تذكيراً بالشأن العظيم للثقافة لكونها حاجة وسمة عليا للبشرية جمعاء، أطلق عام /2011/ عاماً للثقافة في "محافظة درعا" لتكون باكورة هذه الانطلاقة "مهرجان اليرموك الشعري الأول للقصيدة النثرية" الذي احتفل به المركز الثقافي العربي بمدينة "طفس" على مدار يومي "29-30/1/2011".

موقع "eDaraa" حضر المهرجان والتقى من الحضور السيد "جهاد الزعبي" مدير مكتب صحيفة الثورة "بدرعا" الذي قال عند سؤالنا له عن رأيه بالمهرجان: «لقد فعل خيراً المركز الثقافي في "طفس" عندما اختار هذا النوع من الفعالية التي نحتاج لها للتعريف بماهية وقامة القصيدة النثرية، فالمهرجان ولد ليكون حياً ويتطور، وقد نجح القائمون عليه في إطلاقه بشكل جيد من حيث نوعية المشاركين وكثافة الحضور، ونتمنى أن يستمر ليشمل أكبر عدد من المشاركين ليس من داخل القطر بل من كافة أرجاء الوطن العربي».

كما صاحب ذلك كلمة للناقد الدكتور "ابراهيم الجرادي" الذي عرف من خلالها قصيدة النثر وحاول رسم ملامحها، من ثم كانت هناك بعض المداخلات والانتقادات التي وجهت من قبل المهتمين بالنثر

ومن بين الحضور أيضاً قال السيد "ياسر أبو نقطة": «عودنا المعنيون في المركز الثقافي العربي "بمدينة طفس" على استضافة محاضرين وشعراء على درجة كبيرة من الوعي والأهمية، ليكون مركزاً من المراكز النشيطة في استحضار الأسماء الكبيرة، وقدم المهرجان شيئاً جديداً كنا نبحث عنه باستمرار لكوننا أشخاصا نستطيع تذوق المعلومة الجديدة وكذلك الفن والشعر بشكل خاص».

السيد جهاد الزعبي

وعن مشاركته حدثنا السيد "فهد العبود" الشاعر الذي يتقن العربية والبولونية ويحمل شهادة ماجستير بعلم المكتبات ليقول: «يعتبر هذا المهرجان فرصة نادرة للقاء شعراء النثر من كافة أنحاء القطر والاحتكاك بهم والاستفادة من خبراتهم، فضلاً عن كونه فرصة للتعريف بالقصيدة النثرية كواحدة من محطات الشعر العربي الهامة في تاريخ الشعر العربي، وكذلك معرفة تقنيات النثر الجديدة التي تم التعريف بها اليوم».

وفي سؤال السيد "رائد الوحش" الشاعر الفلسطيني القادم من دمشق عما تعنيه له هذه المشاركة قال: «تعطي المشاركات الشعرية خارج محافظة دمشق انطباعاً خاصاً بأن الثقافة في الأطراف ذات طابع حيوي أكثر مما هي عليه في المدينة، ومن المؤسف أن هذه الأنشطة لا تحظى بالتغطية اللازمة إلا ما ندر، فهناك أصوات شعرية بحاجة إلى تسليط الضوء عليها، وهذا ما تم من خلال مهرجان اليرموك».

السيد ياسر أبو نقطة

وعن كونه مديراً للجلسة الحوارية لليوم الأول قال السيد "جمال سعد الدين": «افتتحت المهرجان بكلمة عرفت الحضور من خلالها على قصيدة النثر التي ما تزال تثير إشكالية كبيرة على على مستوى الإبداع في الحركة الشعرية العربية بشكل عام، كما قدمت شعراء اليوم الذين جاؤوا يحتفون بقصيدة النثر التي أثبتت بأن لها ملامح خاصة وسمات تميزها عن باقي الأجناس».

وتابع "سعد الدين": «كما صاحب ذلك كلمة للناقد الدكتور "ابراهيم الجرادي" الذي عرف من خلالها قصيدة النثر وحاول رسم ملامحها، من ثم كانت هناك بعض المداخلات والانتقادات التي وجهت من قبل المهتمين بالنثر».

السيد منيف أبو نقطة

أما "السيد منيف أبو نقطة" مدير المركز الثقافي بطفس فقال: «يعتبر هذا المهرجان بادرة قديمة- حديثة حيث ظهر بصورته الأولية عام /2001/ لكن تفعيله تم بداية عام /2011/، ويتحدث المهرجان عن القصيدة النثرية كموضوع هام بالنسبة للشعراء والأدباء والمفكرين ليتناول القصيدة النثرية التي لم تترجم على الواقع من قبل، فالقصيدة النثرية هي هاجس أمام الشعراء يريدون إيصالها لجيل الشباب عن طريق مهرجان اليرموك الذي هو ظاهرة ثقافية جديدة من نوعها نأمل بأن تستمر سنوياً».

وعن فعاليات المهرجان لفت "أبو نقطة" إلى «أنه تولى في اليوم الأول الشاعر "جمال سعد الدين" إدارة الجلسة الحوارية ما بين الشعراء والحضور لتولي حالة النقد ليتم استيعاب مبدأ القصيدة النثرية ومعانيها ورموزها، إلى جانب معرفة من وجهت له وقدم /6/ شعراء لقراءة مقاطع من قصائدهم النثرية، أما في اليوم الثاني فقد ترأس الجلسة الحوارية الشاعر الكبير "خليل النابلسي" إلى جانب تقديمه ل/6/ شعراء جدد».

وعن أبرز الشعراء المشاركين ذكر "أبو نقطة" قائلاً: «في اليوم الأول استضاف المهرجان الشاعر "بديع صقور؛ عبد النور الهنداوي؛ ابراهيم الجرادي؛ جمال سعد الدين؛ عبد السلام المحاميد؛ عدنان مقداد"، أما في اليوم الثاني فحضر كل من "سوسن الغزالي؛ فهد العبود؛ فواز العاسمي؛ زياد العمار، سرحان الشرع؛ رائد الوحش"، واللافت أنهم من أرض اليرموك "درعا" ومن مختلف المحافظات السورية».

ذكر السيد "محمود المسالمة" ممثل محافظ درعا راعي المهرجان «أن الثقافة تحظى باهتمام وافر منذ عام /2010/ عندما أطلقت "محافظة درعا" المهرجان الأول للموسيقا والتراث، لكن عام /2011/ سيكون عاماً لتقديم الدعم الكامل للثقافة ومتابعة الجهود المبذولة للاستمرار في رفع سوية الثقافة، وقد تم البدء بذلك من خلال إطلاق المهرجان الشعري الأول للقصيدة النثرية».

والجدير بالذكر أن إطلاق فعاليات المهرجان كانت تحت رعاية الدكتور "فيصل كلثوم" محافظ درعا، بالتعاون مع مديرية الثقافة "بدرعا".