لم يخطر في باله أنه سيبدأ رحلة تفوق جديدة في حياته من مكان يبعد عن بيته ومدرسته الأولى بضع مئات من الكيلومترات، ولكنه الطموح الذي يجعل المستحيل ممكناً دوماً.

الشاب "نضار جرار" ولد في مدينة "نوى" في محافظة "درعا" عام 1994، درس في مدارسها ونال الثانوية من مدرسة "الشهيد محمد الفالوجي" في "درعا" عام 2011 بتفوق كبير، وخلال المرحلة الثانوية حقق العديد من الإنجازات المميزة، وهو اليوم يتابع تفوقه بمزيد من الإنجازات، ويحلم بأن يرفع علم الوطن عالياً.

بعد 13 محاولة في حل مسألة، نجحنا في تقديم الحل ضمن الوقت المتاح رسمياً، لقد كانت تحدياً كبيراً للفريق، من خلال تعاوننا كفريق في حل المسألة نجحنا في فك لغز هذه المسألة، كنا وما زلنا يداً واحدة في هذه الرحلة

يقول في حديث مع مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 15 تموز 2014: «كانت البداية مشاركتي في الأولمبياد العلمي السوري - تخصص رياضيات عام 2009، حصلت على المركز الرابع على مستوى "سورية" والأول على مستوى محافظتي، قبلها شاركت مشاركة تجريبية في أولمبياد المعلوماتية عام 2007، فمنذ كنت صغيراً استهوتني هذه القصص، تعلمت مبكراً لغة البرمجة C، وعشقت الرياضيات كثيراً لدرجة أنني كنت أعيد برهنة نظريات معروفة في الرياضيات بطرق مختلفة عما يقدمه المنهاج الدراسي، هذا الأمر طورته لاحقاً من خلال علاقتي مع "الخوارزميات"، وحل المسائل على الإنترنت مباشرة».

مع أحد زملائه

تابع "جرار" علاقته الطيبة مع الخوارزميات والرياضيات في كلية الهندسة المعلوماتية، ومع إعلان بدء مسابقة جامعة "تشرين" الأولى TCPC Tishreen Collegiate Programming Contest ACM عام 2013، شارك مع فريق برمجي من الكلية long long ضم وقتها إضافة إليه "علاء الناطور، وهاني الخطيب"، وحاز الفريق المركز الثاني، يقول في سبب تسمية الفريق: «في المسابقات التي دخلناها كنا نقع في مشكلة ناتجة عنا نحن، يكون المطلوب اختيار نوع متحولات جيد ويسع أرقاماً كبيرة، أي ما يسمى برمجياً Long Long، كثير من المسائل "عصلجت" معنا لهذا السبب، ولهذا سمينا فريقنا بهذا الاسم، مرات كثيرة يكون حل مسألة بشكل نهائي مرتبط بـ"طباعة سطر جديد"، وتحل المسألة، وهكذا أحياناً يضيع ترتيب مستوى كامل في مسابقة لهذه الأسباب البسيطة».

في مسابقة جامعة "تشرين" حل الفريق نفس المسائل التي حلها الفريق الأول وهي ست مسائل، ولكن بسبب فارق الزمن الذي لم يتجاوز بضع ثوان حل الفريق ثانياً، وقتها حاز الفريق جائزة المبرمج "العنيد" Relentless Programmer، وهذه الجائزة منحت ـكما يقول- لأنه «بعد 13 محاولة في حل مسألة، نجحنا في تقديم الحل ضمن الوقت المتاح رسمياً، لقد كانت تحدياً كبيراً للفريق، من خلال تعاوننا كفريق في حل المسألة نجحنا في فك لغز هذه المسألة، كنا وما زلنا يداً واحدة في هذه الرحلة».

في المسابقة الأخيرة

أما في المسابقة الوطنية البرمجية الثالثة لطلاب الجامعات عام 2013، فقد نال الفريق جائزة المبرمج الخارق Extreme Programmer لأسرع إرسال لحل صحيح، حيث تم حل المسألة بوقت قياسي هو 7 دقائق من بدء المسابقة، إضافة إلى نيل الفريق للمركز الثاني في المسابقة.

شارك أيضاً في المسابقة البرمجية العربية للمرة الأولى في "مصر، شرم الشيخ" نفس العام، وحاز فريقه المركز 38 من أصل 120 فريقاً مشاركاً، حيث تم حل 5 مسائل من أصل عشر مسائل. ويعتبر أن فرصة المشاركة للمرة الأولى بمسابقة ذات معايير دولية، كانت مدخلاً لفهم وتحقيق نتائج في المراحل القادمة، فهناك رهبة كبيرة في المشاركات الخارجية، إلا أنها تضيف خبرة متقدمة لكل من يشارك فيها، يأتي هذا بسبب اختلاف طرف التعامل مع المسائل (الخوارزميات) ووجود حلول مبتكرة كما يقول.

المركز الأول لجامعة تشرين

في العام الحالي حاز المركز الأول على مستوى جامعة "تشرين"؛ حيث حل الفريق 6 مسائل من أصل عشر مسائل، ويقوم حالياً بتدريس المبرمجين الصغار في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" منهاج "المسابقة البرمجية ACM"، كما أنه يستعد للمشاركة في المسابقات البرمجية العربية والدولية القادمة.

يرى زميله في الفريق "سامي عماد" (طالب في كلية الحاسبات قسم التحكم الآلي، سنة خامسة) أن "نضار" ترك بصمة في حياته، فهو من الشباب المميزين على كل الصعد، "يكفي أنه "زكرت" عندما تقصده بأي مسألة يلبي رغبتك"، أما زميله في الفريق أيضاً، الطالب الشاب "عمار الناطور"، فيرى في صديقه حالة مثالية، يذكر أنه "في إحدى المسابقات، كان نضال "يكوّد"، عندما قال "هاني" زميلنا: إن لديه مسألة جاهزة، على الفور حفظ "نضار" عمله، وسلمه الحاسب، فكلما رفع الفريق مسألة بوقت أبكر يأخذ نقاطاً أكثر"، أما المدرب المهندس "أسامة غانم" فقد قال فيه باختصار: «شاب طموح ومهذب، والأهم أنه نشيط».