مواد أولية هي بسيطة غير معقدة ولكنها طبيعية ونافعة عاش عليها الرعيل الأول من الأجداد، تعتمد عليها الأكلة الشعبية المحببة في فصل الشتاء بحوران "الرشتاية"، تحضر وتعد في شهر رمضان الكريم، وفي المناسبات العادية، وفي أيام الشتاء الباردة وخصوصاً في التشرينين.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 أيار 2014، السيد "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني الذي تحدث عن هذه الأكلة بالقول: «تبقى الأكلات الشعبية هي الرابط بين الماضي العتيد والحاضر الوليد، ماض بسيط كبساطة الأجداد ولكنه عريق كعراقتهم، تتطور مع الأيام بفعل الأجيال المتلاحقة وتناقله الأبناء عن الآباء والأجداد، وأهم ما يميز هذه الأكلات هو خلوها من المواد المصنعة ولا تحتوي على إضافة أي مواد كيميائية أو حافظة سواء كانت ملونة أو محسنة للطعم، ومن هذه الأكلات المنتشرة بالمحافظة أكلة "الرشتاية"، وهي أكلة حديثة عن باقي الأكلات الشعبية القديمة إذا ما قيست بـ"الزقاريط والمقطعة والجعاجيل"، وهي أقرب إلى أكلة "المقطوطة"».

تفننت المرأة في "حوران" حاضرة وبادية في صنع ما حوى مطبخها من مواد أولية بسيطة متواضعة، لها أسماء تعرف بها وتميزها عن غيرها، أو "مغلظة للقوام" كانت تصنع وتؤكل، تعد هذه الطبخة من الطبخات الشعبية المهمة التي لا تزال النساء تحضرها وتعدها في شهر رمضان الكريم شهر الخير، وفي المناسبات العادية وفي أيام الشتاء البارد وخصوصاً في التشرينين، لا بد من وجودها على المائدة كتقليد اجتماعي في القرية أو المدينة؛ حيث تجتمع الأسرة

وتقول السيدة "بهيجة الحريري"، وهي من كبار السن في مدينة "درعا": «مواد أولية هي بسيطة غير معقدة ولكنها طبيعية ونافعة عاش عليها الرعيل الأول من الأجداد، التي تدخل في الأكلات الشعبية الحورانية ومنها أكلة "الرشتاية"، تستخدم في إعدادها أدوات بسيطة غير معقدة تستخدم في المطبخ، ليس بينها أجهزة حديثة ولا حتى تلك التي تعمل بالكهرباء، نصيبها من الحضارة قليل لكن وراءها أيد لا ينقصها الإبداع، أيد تفننت في إعداد الوجبات والأطباق الحورانية الزكية التراثية، فهناك ذكريات جميلة وقلوب دافئة تتذكر وتواصل الاهتمام، وتفعيل هذه الأكلات، وأشهرها في فصل الشتاء أكلة "الرشتاية"».

تفننت المرأة في "حوران" حاضرة وبادية في صنع ما حوى مطبخها من مواد أولية بسيطة متواضعة هذا ما يؤكده السيد "محمد فتحي المقداد" الباحث في التراث الحوراني، ويضيف: «تفننت المرأة في "حوران" حاضرة وبادية في صنع ما حوى مطبخها من مواد أولية بسيطة متواضعة، لها أسماء تعرف بها وتميزها عن غيرها، أو "مغلظة للقوام" كانت تصنع وتؤكل، تعد هذه الطبخة من الطبخات الشعبية المهمة التي لا تزال النساء تحضرها وتعدها في شهر رمضان الكريم شهر الخير، وفي المناسبات العادية وفي أيام الشتاء البارد وخصوصاً في التشرينين، لا بد من وجودها على المائدة كتقليد اجتماعي في القرية أو المدينة؛ حيث تجتمع الأسرة».

وعن طريقة تحضير الأكلة ومكوناتها، تقول السيدة "فاطمة الصبيح" إحدى السيدات المتقدمات في السن في منطقة "درعا": «كان العيش شظفاً والموارد شحيحة، ومع هذا كان القليل يكفي ويسد به الرمق، فكانت أكلة "الرشتاية" الشهية، الأكلة اليسيرة، فهي أكلة قديمة ابتكرها الأجداد وأعجب بها الأبناء، وهي عبارة عن معكرونة والعدس الحب إضافة إلى مكونات عادية: الثوم، والحامض، والزيت، والكزبرة. أما طريقة إعدادها فتسلق المعكرونة والعدس الحب، ويُتركان على نار هادئة حتى ينضجان، وبعد انتهاء عملية السلق توضع في إناء خاص بالطبخ ثم يضاف إليها خليط "الكزبرة والثوم والحامض والزيت والحد - الشطة"، وتخلط المكونات مع بعضها بعضاً جيداً، وتسكب في طبق التقديم، ويضاف إليها دبس الرمان، وتصبح جاهزة للأكل».