بدمائهم سطروا لنا ملاحم الكرامة فكانوا جنوداً بواسل يقدمون دماءهم فداء لحرية الوطن واستقلاله، الشهداء أنبل من في الدنيا وأكرم بني البشر، كان لمحافظة "درعا" الفخر بأن تكون أماً لمئات الشهداء الذي خاضوا حرب تشرين التحريرية، ومن هؤلاء الشهداء الرائد "أحمد عواد العمور" من مدينة "خربة غزالة" التابعة لمحافظة "درعا"، كان من الصعب على موقع eDaraa بتاريخ 5/10/2009، أن يلتقي بذوي الشهيد، وبعد البحث جمعتنا الصدفة بالقيادي والمجاهد "محمد عواد" أحد سكان "الخربة" وأمين فرع الشبيبة عام 1973، الذي تحدث لنا عن مقتطفات من حياة الشهيد مثبتة بوثائق يحتفظ هو بصورة منها فقال: «الشهيد "أحمد عواد العمور" من مواليد بلدة "خربة غزالة" عام 1941، تعلم في مدارس البلدة في المرحلة الابتدائية وفي الإعدادية انتقل المدينة "درعا" وبعدها انتقل ليكمل دراسته الثانوية في "دمشق"».

ويتابع "العواد" حديثه بالقول: «بعد حصوله على الشهادة الثانوية، انتسب "أحمد" إلى الكلية الجوية (المعهد التقني) عام 1963، ثم أوفد إلى الاتحاد السوفييتي لمدة سنة وتخرج بعدها برتبة "ملازم" في "دورة البعث الأولى"، تزوج وأنجب "سامر" خريج كلية الصحافة، و"أحمد" خريج معهد متوسط صناعي».

وسام ثورة الثامن من آذار، وسام التدريب العسكري، وسام الإخلاص، وسام الشرف

هنا توقف "العواد" عن الحديث ليقدم لنا ورقة كتب عليها: "استمارة شهيد" لنكمل موضوعنا من خلالها والتي تناولت بعض المعلومات المختصرة عن الشهيد، ومن أبرز نقاطها، الأوسمة التي حصل عليها الشهيد وهي: «وسام ثورة الثامن من آذار، وسام التدريب العسكري، وسام الإخلاص، وسام الشرف».

استمارة الشهيد "أحمد"

وتذكر البيانات المدونة عن الشهيد أنه استشهد في إحدى المطارات العسكرية في 8/10/1973، في إحدى الغارات الإسرائيلية على المنطقة.

ويتابع "محمد العواد" فيقول: «تكريماً للشهيد أذكر أننا عملنا على تسمية رابطة الريف للشبيبة باسمه بهدف تخليد اسمه وبطولاته، فأصبحت رابطة الشهيد "أحمد العمور" إلى اليوم».

"محمد العواد"

ويختتم "العواد" بالقول: «أذكر أيضاً أننا أقمنا عرساً في "الخربة" عند سماعنا نبأ استشهاد "الرائد" الذي كرمه الجيش آنذاك بترقية من رتبته إلى رتبة "رائد" تخليداً لبطولاته».

ويقول الأديب "علي الزعبي" أحد سكان بلدة "الخربة": «إلى اليوم البلدة كلها تقف بإجلال أمام شهيدها البطل الذي قدم روحه رخيصة لتحرير الأرض من العدو الغاشم هو مفخرة حقيقية لنا، لأن أبناء الشعب السوري آنذاك كانوا يتفاخرون بشهدائهم فمن قدم شهداء أكثر هو الأحق بأن يرفع رأسه عالياً».