"الدحية" رقصة فلكلورية قديمة من التراث الحوراني، تمارس في مناسبات الأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات، باعتبارها موروثاً حورانياً أصيلاً، وجزءاً من عادات وتقاليد ورثها الصغار من الكبار على مر الزمان.

يقول الدكتور "يوسف المنجر"؛ وهو قانوني ومهتم بشؤون التراث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 شباط 2016، عن "الدحية" وأهميتها في التراث الحوراني: «تعدّ "الدحية" إحدى أهم صور التراث والفلكلورالحوراني الذي يستند إلى إرث فني وثقافي عميق، يمتد زمناً طويلاً عبر التاريخ، تشتبك الأيدي خلال أدائها كدليل على التضامن والمحبة المتبادلة، وحركة "الدحية" تأتي في آخر القصيدة، ويستعمل التصفيق كلون إيقاعي، وأيضاً تتميز بالحماسة في أدائه الحركي، ويتطلب للمشارك فيه أن يوفق بين أدائه الحركي والتنفسي حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين، ويسمى شاعر "الدحية" "البداع"، وقصيدة "الدحية" تعرف لدى الآخرين بـ"البدعة".

يقوم أحد الرجال من أقاربها وينزل أمام الحشد ليراقصها فتتحين الفرصة وهي ترقص لتأخذ عن رأسه العقال، فإن هي فعلت ذلك أو استطاعت فتكون لها الغلبة في هذا السجال من الرقص، ويعلو صوت المشجعين وتنطلق العيارات النارية زيادة في الفرح والسرور، وكذلك الزغاريد، وتذهب بعد ذلك إلى "بيت الشعر" الذي يكون قد نصب بالقرب من مكان "الدحية"، وتأتي بعد ذلك امرأة أخرى.. وهكذا

ويتخللها قول القصيدة باللهجة العامية من قبل أحد الحافظين، حيث يبدأ قصيدته بيتاً بيتاً مردداً إياها عدة مرات، وفي نهاية كل مرة يردد عدد من الرجال المجاورين له في الصف: "هلا بك هلا ويا هلا مار إنك صادق يا ولد"، أو "هلا بك هلا ويا هلا ليا حنيف يا ولد". ويرددون: "دحي يالي دحيو"،

"الدحية"

ويقال أيضاً:

عائشة الزعبي أم موفق

"ما همنا باللي يحوف دروبنا

واللي يعادينا وييجي صـوبنا

"الدحية" في جميع المناسبات

وســيوفنا مــتولفة عـجنودنا

وخــــيولـنا بمراحنا تحتاس".

حيث يصطف الرجال في صف واحد ويقومون بترديد بعض الجمل على نفس المنوال».

تؤدى "الدحية" من قبل الجميع، ويغني الشاعر الموجود في منتصف أحد الصفين قصديته المغناة التي تشبه "الهجيني"، وهنا يقول "موسى القاسم" أحد كبار السن في المدينة: «"الدحية" رقصة تراثية فلكلورية منتشرة في "حوران"، يمارسها الذين يتنقلون مع مواشيهم في مناطق "حوران" وخصوصاً "اللجاة"، وكانت تمارس قديماً قبل الغارات لإثارة الحماسة، وعند نهاية المعارك قديماً يصفون بها المعركة وما دار بها من بطولات وأفعال، وحالياً مع مرور الزمن أصبحت تمارس في مناسبات الأعراس والأعياد، وغيرها من الاحتفالات، حيث يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين، ويغني الشاعر الموجود في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة التي تشبه "الهجيني"، من كلماتها:

"يا هلا بملكنا الزاير

يا مرحبتين وتحية

شرفتم كل العشاير

وأرضيتم كل الرعية

من حبك للشعب المخلص

قمتم بزيارة ودية

وكلاً بلعبة مختص

وحنا لعبتنا الدحية"».

"الدحية" من أهم الفنون الشعبية الغنائية، وتضيف السيدة "عائشة الزعبي" إحدى السيدات الناشطات بالتراث والفلكلور الحوراني في المحافظة: «أصبحت "الدحية" موروثاً شعبياً، فهي من أهم الفنون الشعبية الغنائية، وتسمى تراث الفرح والحماسة، وتؤدى من دون أي مرافقة لآلة موسيقية، "الحاشي" من أهم عناصر رقصة "الدحية"؛ وهي المرأة التي تدخل حلقة "الدحية" بين الرجال، ويكون بيدها عصا أو سيف وهي أساس الحفل من دون أن يتعرف إليها أحد، فتنزل الميدان بين الصفين ويكون جسمها مغطى، وأحياناً تلبس "الإشار والشرش" وتغطي رأسها بالعباية، وفي بعض المناطق لا يظهر منه شيء حتى عيناها؛ فتثير فيهم الحماسة على إيقاع "الدحية"، وتنطلق الصيحات والزغاريد والعيارات النارية فرحاً وابتهاجاً بالتي ترقص أمامهم».

ويتابع: «يقوم أحد الرجال من أقاربها وينزل أمام الحشد ليراقصها فتتحين الفرصة وهي ترقص لتأخذ عن رأسه العقال، فإن هي فعلت ذلك أو استطاعت فتكون لها الغلبة في هذا السجال من الرقص، ويعلو صوت المشجعين وتنطلق العيارات النارية زيادة في الفرح والسرور، وكذلك الزغاريد، وتذهب بعد ذلك إلى "بيت الشعر" الذي يكون قد نصب بالقرب من مكان "الدحية"، وتأتي بعد ذلك امرأة أخرى.. وهكذا».