تأتي زراعة العنب في مقدمة الزراعات والمحاصيل التي يتم إنتاجها في محافظة "درعا" وهي تحظى باهتمام كبير من قبل الفلاحين وانتشار واسع على مستوى المساحة التي تشغلها، ولكنها وفي السنوات الأخيرة باتت تشهد انخفاضاً في كمية الإنتاج وتراجعاً عن الاستمرار بزراعتها نظراً للعديد من المشاكل التي باتت تواجهها ومن ضمنها حشرة "الفيلوكسيرا".

موقع eDaraa وللحديث عن واقع زراعة العنب في محافظة "درعا" التقى بتاريخ"30/1/2011" المهندس "بسام الحشيش" رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة في المحافظة فقال: «تحتل زراعة العنب في المحافظة المرتبة الثانية بعدد الأشجار بعد زراعة الزيتون، وتقدر مساحة الأراضي المزروعة بالعنب بما يقارب "28410" دونمات، ويبلغ عدد الأشجار مليوناً و"700" ألف شجرة، وإنتاجية وصلت في العام الماضي إلى "60815" طنا، تنتشر زراعة العنب في جميع أنحاء المحافظة وتتركز بشكل كبير في المنطقة الغربية منها، وقد توقفت هذه الزراعة في السنوات الأخيرة ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها قلة المياه وارتفاع تكاليف الزراعة وتدني الأسعار».

تعد شجرة العنب هي العائل الوحيد لحشرة الفيلوكسيرا حيث تهاجم الحشرة جذور الأصناف المحلية وتؤدي هذه الإصابة إلى ضعف النمو واصفرار الأوراق وتقزم الأغصان وتموت الشجرة خلال "3-5" سنوات من تاريخ حصول الإصابة

يتابع المهندس "بسام الحشيش": «تعتمد المحافظة في زراعتها للعنب على نمط الأعمدة الهوائية ولا وجود للزراعة الأرضية والمتسلقة، وأهم الأصناف المنتجة في محافظة "درعا" هي "الحلواني والبلدي"، هناك متابعة مستمرة من قبل المديرية لهذه الزراعة لذلك تقوم الوحدات الإرشادية وباستمرار بمتابعتها من خلال توجيه الفلاحين إلى كل ما يتعلق بزراعة العنب من حيث التسميد والرش واستخدام المبيدات الحشرية وطرق السقاية ويتم التركيز هنا على أن لا تتم السقاية بالغمر وأن تكون باستخدام طرق الري بالتقطير، مع العلم أن اغلب زراعة المحافظة تتم بالري بالتقطير».

المهندس بسام الحشيش

رغم التوسع الكبير لزراعة العنب في محافظة" درعا" إلا أن هناك عوامل ومسببات أدت إلى تراجع هذه الزراعة في الأعوام الأخيرة وتأتي حشرة "الفيلوكسيرا" في مقدمة هذه العوامل والأسباب، وللتعرف على هذه الحشرة والأعراض التي تحدثها يقول المهندس الزراعي "مهند الشرع": «هذه الحشرة من أصل أمريكي اكتشفت في شرق الولايات المتحدة ثم من هناك انتقلت إلى إنكلترا ثم إلى أنحاء أوروبا ثم عمت العالم أينما توجد شجرة العنب، للحشرة عدة أشكال فهناك الفيلوكسيرا غير المجنحة "الجذرية" وهي ذات لون أصفر أو بني مخضر لها قرون استشعار وثلاث عقل، والعقلة الأخيرة تنتهي بشعرة طويلة، وهذا النوع يصيب الجذور، وهناك الفيلوكسيرا غير المجنحة "البثرية"، الفيلوكسيرا المجنحة الجنسية، وبالنسبة لأصنافنا المحلية فلا يصيبها إلا الفيلوكسيرا الجذرية».

ويضيف المهندس "الشرع": «تعد شجرة العنب هي العائل الوحيد لحشرة الفيلوكسيرا حيث تهاجم الحشرة جذور الأصناف المحلية وتؤدي هذه الإصابة إلى ضعف النمو واصفرار الأوراق وتقزم الأغصان وتموت الشجرة خلال "3-5" سنوات من تاريخ حصول الإصابة».

المهندس مهند الشرع

المهندس "عبد الفتاح الرحال" رئيس دائرة الوقاية، يتحدث عن أسباب إصابة الأشجار في المحافظة بهذه الحشرة فيقول: «تم اكتشاف هذه الحشرة في المحافظة عام "2005"، فتم تشكيل لجان من وزارة الزراعة لدراسة واقع الإصابة في المحافظة فتبين أن هناك ما يقارب "100" ألف شجرة مصابة بهذه الحشرة تم استبدال ما يقارب"40"ألف شجرة منها، ويمكن إرجاع أسباب انتشار هذه الحشرة في المحافظة إلى قيام بعض المزارعين بزراعة الأصناف غير المطعمة بسبب سرعة نمو هذه الأصناف ودخولها في طور الإثمار مبكرا ما يعود بالنفع السريع عليهم، وأيضا عدم الاعتماد على زراعة الأصناف ذات الأصل المر والمقاوم لهذه الحشرة بسبب ارتفاع تكاليفها».

وعن الإجراءات والحلول المقترحة لمواجهة ومكافحة هذه الحشرة يقول المهندس "عبد الفتاح الرحال": «قامت مديرية الزراعة "بدرعا" باتخاذ العديد من الإجراءات من اجل الحد من هذه المشكلة ومن أبرزها إقامة الندوات في جميع المناطق في المحافظة للتعريف بهذه الآفة وخطورتها والأساليب اللازمة من اجل السيطرة عليها، وكذلك كان هناك قرارات إدارية م اجل إتلاف الشتول غير المطعمة على اصل مر في المشاتل الخاصة والحكومية، وقد تم اخذ تعهدات من أصحاب المشاتل بعدم إكثار العقل ومجذرات العنب غير المطعمة، كما شكلت لجان لحصر باقي المناطق المصابة، وتم وضع لوحات طرقية للتعريف بخطورة الحشرة، وتم منع إدخال أو إخراج أي شتول إلى المحافظة، واستجرار كمية من المجذرات ذات الأصل المر والمقاوم والتي تم توزيعها على الفلاحين الذين تنصحهم مديرية الزراعة بعدم اخذ الغراس من المناطق المصابة وان يتم التأكد من أدوات الحراثة في مزرعة سليمة قبل التأكد من نظافتها».

المهندس عبد الفتاح الرحال