في مدرسة نادي "الفرات" تتلمذ، وسار على نهج من تألق قبله في ميدان اللعبة، ونجح في إثبات نجوميته عندما فرض اسمه كأبرز حراس المرمى في الدوري السوري؛ وهو ما أهلّه إلى الانضمام لفريق "الجيش" بطل الدوري والمنتخب الوطني بكرة اليد.

مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 14 نيسان 2018، تواصلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع كابتن فريق نادي "الفرات" بكرة اليد "صادق الشريف"، ليحدثنا عن مسيرته في لعبة كرة اليد، حيث يقول: «كانت بداية ممارستي للرياضة في عام 1980 ضمن مدرسة "الوحدة العربية" في حي "المشلب"، وبتشجيع من معلم الرياضة "جاسم الشريف" باشرت التدريب ضمن فريق كرة اليد، حيث كنت أهوى هذه اللعبة، وساهم في انضمامي إليها شعبيتها الكبيرة التي تحظى بها في محافظة "الرقة" بسبب النتائج والإنجازات التي حققتها بالدوري والكأس، وخاصة نادي "الفرات" الذي أحرز بطولة الكأس ثلاث مرات خلال حقبة الثمانينات.

على الرغم من رغبة نادي "الجيش" في استمراري باللعب معهم لعدة مواسم ومحاولة بعض الأندية التعاقد معي للعب باسمهم، إلا أنني آثرت العودة إلى نادي "الفرات" الذي له فضل كبير فيما حصلت عليه في ميدان اللعبة، وخاصة بعد أن شعرت بحاجته إلى وجودي ضمن صفوف الفريق، حيث كان يعاني تراجعاً بالمستوى الفني وتردٍّ بالنتائج حتى أصبح مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية؛ لذلك وجدت أن عودتي كانت ضرورية، وكان ذلك عام 2002

وفي البداية اقتصر نشاطي في اللعبة على المشاركات المدرسية في المحافظة وتمثيلها في البطولات المدرسية المركزية، حيث نجحنا أكثر من مرة بتحقيق مراكز متقدمة على مستوى القطر».

مع نادي الفرات

أما عن مشاركاته مع نادي "الفرات"، وانتقاله إلى نادي "الجيش"، فيقول: «في عام 1992، كنت ضمن فريق أشبال النادي الذي شارك في بطولة أندية الدرجة الأولى لهذه الفئة، وأحرزنا المركز الثاني، وكنا منافسين للفريق الفائز بالمركز الأول، وفي العام الثاني ترفعت إلى فئة الناشئين، ونجحنا أيضاً بتحقيق المركز الرابع في بطولة هذه الفئة. وفي عام 1996، انتقلت إلى نادي "الجيش" المركزي، وشاركت معه في دوري فئة الشباب، وأحرزنا المركز الثاني، وفي العام الذي يليه تم ترفيعي إلى فئة الرجال مع نخبة من نجوم كرة اليد من مختلف المحافظات السورية، حيث تصدرنا بطولة الدوري السوري أربعة أعوام متتالية حتى عام 2001».

وعن مدة التحاقه مع المنتخب الوطني، يقول: «أول مشاركة لي مع المنتخب كانت بفئة الناشئين عندما تمت دعوتي أثناء المعسكر التدريبي، الذي أقيم استعداداً للمشاركة في دورة "أنترمينا" الإيطالية، وبعدها تابعت المشوار مع منتخب فئة الشباب الذي شارك بدورة الأمير "فيصل" في "السعودية"، حيث أحرزنا المركز الثاني في هذه البطولة، كما تمت دعوتي إلى الانضمام لمنتخب الرجال، الذي أقام عدة معسكرات تدريبية في "مصر" و"الأردن" و"إيران" و"لبنان"، حيث شاركنا في كثير من المباريات استعداداً للتصفيات الآسيوية والعربية، ومع نادي "الجيش" كنت ضمن الفريق الذي شارك في بطولة الأندية العربية التي جرت في دورة "الإمارات العربية"، عام 2001».

في إحدى المباريات الرسمية

أما عن عودته إلى ناديه الأم "الفرات"، فيقول: «على الرغم من رغبة نادي "الجيش" في استمراري باللعب معهم لعدة مواسم ومحاولة بعض الأندية التعاقد معي للعب باسمهم، إلا أنني آثرت العودة إلى نادي "الفرات" الذي له فضل كبير فيما حصلت عليه في ميدان اللعبة، وخاصة بعد أن شعرت بحاجته إلى وجودي ضمن صفوف الفريق، حيث كان يعاني تراجعاً بالمستوى الفني وتردٍّ بالنتائج حتى أصبح مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية؛ لذلك وجدت أن عودتي كانت ضرورية، وكان ذلك عام 2002».

وعن عودة النادي مؤخراً إلى المشاركة بدوري كرة اليد بعد غياب استمر ست سنوات، يقول: «غيابنا كان نتيجة الأوضاع التي مرت بها محافظة "الرقة"، وتوزع اللاعبين داخل وخارج القطر، وجاءت لمتابعة المشاركة بالدوري نتيحة جهود شخصية من رئيس النادي "جاسم الشريف"، والمدرب "عبود جنيد"، حيث بذلا جهوداً كبيرة في هذا الإطار، وتكللت بتكوين الفريق من اللاعبين الموجودين في القطر، والاستعانة بعدد من لاعبي نادي "الشباب"، حيث أقمنا معسكراً تدريبياً لمدة أسبوعين في محافظة "حماة"، وتم تحضير الفريق من الناحية البدنية، خاصة بعد الانقطاع الطويل عن ممارسة اللعبة، وبوجه عام أصبح الفريق في جهوزية مقبولة للمشاركة في دوري الدرجة الأولى».

الإعلامي إسماعيل الواجد

وعن نتائج النادي في التجمع الأول، وملاحظاته عن ذلك، يقول: «بوجه عام، كانت المشاركة مبادرة جيدة، وهي عبارة عن إعلان عن عودة النشاط إلى النادي، وهذه اللعبة بعد كل الظروف التي مرت بها رياضة "الرقة"، والنتائج كانت ممتازة، حيث فزنا على أندية كانت مستعدة ومجهزة، ولم تنقطع استعدادتها منذ مدة طويلة، حيث أحرزنا المركز الثاني في المجموعة بعدما فزنا على ناديي "الشعلة" و"الجزيرة"، وخسرنا أمام نادي "الجيش" بطل الدوري، ولدينا مرحلة إياب مع الأندية الأخرى، ونطمح إلى تحقيق نتائج مماثلة بهدف التأهل إلى دوري الأربعة، وإذا نجحنا بذلك، أظن أننا نكون قد حققنا إنجازاً كبيراً للنادي ولكرة اليد الرقيّة بوجه عام.

وخلال مشاركتنا لي عتب كبير على عدد من أبناء النادي القدامى المنتشرين في الخارج؛ لتقصيرهم بدعم النادي مادياً، باستثناء بعض الأشخاص الذين ساهم عدد منهم بالتبرع ببعض المبالغ المالية، والعتب يمتد ليشمل مسؤولي "الرقة" الذين قصروا بحق النادي، باستثناء "حازم عبد الغني"، الذي ساعدنا كثيراً بإقامة المعسكر التدريبي وتأمين التجهيزات ومستلزمات اللاعبين، كما أشير إلى مساعدة اللجنة التنفيذية المحدوة في هذا المجال».

الإعلامي "إسماعيل الواجد"، عنه يقول: «"صادق" من أسرة رياضية تميزت بالأخلاق الحميدة، كما يوصف بوفائه وإخلاصه لناديه، وكان دائماً المنقذ في كثير من المباريات، ووجوده في الملعب كان يمنح زملاءه المزيد من الثقة بالنفس؛ عبر تألقه وتصديه للكرات الصعبة وضربات الجزاء أثناء المباريات، إضافة إلى ذلك، يحظى باحترام زملائه اللاعبين لما يمتلكه من هدوء وغيرة على ناديه تجلت برفضه إغراءات عدد من الأندية التي تطمح إلى ضمه، لكن محبته ووفائه لناديه كان أكبر من كل تلك المغريات».

يذكر أن "صادق الشريف" من مواليد محافظة "الرقة"، عام 1978.