«منذ عدة سنوات ومحافظة "درعا" وكباقي المناطق الأخرى تعيش حالة من العوز المائي، وخاصة في مجال الري، وذلك بسبب قلة الهطل المطري وتوالي سنوات الجفاف عليها، مما أدى إلى تراجع غزارة الينابيع، وانخفاض مخازين السدود. مما جعلنا نقوم بقلع أشجار العنب والزيتون، وزراعتها بأشجار مختلفة لتدارك قلة المياه».

الحديث للسيد "نبيل المنزل" من قرية "تل شهاب" متحدثاً عن معاناة أهالي "تل شهاب" والمناطق المجاورة لها من شح مياه الري، بعدما بدأت تعاني الأشجار المثمرة مثل العنب والزيتون، وبعض أنواع الفواكه من العطش وحاجتها الماسة لمياه الري، في هذه المناطق "زيزون" و"العجمي" و"الأشعري"، ويخشى الفلاحون على مستقبل هذه الأشجار التي يقدر عددها بالآلاف، وتنتج مئات الأطنان من العنب والزيتون وغيرها من الفواكه».

راسلنا اتحاد الفلاحين والجهات المعنية للنظر بأوضاع الفلاحين في قرية "تل شهاب" والمناطق التي تتبع لها، من أجل إيجاد حل إسعافي لسقاية مزارع العنب والأشجار المثمرة التي بدأت ملامح العطش تظهر عليها، أو أن تقوم الموارد المائية بتوفير مياه الري لحقولهم المسجلة مروية لديها

موقع eDaraa في 15تشرين الأول 2009التقى مع مدير الموارد المائية بـ"درعا" المهندس "محمود الكعر" حيث أجابنا عن أسباب شح المياه فقال لنا:

نبيل المنزل

« بعد شح المياه الحاصل في هذه المناطق ومناطق أخرى في المحافظة، نتيجة تراجع كميات الأمطار الهاطلة بالمنطقة، ومن أجل الحفاظ على المستوى الاستراتيجي لمياه الينابيع والبحيرات في المحافظة، فقد تمت دراسة ذلك الواقع بكل جوانبه وتمت التوصل إلى أن هناك المئات من الآبار الارتوازية المخالفة وغير المرخصة تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية، وتؤثر بشكل سلبي على غزارات الينابيع في حرم الاستنزاف، والتي تتبع لها بحيرة "المزيريب" و"الأشعري" و"زيزون" و"الساخنة"، وبالتالي قضت التوجهات بالحفاظ على الثروة المائية، وترشيد استهلاكها وهذا الأمر استدعى تشميع الآبار المخالفة».

وتابع: «بالفعل كان التحرك سريعاً وتم تشميع جميع الآبار المخالفة، ونعتبر في مديرية الموارد المائية الآبار المخالفة خطاً أحمر، ونعمل جاهدين للاستفادة من كل قطرة ماء تهطل أو تجري في أرض المحافظة وفق الخطة الزراعية والإستراتيجية المائية، وإن تشميع الآبار المخالفة هو لمنع الضخ الجائر لمياه الري من باطن الأرض بسبب تراجع الغزارات والمناسيب».

قلع الاشجار بسبب العطش

وتابع: «بدأنا باتخاذ عدد من الإجراءات لسد نقص المياه منها: الانتهاء من تطوير شبكات الري المقامة على الينابيع، وبعض شبكات الري المقامة على السدود استعداداً لموسم الإمطار، حيث تم الانتهاء من تطوير شبكة ري سد غربي "طفس" باستبدال الأقنية المكشوفة وتحويلها الى أقنية مطمورة للحد من هدر المياه، وقد تم استلام هذا المشروع استلاماً أولياً، كما تم الانتهاء من تطوير شبكة ري سد "عدوان" باستبدال أقنيتها المكشوفة بأقنية مطمورة للحد من هدر المياه، ونقوم حالياً باستكمال صيانة سد "تسيل"، ونقوم حالياً بإكمال إعادة تأهيل سد "عدوان"، ومواصلة العمل في تدعيم وإعادة تأهيل سد الشهيد "باسل الأسد" الذي تنتهي أعماله العقدية نهاية شهر تشرين الأول».

وللتعرف على آلية المعالجة التي قامت بها مديرية الموارد المائية وعدد الآبار التي تم تشميعها، أوضح لنا المهندس "جمال مسالمة" رئيس قسم الاستثمار والموارد بالمديرية بأنه:

مدير الموارد المائية

«تم تشميع تلك الآبار المخالفة بعد حصرها وتوثيقها من قبل مديرية الموارد المائية وبمتابعة من محافظ "درعا" الدكتور "فيصل كلثوم"، الذي أكد في أكثر من اجتماع ضرورة الحفاظ على المياه وعدم هدرها وتطبيق الخطة الزراعية بشكل دقيق، وعدم التهاون في قمع المخالفات حتى على الآبار المرخصة زراعياً أو صناعياً.‏ حيث وصل عدد الآبار المخالفة وغير المرخصة بالمحافظة نحو 1252 بئراً حسب الإحصائيات وتم تشميعها جميعاً، ويتم حالياً مصادرة كل حفارة تضبط مخالفة لصالح الوزارة، ومن الإجراءات الهامة لتدارك عملية شح المياه، تم التحول للري الحديث، وتعتبر "درعا" المحافظة الأولى على مستوى القطر بنسبة الإنجاز المنفذة وبلغت نسبة التنفيذ 95%على الآبار، و99% على الشبكات، والمعدل الوسطي بلغ 95%».

رئيس الوحدة الإرشادية في "تل شهاب" "حسين رمضان" قال: «راسلنا اتحاد الفلاحين والجهات المعنية للنظر بأوضاع الفلاحين في قرية "تل شهاب" والمناطق التي تتبع لها، من أجل إيجاد حل إسعافي لسقاية مزارع العنب والأشجار المثمرة التي بدأت ملامح العطش تظهر عليها، أو أن تقوم الموارد المائية بتوفير مياه الري لحقولهم المسجلة مروية لديها».