"البثينة" خـلال العصور الوسطى، وأول اسم عرفت به هو "أذرعي" بمعنى القوة أو الحصن، وفي العصر البيزنطي أطلق عليها اسم "أنستاسيوبوليس" الذي لم يدم طويلاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "محمد نصر الله" مدير الآثار في محافظة "درعا" الذي حدثنا عن أسماء "درعا" عبر التاريخ، وخصوصاً في العصر البيزنطي، بتاريخ 15 تموز 2014، حيث قال: «كان لمدينة "درعا" في العصر البيزنطي شأن كبير وكانت مركزاً مهماً في المنطقة، حيث أطلق "أنستاسيوس الأول" في 506 على المدينة اسم "أنستاسيوبوليس"، إلا أن هذا الاسم لم يستخدم إلا نادراً، وقام بتحصينها للحماية من الغزو الفارسي على جبهة ما بين النهرين. وقد احتلت حوران مكانه مهمة أثناء الحروب الصليبية، وأصبحت مركزاً عسكرياً مهماً منع الصليبيين من قطع المواصلات بين "دمشـق والقاهرة" في تلك الفترة، وفي عام 1119 هاجم "بودوان الثاني" مدينة "درعا" واحتلها، ولكنه لم يتمكن من احتلال مدينة "بصرى"».

خلال العهد الآشوري لسورية أصبحت حوران جزءاً من الولايـة الآشورية في ســورية، ثم جزءاً من الولاية الكلدانية، وبعد ذلك جزءاً من الولاية الفارسية الخامسة، وبعد معركـة "أيسوس" عام 333ق.م أصبحت حــوران جزءاً من إمبراطورية الاســكندر المقدوني الكبير، بعد وفاته أصبحت حـوران عام 333ق.م جزءاً من مملكة الســلوقيين الذين وصلت حدود مملكتهم الجنوبية إلى جبل "عجلون"، وكانت حوران وعاصمتها "ذرعا" من مناطق البثينة (اسم المنطقة)

أطلق على حوران اسـم "البثينة" خـلال العصور الوسطى؛ هذا ما يؤكده الباحث في التراث الحوراني "محمد فتحي المقداد" ويضيف: «مدينة "درعا" هي مركز محافظة "درعا" (محافظة حوران سابقاً)، أطلق عليها اسـم "البثينة" خـلال العصور الوسطى، حيث كانت تتبع إلى "دمشق"، ويقول "ياقوت الحموي" في القرن الثالث عشر: إن حوران كورة واسعة من أعمال "دمشــق"، في القبلة، ذات قرى كبيرة ومـزارع، قصبتها "بصرى"، ومنها "أذرعات وإزرع" وغيرهما، و"بصرى" مركز لولاية جبل حوران، و"عجلون" مركز لولاية "عجلون"، و"نــوى" مركز للجيدور، و"إزرع" مركز لإزرع، وكانت "درعــا" تتصل بطرق رئيسية مع جميع المناطق إذ كانت طريق البريد بين "دمشق والقاهرة"، مارة "بالكسوة وغباغب والصنمين وطفس ودرعا وإربد" حتى "غزة"».

مدير الآثار بدرعا

أول اسم عرفت به "درعا" هو "أذرعي"، ويتابع الدكتور "سامي الشيخ محمد" رئيس قسم الاجتماع بجامعة "درعا"، وأحد المهتمين بالتاريخ والتراث بالقول: «إن العـرب الذين يطلق عليهم اسم العمالقة وهـم الأموريون، هـم أول من اســتقر في أرض حوران، وتذكر التوراة أن "عـــوج" ملك "باشان" كان من ســلالة هؤلاء العمالقة، وكانت مدينة "أذرعي" "درعا الحالية" العاصمة، وأول إشارة مكتوبة تذكر مدينة "درعا" تعود إلى لوحات "تل العمارنة" المكتشفة في مصر عام 1882م، وهذه اللوحات تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، كما ورد اسم المدينة في كتاب العهد القديم، وبعض الشواهد الأثرية التي تدل على أن المدينـة كانت عامـرة في الألف الثالث قبل الميلاد، وأن أول اسم عرفت به "درعا" هو "أذرعي" بمعنى القوة أو الحصن، كما وردت في كتاب المفصل في تاريــخ العرب قبل الإسلام، وفي الروايات العربية الإسلامية عرفت باسم "أذرعات" ومازال العوام يلفظونها "ذرعات أو ذرعا"، حيث إذا توجه أي شخص من القرى إلى المدينة يقول ذهبت إلى "ذرعا"».

أصبحت حوران جزءاً من الولايـة الآشورية في "ســورية" ثم جزءاً من الولاية الكلدانية بعد العهد الآشوري لسورية، وهنا يقول الآثاري "إسماعيل الزوكاني" مدير آثار "الصنمين": «خلال العهد الآشوري لسورية أصبحت حوران جزءاً من الولايـة الآشورية في ســورية، ثم جزءاً من الولاية الكلدانية، وبعد ذلك جزءاً من الولاية الفارسية الخامسة، وبعد معركـة "أيسوس" عام 333ق.م أصبحت حــوران جزءاً من إمبراطورية الاســكندر المقدوني الكبير، بعد وفاته أصبحت حـوران عام 333ق.م جزءاً من مملكة الســلوقيين الذين وصلت حدود مملكتهم الجنوبية إلى جبل "عجلون"، وكانت حوران وعاصمتها "ذرعا" من مناطق البثينة (اسم المنطقة)».

تاريخ عريق

ويتابع: «للتعرف على تاريخ حوران لا بد أن نذكر أنه في عام 106م أصبحت حوران جزءاً من ولاية سـورية الرومانية تعرف بالولاية العربية الرومانية، وعاصمتها "بصرى" وفي عام 300م، قسمت هذه الولاية إلى جنوبية عاصمتها "البتراء"، وشــمالية عاصمتها "بصرى"، وكانت مدينة "درعا" ضمن الولايــة العربية الشــمالية، وحين انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى غربية عاصمتها "روما"، وشرقية وعاصمتها "القسطنطينية"، أصبحت حـوران تابعة للحكم البيزنطي، و"ذرعا" هي أحدث تسمية لمدينة "درعا"».

الباحث محمد فتحي المقداد