"سمسكين" "سامساكين "، اشمسكين"، أسماء عديدة ومتنوعة لمدينة علاقتها بالتاريخ وثيقة وقوية، وهو الأمر الذي يبدو جلياً وواضحاً بما تحتويه من أوابد وآثار تعود لمختلف الأزمنة والعصور، إنها المدينة التي تعاقبت عليها حقب كثيرة وانتهى بها المطاف لتحمل اسم مدينة "الشيخ مسكين".

موقع eDaraa وبتاريخ 4 آب 2009 زار المدينة لتسليط الضوء والتعرف عليها عن قرب، فكانت البداية عن تاريخ المدينة الأمر الذي تحدث عنه الأستاذ "عبده سليمان الخالد" فيقول: «تعد مدينة "الشيخ مسكين" من المناطق التي شهدت ازدهاراً واسعاً خلال العهدين اليوناني والروماني، الأمر الذي تدل عليه بعض الكتابات الموجودة على بعض الحجارة وكذلك بقايا الكنيسة التي يرجح أنها تعود للعهد الروماني، ومما زاد في أهمية المدينة أنها كانت محطة للقوافل التجارية في فترة ما قبل الإسلام، وكذلك الأمر في العهد الإسلامي ومن ثم العهد العثماني حيث كانت مدينة "الشيخ مسكين" من أكبر المراكز الإدارية في منطقة سهل "حوران"».

تمتاز أراضي المدينة بأنها سهلية منبسطة صالحة في أغلبها للزراعة، أما المناخ فهو مناخ معتدل ويبلغ معدل الأمطار السنوي في المنطقة ما بين 274-350مم

وعن سبب التسمية يقول: «بالنسبة للجذور التاريخية لاسم مدينة "الشيخ مسكين" هناك روايات عديدة، منها ما يقول أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى "الشيخ الأبرص"، وهو النبي "أيوب" عليه السلام، الذي كان يتجول بينها وبين المناطق المجاورة من أجل رعي الأغنام، وهذه الرواية نجدها في تاريخ الفراعنة 1400 ق.م، وكذلك في تاريخ الأنبياء، وفي الموسوعة الإسكندرانية للأب "اساناسيو"، ومن الروايات أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل من الأنصار، عرف بين الناس "بالشيخ المسكين"، نظراً للهيئة التي كانت يظهر فيها بين الناس، وقد مات هذا الرجل ودفن في المنطقة التي عرفت تكريماً له "بالشيخ مسكين"».

الاستاذ انور علي الفاعوري رئيس مجلس المدينة

وللتعرف على الموقع الجغرافي للمدينة يقول الأستاذ "أنور علي الفاعوري" رئيس مجلس المدينة: «تقع "الشيخ مسكين" على محور خط "دمشق درعا" وهي تبعد عن "درعا" ما يقارب 26 كم، وعن "دمشق" حوالي 80 كم، ويمر منها طريق الحج ما بين "جبل حوران" شرقاً، و"الجولان" غرباً، و"دمشق" شمالاً، و"الأردن" جنوباً، يمر فيها واديان، "وادي أبو اللبن" القادم من "جبل حوران"، و"وادي الهرير" القادم من "جبل الشيخ"، وتحيط بها مجموعة من القرى المهدمة منها ما يقع على "وادي أبو اللبن"، مثل "الرعافة"، ومنها ما يقع على "وادي الهرير" مثل "حصن ميش" المعروف حالياً "بتل حمد"، كما يوجد على "وادي الهرير" مجموعة من الطواحين المائية مثل طاحونة "حليمة" وطاحونة "اللاقح" و"الغزلانية"، أما عن حدود المدينة فهي عقدة مواصلات مهمة، فمن الغرب تحدها مدينة "نوى"، ومن الشرق مدينة "ازرع"، ومن الجنوب بلدة "ابطع"، ومن الشمال عدة مناطق مثل "الفقيع" و"محجة"، وبشكل عام تعتبر مدينة "الشيخ مسكين" نقطة وصل بين أربع محافظات هي "السويداء" و"درعا" و"القنيطرة" و"دمشق"».

وعن السكان والوضع الاقتصادي للمدينة يقول: «بلغ عدد السكان وحسب إحصائية 2008 حوالي 29760 نسمة، وذلك عدا سكان المناطق التابعة للمدينة مثل "الدلي" و"السحيلية" و"الفقيع"، تعمل الغالبية العظمى من السكان في الوظائف الحكومية وهناك قسم يعمل بالزراعة، ونسبة ضئيلة في المغترب ولا سيما دول الخليج العربي، تشتهر المدينة بزراعة الحبوب مثل القمح والشعير والمزروعات الصيفية والكروم واللوزيات وأشجار الزيتون، أما بالنسبة للثروة الحيوانية فيوجد فيها حوالي "650" رأساً من الأبقار، و"8300" رأس من الأغنام، و"350" رأس ماعز، وألف خلية نحل، وحوالي "25" مدجنة لإنتاج الفروج».

مجلس مدينة الشيخ مسكين

وعن طبيعة المنطقة يقول: «تمتاز أراضي المدينة بأنها سهلية منبسطة صالحة في أغلبها للزراعة، أما المناخ فهو مناخ معتدل ويبلغ معدل الأمطار السنوي في المنطقة ما بين 274-350مم».

وعن الخدمات يقول: «فيما يخص مجال الخدمات والبنية التحتية، فقد بدأ مجلس المدينة بتنفيذ شبكة الصر ف الصحي لمشروع خط المصب الرئيسي وقد بلغت نسبة تخديم السكان من هذا المشروع حوالي "85%" من السكان، ويتم حالياً تنفيذ مشروع محطة معالجة وتم تسليم المشروع للشركة المنفذة للمباشرة بالعمل، يوجد لدى مجلس المدينة منطقة صناعية وحرفية وهي قيد الانجاز، ويوجد لدى المدينة مسلخ مؤلف من صالتين لتخديم القصابين، ويوجد مركز هاتف آلي، ووحدة مياه، ووحدة إرشادية، ومركز ثقافي، ويوجد قسم كهرباء، ونادٍ رياضي، ووحدة إطفاء مزودة بسيارتين وطاقم مؤلف من 4 سائقين و6 جنود، ويوجد مركز رعاية أولية ومستوصف صحي».

قناة فرعون ..من اهم معالم الدينة

وعن الناحية العمرانية يقول: «معظم المنازل السكنية في المدينة هي من البيتون المسلح الحديث والقديم، ويوجد عدد من الفيلات الطابقية، وعدد من المنازل المبنية من الحجر القديم، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي للمدينة "1050"هكتاراً، وتبلغ نسبة البناء الموجودة حالياً في المخطط 70% تقريباً».

وعن الناحية التعليمية يقول: «يوجد في المدينة "10" مدارس ابتدائية، و"3" مدارس تعليم أساسي، وثانوية فنية، وثانوية تجارية، وثانوية عامة للبنين، وثانوية عامة للبنات، وثانوية آلات زراعية، ويوجد "3" روضات أطفال، ومدرستان للتعليم الخاص».

أما عن أهم معالم المدينة فيتحدث الأستاذ "زياد الهلال" قائلاً: «تحتوي مدينة "الشيخ مسكين" العديد من المعالم الهامة مثل "البلدة القديمة" وهي عبارة عن بيوت حجرية مهدمة و"الجامع العمري" الذي يعود تاريخه إلى ما بعد العصر العباسي، وهو مبني من الحجر البازلتي الأزرق القديم، ومن المعالم أيضاً "قناة فرعون" التي تمر من الجهة الشرقية للمدينة وهي قناة مهدمة تعود إلى عهد "الفراعنة" حيث كانوا يسحبون الماء فيها من نبع "السريا" باتجاه مشاتيهم في "الأردن"».

وعن الوضع الثقافي يقول الأستاذ "عبده سليمان الخالد": «تشهد المدينة حالة ثقافية جيدة حيث تضم مدينة "الشيخ مسكين" عدداً كبيراً من المثقفين وأصحاب الشهادات العلمية، ويوجد فيها عدد من الشعراء المشهورين أبرزهم الأستاذ "عبده سليمان الخالد" والأستاذ "حمدي التمكي" وهما من الأسماء المعروفة على مستوى المحافظة والقطر».