تتميز أراضي محافظة "درعا" بالتنوع الجغرافي وغناها بالمواقع الأثرية والسياحية المنتشرة على معظم أراضيها، حيث تضم الهضاب والجبال والأودية والأنهار والمساحات الزراعية الواسعة التي ساعدت على نشوء الحضارات القديمة عبر العصور، ويعتبر "وادي العرايس" الممتد بجوار بلدة "جلين" التي تقع إلى الغرب من مدينة "درعا" بحوالي 20 كم، من أهم الأودية الموجودة في المنطقة نظراً لجمال هذا الوادي وغناه بمصادر المياه الطبيعية، وهذا الوادي هو امتداد طبيعي لوادي الهرير والأشعرى ووادي "خالد بن الوليد" والتي تشكل فروع نهر اليرموك.

موقع eDaraa في 24/5/2009 زار وادي "جلين" ومديرية الآثار بـ"درعا" والتقى مع مدير الآثار المهندس "حسين مشهداوي" الذي حدثنا عن تاريخ وقصة "وادي العرائس" الأسطورية فقال: «يتميز هذا الوادي عن الأودية الأخرى في هضبة "حوران" بميزتين هامتين، أولهما ذلك المزيج من الصخور الرسوبية الذي اكتسبه الوادي في عصر الهلوسين والميوسين، أو ما يسمى عصر الأمطار والنباتات التي أدت إلى تشكيل غابات من الأشجار غير المثمرة ونباتات القصب الطويلة التي يشهدها هذا الوادي، حيث يقوم الأهالي في القرية المجاورة لهذا الوادي بقطع أعواد القصب واستخدامها في صناعة أسقف المنازل القديمة، وإقامة المعرشات وصناعة بعض الأدوات المنزلية المستخدمة في الحياة اليومية كالسلال وغيرها من الأواني والأوعية، حيث ساهمت في تحسين وضعهم المعيشي كموارد إضافية للدخل».

هذا الوادي يشهد خلال فصل الربيع حركة سياحية نشطة من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، حيث تزوره أعداد كبيرة من السياح يتمتعون بالمناظر الطبيعية الخلابة ويلتقطون الصور لمكان الرواية الأسطورية أحجار العرائس. وهو بحاجة إلى مشاريع خدمية واستثمارية، وتكاتف وتضافر جهود جميع الجهات المعنية بالمحافظة لإقامة وتنفي هذه المشاريع

و أشار مدير الآثار:

«إلى أن تسمية الوادي "بوادي العرايس" تعود لوجود مجموعة من الكتل الصخرية العملاقة موزعة إلى أربع مجموعات على شكل هياكل بشرية، تظهر فيها الأقسام الرئيسية كالرأس والمنطقة الوسطى والسفلى، تؤكد الدراسات العلمية أنها تشكلت بفعل العوامل الطبيعية من حت وتعرية، نتجت عن غزارة الأمطار وارتفاع منسوب مياه الوادي أثناء فصل الشتاء،

الحجارة تشبه جسم الانسان

لكن المعتقدات والأساطير التاريخية المتداولة بين الناس تقول أن هذه الكتل الصخرية التي تظهر على شكل تماثيل لعروس وعريس وقافلة زفاف ومجموعة من الناس وأربعة صناديق تحتوي على ملابس وتجهيزات العروس، كانت تسير في الوادي في الأزمنة فقامت امرأة من القافلة بتنظيف رضيعها بقطعة خبز فمسخهم الله وجعلهم كتلاً حجرية على شكل تماثيل عقاباً لما قامت به هذه المرأة».

ويضيف مدير الآثار: «هذا الوادي اكتسب أهمية تاريخية حيث سكنه الإنسان القديم قبل أن ينتقل إلى القرى الحديثة مستغلاً كثرة الكهوف وصعوبة وصول الحيوانات المفترسة إليها، وتوافر موارد الغذاء والحماية بالإضافة إلى وجود ينابيع المياه في سفوح الوادي، وكان لهذا الوادي أهمية تاريخية ولا سيما في "معركة اليرموك" لكونه شكل سنداً يسارياً للجيوش المسلمة بقيادة "يزيد بن أبي سفيان"، ومعه تسعة كراديس حيث كان جناح الميسرة آمناً لصعوبة اجتياز هذا الوادي،

مجموعة كبيرة من الحجارة

إضافة إلى إنه كان ملجأ للثوار في العصور المختلفة لاسيما في الفترة العثمانية والفرنسية، نظراً لوجود غابات القصب الطبيعية المنتشرة على طرفي الوادي قديماً وحديثاً، ولوجود غابات خضراء من الأشجار التي تكسبه منظراً رائعاً وخلاباً، فيمكن الاستفادة منه في إقامة مشروعات سياحية هامة مثل مشروع خطوط التلفريك أو الشلالات الصناعية أو المقاهي والمطاعم التي ستسهم في إحياء المنطقة سياحياً، وتحسن من واقعها كون هذه المنطقة تعتبر من أجمل المواقع السياحية بسبب مناخها الجيد، وجوها الهادئ وتوفر كل مستلزمات الجذب السياح».

وختم مدير الآثار حديثه بالقول: «هذا الوادي يشهد خلال فصل الربيع حركة سياحية نشطة من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، حيث تزوره أعداد كبيرة من السياح يتمتعون بالمناظر الطبيعية الخلابة ويلتقطون الصور لمكان الرواية الأسطورية أحجار العرائس.

مدير الاثار بدعا

وهو بحاجة إلى مشاريع خدمية واستثمارية، وتكاتف وتضافر جهود جميع الجهات المعنية بالمحافظة لإقامة وتنفي هذه المشاريع».