بعد أن كانت تعتبر خاسرة مالياً وغير مستقطبة للزبائن، استطاعت مراكز بيع التجزئة العامة التحول إلى مراكز رابحة تجارياً بفضل عدد من الإجراءات الجريئة.

فقد شهدت السنوات الخمس الأخيرة، استفادة بعض هذه المراكز التي تعود إلى مؤسسات القطاع العام من المصداقية التي تحملها من قبل المستهلك المحلي، وتدعيم هذه الثقة بتسهيلات على مستوى البيع وتحديثات في أسلوب التسويق، فعادت إلى قائمة المتنافسين على الحصص السوقية الخاصة بالقطاعات الصناعية والتجارية التي تعمل فيها.

إن إجمالي المبيعات قد وصلت خلال عام /2010/ إلى ما يقارب /34.5/ مليون ليرة سورية، بينما كان المخطط له /30/ مليونا

"eSyria" بحث عن العوامل التي تساعد المؤسسات العامة على أن تكون مؤسسات ناجحة، يقول السيد "جاسم المحاميد" من اهالي مدينة "درعا": «في الحقيقة، لا أبالغ إن قلت إنني أفضّل المنتجات التي تصنعها مؤسسات القطاع العام على ذات المنتجات التي يصنعها القطاع الخاص؛ وذلك لاعتقادي أن ملكيتها وريعها يعود إلى خزينة الدولة وبالتالي سينعكس علي بشكل أو بآخر».

السيد "فواز المحمود" - محاسب مركز سندس فس درعا

من المراكز التي استطاعت خلال السنوات الماضية أن تصبح مراكز رابحة، وكانت رقماً صعباً في منافسة مع مراكز القطاع الخاص؛ فرع مؤسسة سندس في "درعا"، والذي حقق زيادة في نسبة مبيعاته خلال عام /2010/ وزيادة في خطته لتصل إلى/115%/ على الرغم من المنافسة الشديدة للقطاع الخاص، وذلك من خلال تأمين تشكيلة واسعة من الأجهزة الكهربائية والمنزلية وتقديمها بأسعار مغرية ومقبولة للمواطنين.

موقع "eDaraa" زار "المركز" والتقى أحد الزوار، السيد "خالد الشامي" الذي حضر مع خطيبته ليحدثنا قائلاً: «ليست المرة الأولى التي آتي بها إلى مركز سندس فقد سبق أن حضرت مع أخي الأكبر الذي تزوج منذ فترة واستطاع بفضل التسهيلات المقدمة هنا؛ أن يشتري معظم الأدوات الكهربائية اللازمة لمنزله الجديد، وأنا الآن أنتقي مع خطيبتي السجاد المعروض هنا بتشكيلاته المميزة لنختار ما يناسبنا».

المهندس "زياد العوض" مدير المركز

السيد "فواز المحمود" محاسب أقساط في "المركز" قال: «تعتبر مؤسسة سندس من المؤسسات المتعاونة بشكل كبير مع المواطنين وبشكل خاص الموظفين منهم لدى الدوائر الحكومية باعتبارهم قادرين على الحصول على مختلف البضائع بالتقسيط، ودون طابع استمارة ليوفروا بذلك مبلغاً وقدره /500/ ليرة سورية».

وعن آلية إجراء معاملة الاقتراض من المركز قال "المحمود": «يأخذ المواطن طلب استمارة دون طابع لتتم تعبئته وتقديمه للموظف المعتمد لدى مديريته، وبعد استكمال الإجراءات اللازمة يتم تسليم الاستمارة لمحاسب الأقساط في المركز ليقوم بدوره بقطع فاتورة في المواد المستلمة واستلام القسط الأول بإيصال نظامي، يسجل حسب الأصول في صندوق المبيعات اليومية، لتنتهي هذه الإجراءات خلال ساعة أو أقل».

ولفت "المحمود" إلى أن بمقدور الموظف أن يدفع باقي الأقساط بشكل فردي ومباشر إلى محاسب الأقساط في المركز، أو بشكل جماعي عن طريق الموظف المعتمد في مديريته بموجب إيصال رسمي.

وعن المواسم التي تكثر فيها حركة البيع قال "المحمود": «يزداد الإقبال على صالات البيع بدءاً من شهر نيسان وحتى تشرين الأول من كل عام، حيث يتضاعف الطلب على بيع المواد الكهربائية بشكل خاص من (غسالات، برادات، ثلاجات، مراوح)، بالإضافة للسجاد؛ اللباس المدرسي؛ القرطاسية».

أما السيد "زياد العوض" مدير مركز "سندس" في درعا فقال: «قدم المركز خلال العام الماضي ولاسيما للعاملين بالدولة العديد من التسهيلات من خلال رفع قيمة القسط للمواد من /100/ ألف ليرة سورية حتى /150/ ألف لمدة /30/ شهرا ودون دفعة أولى، كذلك تم تخفيض نسبة العمولة في المؤسسة من /7/ إلى /4%/، ما ساهم في زيادة أعداد المواطنين المقبلين على المركز، ولاسيما ذوي الدخل المحدود لتأمين حاجتهم من (السجاد؛ الأدوات الكهربائية؛ المنزلية)».

وأضاف "العوض": «إن إجمالي المبيعات قد وصلت خلال عام /2010/ إلى ما يقارب /34.5/ مليون ليرة سورية، بينما كان المخطط له /30/ مليونا».

وعن المبيعات التي تصدرت قائمة المبيع ذكر "العوض": «إن قيمة مبيعات السجاد الصوفي المنتج في معمل السويداء قد وصلت إلى أكثر من /5/ ملايين ليرة سورية بكمية /3450/ م لتحتل بذلك الدرجة الأولى من المبيعات، تليها (الأقمشة؛ الأدوات الكهربائية)، بالإضافة إلى (الألبسة المدرسية؛ القرطاسية؛ الحقائب) التي تم تأمين تشكيلة واسعة منها مع بداية العام الدراسي المنصرم وبأسعار تقل عن السوق الخاصة بمعدل 40%».

وأشار "العوض": «في الحقيقة نحن في "سندس" نحاول أن نقدم مواصفات جيدة للباس العمالي، مع توافر تشكيلة واسعة وبأسعار مقبولة، وذلك للحد من تعاقد المؤسسات والجهات العامة بالمحافظة مع الشركات الخاصة عند تأمين اللباس العمالي؛ والدفع بهم للاعتماد علينا عند التعاقد».