استعمل الفلاح الحوراني "الصاع" لقياس كميات الحبوب التي يريد تخزينها أو بيعها، وله وزن متعارف عليه في كل المنطقة، واليوم أصبح مع غيره من المكاييل جزءاً من تراث "حوارن".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 كانون الأول 2014، السيد "زهير الجندي" أحد أبناء مدينة "نوى"، فتحدث عن "الصاع الحوراني" ويقول: «"الصاع" من أهم الأدوات التي كانت تستعمل في الحياة اليومية لأبناء "حوران"، حيث كان يعتمد عليها الفلاح الحوراني في تعامله مع منتجاته من القمح والشعير والحبوب التي كان يزرعها ويبيعها، ويعد "الصاع" من الأدوات التراثية الحوارنية، ويجب أن نحافظ عليه كجزء من عاداتنا وتقاليدنا، لأنه يعبر عن الهوية التراثية والفلكلورية لأبناء "حوران"، وهذا أمر يجب ألا ننساه ونعلمه لأولادنا وللأجيال القادمة ليبقى تراثاً تتناقله الأجيال عبر الزمان وفي كل الأوقات».

"الصاع" شكله إسطواني مصنوع من خشب السنديان والحور، وكان في تلك الفترة طرفة معروفة في تلك الأيام عن "الصاع" فهناك رجل معروف وصاحب أرض كبيرة، يملك "صاعاً" لوزن الحبوب ووزنه أقل من 10كغ، فكان يردد التجار والباعة مقولة دائمة تقول: "صاع فصيعان"؛ أي إن الصاع الذي يملكه هذا الرجل أقل من وزنه الحقيقي، فيعرف التجار أن القمح من عند هذا التاجر أو الفلاح

أما الباحث "محمد فتحي المقداد" متخصص في التراث الحوراني فيقول: «هو عبارة عن إسطوانة من الخشب القوي والمصفح بصفائح الحديد، ارتفاعه تقريباً 25سم وقطره تقريباً 25سم، يستخدم كمكيال لكيل القمح والشعير وكل أنواع الحبوب اليابسة، ويزن 10كغ، ويعد الوزن الأساسي لوزن الحبوب، وهناك نوع آخر كان يعتمد في البيع والشراء وهو "المد الحوراني" ويساوي صاعين أي 20 كيلو غراماً، و"النصية" تساوي نصف صاع أي 5كغ، و"الربعية" تساوي 2.5كغ، و"الثمنية" تساوي 1.25كغ، و"الكيس أبو قلم أحمر" يساوي 6 مداد أي 120 كيلو غراماً».

الصاع الحوراني

ويقول السيد "عبيدة الزعبي" أحد أبناء مدينة "درعا": «تهتم المرأة والرجل في "حوران" بموسم الصيف بتموين وتخزين كميات كبيرة من الحبوب كـ"القمح" و"العدس" و"البرغل" التي كنا نشتريها أو نحصدها من الحقول والبيادر، وكانت تقاس كميات تلك الحبوب المحفوظة في غرفة المؤونة عند الاستخدام بعدة أنواع من المكاييل التي كانت معتمدة في المنطقة، وكان من الضروري وجود أحد تلك المكاييل في كل منزل كـ"الصاع" و"الثمنية" و"المد"، وكانت تصنع تلك الأدوات من الخشب بطريقة معقدة لتفي حاجة المجتمع الذي انصرف عنها اليوم للموازين المتطورة».

ويقول السيد "محمود الدوس" أحد كبار السن في المدينة: «كان الفلاحون في المنطقة يستخدمون المكيال الشعبي "الصاع" الذي كان معتمداً لدى البائعين والتجار في الأسواق للقيام بعميلة الوزن ونقل وتوجيه البضاعة إلى مكان بيعها، والفلاح يستعمله في الحقل خلال موسم الحصاد والبيادر، فعندما يأتي موسم الحصاد وفرز التبن عن الحبوب والشعير يتم جمع الحبوب في مكان يسمى "الصبة"، ويتم هنا تعبئة الحبوب في أكياس خيش كبيرة؛ فاللون الأحمر كان يتسع إلى 120كغ، والخيش الأزرق 90كغ، وتتم عملية الوزن عن طريق "الصاع"».

صاع خشبي

ويتابع: «"الصاع" شكله إسطواني مصنوع من خشب السنديان والحور، وكان في تلك الفترة طرفة معروفة في تلك الأيام عن "الصاع" فهناك رجل معروف وصاحب أرض كبيرة، يملك "صاعاً" لوزن الحبوب ووزنه أقل من 10كغ، فكان يردد التجار والباعة مقولة دائمة تقول: "صاع فصيعان"؛ أي إن الصاع الذي يملكه هذا الرجل أقل من وزنه الحقيقي، فيعرف التجار أن القمح من عند هذا التاجر أو الفلاح».