اكتسب التعليم الخاص في سورية شهرة كبيرة في الآونة الأخيرة، وأصبح عدد المتقدمين للجامعات الخاصة يساوي أضعاف مضاعفة من أعدادهم قبل أعوام، فما السبب في ذلك؟ وكيف هو واقع التعليم العالي الخاص في سورية؟ وما هي أبرز الصعوبات التي تواجه مسيرة التعليم الخاص؟

أسئلة طرحها eDaraa في لقائه الأستاذ الدكتور "فيصل عباس" رئيس الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا في سورية وعاد بهذه السطور:

ذكرت أننا استطعنا أن ننجز بناء الكليات في فترة وجيزة جدا إضافة إلى أننا استكملنا كل ما يلزم لتعليم متميز من مباني وفعاليات رياضية وترفيهية وملاعب وغيرها

*بداية لو تصور لنا واقع التعليم الخاص في سورية وكيف انطلقت الجامعة الدولي للعلوم والتكنولوجيا؟

الدكتور"فيصل عباس"

**«نشأ التعليم الخاص في سورية عام 2001 بالقرار القاضي بإحداث الجامعات الخاصة في سورية والناظم لعمل هذه الجامعات، والذي أجاز إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة في سورية تقدم التعليم العالي للشباب، وتضمن المرسوم ضوابط عامة لكيفية إنجاز هذه الجامعات، بحيث تساهم الجامعات الخاصة في سورية بتأمين التعليم المتميز للشباب السوري القادم إلى التعليم الخاص».

*بعد هذا المرسوم نشأت الجامعة الدولية الخاصة حيث صدرت مراسيم بإحداث جامعات خاصة عديدة

مقر الجامعة

**«في سورية والجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا إحدى هذه الجامعات، حيث أنشئت عام 2005 بالقرار رقم 194. الذي قضى بإحداث كليات متعددة: الصيدلة وطب الأسنان والهندسات بفروعها إضافة إلى تقانة المعلومات ونظم الحواسيب وعلوم الحواسيب والبرمجيات والإدارة والتمويل إدارة الأعمال والتسويق والآداب والعلوم والتصميم الغرافيكي والتصميم الداخلي، منذ عام 2005 بدأنا بإنجاز الكليات كاملة ونحن اليوم في سنتنا الرابعة وعدد طلابنا 2900 طالب في مختلف الاختصاصات من طلاب سوريين وعرب وأبناء مغتربين وأجانب، إضافة إلى الكادر الإداري والتدريسي الضخم جدا والمتميز بعمله وأدائه، طبعا هناك أسس ومعايير لقبول الطلاب المستجدين تصدرها وزارة التعليم العالي في بداية كل عام، حيث تحدد الشهادات المقبولة والعلامات المقبولة في كل اختصاص بالاعتماد على عدد المتقدمين ومجموع علاماتهم، بحيث ترفع العلامات أو يقلل منها، وعادة ما تلجأ الجامعة إلى مفاضلات خاصة بها نتيجة الضغط الكبير من قبل الطلاب المتقدمين، وبالطبع لن يكون لدينا مشكلة في استقبال الأعداد الكبيرة من المتقدمين».

*برأيك ما هي أهم الصعوبات التي تواجه التعليم الخاص في سورية؟، وكيف تفاعلت الجامعة الدولية مع هذه الصعوبات؟

**«أهم الصعوبات التي تواجه التعليم الجامعي الخاص في سورية هي إيجاد البنى التحتية لهذه الجامعات فسورية هي من البلدان حديثة الدخول في هذا المجال لذا تحاول الاستفادة من تجارب الغير للارتقاء بمسيرة تعليمها العالي الخاص، إضافة إلى تأمين الكادر التدريسي والإداري لهذه الجامعات والمسالة الأكثر صعوبة هي تأمين المباني الجديدة لاستيعاب التزايد الكبير في عدد الطلاب المتقدمين للجامعة الخاصة، وطبعا يتم تأمين الهيئة التدريسية المناسبة المطابقة لمعايير الاعتماد المخصصة من قبل المجلس الأعلى للتعليم العالي، وهنا أذكر أننا في الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا استطعنا إنشاء بناء كلية طب الأسنان في فترة 6 أشهر وهي فترة قياسية جدا، وهذه الكلية تقدم خدماتها بشكل مجاني لأبناء المنطقة إضافة إلى كلية الصيدلة التي تقدم التحاليل المخبرية بشكل مجاني أيضا، أهم المشكلات أيضا عدم إعطاء وزارة التعليم العالي الفرصة الجيدة لانتقاء الكادر التدريسي في هذه الجامعات».

*بمَ تعزون ارتفاع الأقساط في الجامعات الخاصة بسورية؟

**«التعليم الخاص تعليم مكلف، وإنشاء المباني والبنى التحتية لهذه الجامعات مكلف جداً ويتطلب كلف اقتصادية عالية جدا، وبالطبع ارتفاع الأسعار في مختلف مناحي الحياة وارتفاع أجور الموظفين فرض على التعليم الخاص مواكبة هذا الارتفاع برفع أجور الكادر التدريسي والإداري واشتراكات المواصلات التي تربط مع ارتفاع أسعار المحروقات، لكن مقابل كل هذه الزيادات هناك خدمات جامعية متميزة تقدمها الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، ونحن نحاول دائما الارتقاء في ميسرة التعليم حيث نقدم تعليم عالي متميز لطلاب الجامعة لنفتخر بهم بعد التخرج، ونعتمد في ذلك على أفضل المعلمين والخبراء ونجري عمليات حقيقية لخبرات هؤلاء المدرسين ليقدموا شيئاً ناجحاً ينعكس على نتائج الطلاب بحيث لا ينجح إلا الطالب الذي يستحق النجاح ولا يمنح شهادة التخرج إلا من يستحقها وبذلك نؤكد عكس النظرية الشائعة في مجتمعنا المحلي أن التعليم الخاص يمنح شهاداته مقابل المادة فقط».

*هل هناك معايير لنجاح طالب التعليم الخاص؟

**«طبعا التعليم العالي يتابع معايير النجاح والتخرج مع وزارة التعليم العالي لأن شهادة التخرج ستعتمد في وزارة التعليم العالي، لأن التعليم الخاص يقع ضمن خارطة التعليم العالي في سورية والسيد الوزير يؤكد دائما أن الشهادة المحققة للمعايير شهادة معتمدة من وزارة التعليم العالي، فجميع قوانين الجامعة صدرت بموافقة المجلس الأعلى للتعليم من مقررات ومناهج وطرق تدريس وخطط دراسية واعتماد شهادات الكادر التدريسي، وجميع هذه القوانين أقرت بوجود رؤساء الجامعات الخاصة في سورية وبموافقة جميع الأطراف».

*أين وصلتم في إنشاء جامعة دولية للعلوم؟

**«ذكرت أننا استطعنا أن ننجز بناء الكليات في فترة وجيزة جدا إضافة إلى أننا استكملنا كل ما يلزم لتعليم متميز من مباني وفعاليات رياضية وترفيهية وملاعب وغيرها».

*برأيك ما السبب في غياب جامعات أهلية تستقطب أبناء الطبقة العادية من المجتمع؟

**«علينا أن نوجه هذا السؤال إلى المؤسسات المجتمعية في سورية فهي المسؤولة عن التخطيط لمثل هذه المشاريع بحيث تقدم خدمات الجامعات الخاصة بأسعار عادية تماما كما تقيم صالات الأفراح مثلا، فالمرسوم التشريعي أجاز هذه المشاريع والمجلس الأعلى للتعليم ينتظر بالطبع مثل هذه المشاريع».

*كيف تصور لنا واقع المناهج التعليمية المدرسة في الجامعة الدولية الخاصة؟

**«الجامعة الدولية الخاصة اعتمدت وضع مناهج حديثة ومعتمدة عالميا، وقدمت إلى مجلس التعليم العالي بحيث أقرت في وزارة التعليم العالي وهذا بذاته عامل ضمان لجودة هذه المناهج من حيث كم المعلومات ونوعية الخريجين».

*ما طبيعة العلاقة التي تربطكم مع وزارة التعليم العالي؟

**«ذكرت أن مجلس التعليم العالي يضم كل الجامعات الحكومية والخاصة وهو الناظم لعمل أي جامعة خاصة في سورية، وبذلك هو السلطة التشريعية العليا للتعليم الخاص، والمجلس يحدد آلية قبول الطلاب وأعدادهم بحيث يتوازى أعداد المقبولين مع الإمكانيات واستيعاب سوق العمل، ونتيجة كل ذلك فالعلاقة طيبة مع وزارة التعليم العالي لأنها وجهتنا في كل الأمور التعليمية ونحن نعمل من أجل هدف سامي واحد».