أصيبت حقول البندورة في محافظة "درعا" هذا الموسم، بآفة "حافرة أوراق البندورة"، ما أدى إلى خسائر كبيرة أصابت المزراعين.

مزارعو درعا واتحاد فلاحيها بدؤوا بعدد من الإجراءات الوقائية والعلاجية للحد من انتشار هذه الآفة، كما ساهمت الندوات الإرشادية بمساعدة المزارعين على كيفية التعامل معها، المزارع "جاسم المحاميد" تحدث عن هذه الآفة التي بدأت بالظهور في عام /2010/ بالقول: «عرفت أول مرة في "سورية " في الساحل في شهر شباط من /2010/، وظهرت في "درعا" في شهر حزيران من /2010/، واكتشف وجودها هذا الموسم في /10/ حزيران /2011/، في بعض حقول البندورة، حيث بدأت الإصابة تظهرعلى الأوراق بشكل رئيسي، ثم شوهدت على الثمار في المناطق المحيطة بوادي "اليرموك" كبلدة "تسيل"، وبدرجة أقل في مناطق "طفس وداعل وغيرها" حسب درجة الحرارة ووجود المسطحات المائية».

عرفت أول مرة في سورية بالساحل في شهر شباط من /2010/، وظهرت في "درعا" في شهر حزيران من /2010/، وهذا الموسم في /10/ حزيران /2011/

المهندس "محمد الشحادات" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة "درعا" تحدث بتاريخ "2/8/2011" لموقع "eDaraa" قائلاً: «تعتبر هذه الآفة من آفات العائلة الباذنجانية، وهي حشرة تهاجم البندورة بشكل رئيسي، والعديد من الباذنجانيات "الباذنجان- البطاطا- الفليفلة- التبغ"، وتصيب كل أجزاء النبات، وتسبب دماراً للمحصول وتحفر انفاقاً وممرات في الأوراق والقمم النامية والبراعم والثمار الناضجة وغير الناضجة، ما يؤدي إلى تعفنها وتشوه منظرها، وبالتالي نقص في المحصول وتدهور في نوعية الثمار وعدم صلاحيتها للتسويق.

المهندس محمد الشحادات

ويمكن أن تسبب خسائر تصل إلى /100%/ في حال وصولها إلى مرحلة الخطورة والعتبة الاقتصادية، كما حصل في بعض دول البحر الأبيض المتوسط، وتأتي خطورتها من خلال عدد أجيالها الذي قد يصل إلى /12/ جيلاً في السنة، كما يمكن لأنثاها أن تضع من /250- 300/ بيضة خلال حياتها».

وعن ظهورها في "درعا" يقول "الشحادات": «عرفت أول مرة في سورية بالساحل في شهر شباط من /2010/، وظهرت في "درعا" في شهر حزيران من /2010/، وهذا الموسم في /10/ حزيران /2011/».

بندورة مصابة

السيد "محمد الشحادات" وفيما يخص الإجراءات المتخذة لمكافحتها قال: «اتخذت مديرية الزراعة إجراءات عدة للسيطرة عليها، حيث شكلت لجان تحرٍّ عن هذه الآفة، ووجهت تعميماً للدوائر الزراعية للكشف عنها، وحصر المساحات المصابة، وتوزيع نشرات وبروشورات حولها، وإقامة ندوات إرشادية على مستوى الدوائر والوحدات الإرشادية بهذا الخصوص، وتوجيه الفلاحين لمراقبتها، واستخدام الفرمونات الجاذبة لمراقبة الجيل وقياس مستوى الإصابة، والمصائد الجاذبة، وبعض المواد والمبيدات التعفيرية مثل "زهرة الكبريت" للتخفيف من الإصابة، وتطبيق إجراءات الحجر الداخلية والخارجية لمنع انتقال الحشرة بين مناطق الزراعة، ومراقبة مراكز التوضيب والكونسروة.

والأهم من ذلك تسجيل العدو الحيوي لتلك الحشرة، وهو "نزيد وكوريس" الموجود في البيئة المحلية، والذي يتكاثر على نباتات القرع واليقطين.

السيد عثمان النعمة

أما الإجراءات الوقائية في المشاتل، فتتبدى في وضع المشاتل تحت المراقبة وإنتاج الشتول ضمن بيوت محمية، إضافة لاستخدام أحد المبيدات الجهازية الحشرية المتخصصة، وغسل وتنظيف الصناديق الحاملة للشتول أثناء الاستعمال، وغيرها من الإرشادات في الحقل المفتوح والمكافحة الحيوية».

وفيما يتعلق ببرنامج إدارة الآفة ذكر "الشحادات": «يتمثل برنامج إدارة الآفة في الحقول المفتوحة في إجراءات زراعية كاتباع الدورة الزراعية بعدم زراعة نباتات العائلة الباذنجانية في المناطق المصابة، وإزالة الاجزاء المصابة ونباتات البندورة في نهاية الموسم للتخلص منها بالطرق المناسبة، والتخلص من الأعشاب ضمن الحقل المصاب وعلى أطرافه، وتنفيذ عدة عمليات لفلاحة الحقل بعد قطفة مباشرة، للتخلص من أطوار الآفة المتواجدة في التربة، والتسميد المتوازن المدروس بعد إجراء تحليل التربة والري المنتظم».

وعن حجم إصابة محصول البندورة يقول السيد "عثمان النعمة" رئيس مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد فلاحي المحافظة: «تشتهر "درعا" بزراعة محصول البندورة، حيث تبلغ المساحة المزروعة فيه /2500/ هكتار عروة رئيسية و/1000/ هكتار تكثيفي، وهذا ما شجع على ظهور الآفة في المحافظة، حيث بلغت نسبة الإصابة فيها هذا الموسم /10%/ من المساحات المزروعة، ما كبد المزارعين خسائر مالية، علماً أنه يبلغ متوسط إنتاج الدونم الواحد من البندورة من /7-8/ طن، فيما تصل تكلفة الدونم الواحد إلى أكثر من /30/ ألف ليرة سورية».

ولمكافحة هذه الآفة ذكر "النعمة": «لابد من وضع مصائد تبين عدد تلك الحشرات في وحدة المساحة المعنية ليتم تحديد درجة خطورتها وتأثيرها على المحصول بما تحدثه من تشوه للثمار وموت النبات. والرصد الدائم من قبل الوحدات الإرشادية في المناطق والنواحي المصابة، وتوعية الفلاح وتعريفه بالحشرة وخطورتها وكيفية التعامل معها عبر تكثيف الندوات المقامة لهذا الغرض، واختيار مواد مكافحة متخصصة وفاعلة، واستخدام بعض المخلفات الزراعية ومواد التعفير أكثر من مرة خلال العام للحد من انتشارها».

أما السيد "عبد الرحيم السلامات" مزارع خضار من بلدة "تسيل" فقد قال: «للتخلص من هذه الحشرة الضارة على البندورة يجب تفعيل دور الوحدات الإرشادية عبر زيارة الحقول والرصد والتوعية، وتوزيع المصائد على المزراعين أو المساهمة بتوفيرها بأسعار معقولة بما يسهل توزيعها بالحقول المصابة بالشكل المناسب، لتكون مصائد جماعية تخفف من أعداد الحشرة، وعامل رصد لمدى الخطورة التي وصلت إليها، وتوفير الأدوية بكلفة أقل، حيث تصل كلفة المرش الواحد سعة /1000/ لتر إلى نحو /6400/ ليرة سورية».