريز، منها ما يسمى نثر القهوة ونثر السمسم ونثر الرز والمثلثات والتعاريج والقناطر ودوسة القطة وحبة الحلو وعيون الحجل والسيوف المتقاطعة والنجمة الثمانية، كما قامت المرأة الحورانية في المدينة بصناعة أدوات منها مثل الجونة وهي تستخدم لوضع القمح والطحين وأنواع الحبوب المختلفة، ويتسع لنحو20 كغ ويسمى أحياناً المغمقان، وطبق العجين وهو عبارة عن وعاء مستدير الشكل وهو كالمنسفة تماماً، وتوضع عليه أقراص العجين قبل خبزها، والمنسفة كوعاء لوضع الخبز عليها، والقبعة سعتها نحو 10 كغ، والمرجونة التي تستعمل لحفظ الخبز من الجفاف وطبق السفرة وهو دائري الشكل كبير المساحة نصف قطره 50 سم يستعمل لتقديم الطعام، وجميع هذه الأدوات والصناعات يتم عرضها أمام السياح لاقتنائها».‏

أدوات وأواني تقليدية