لا تخرج في طراز العمارة عن مواقع "اللجاة" من حيث الاعتماد على الحجر البازلتي الأسود في بنائها المعماري، وكانت أهم الأبنية العسكرية المعروفة في "سورية" القديمة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 حزيزان 2014 الآثاري "إسماعيل الزوكاني" - رئيس شعبة الآثار في مدينة "الصنمين" التي تتبع لها منطقة "المسمية"، وتحدث عن مبنى القلعة وأقسامها وأهميتها الأثرية، ويقول: «تقع القلعة في بلدة "المسمية" الأثرية التي سميت على اسمها، وما تزال قائمة حتى الوقت الحالي وبحالة إنشائية جيدة، وكانت قد بنيت في العصر الروماني وتم إعادة تجديد بنائها في فترة حكم العثمانيين، وهي من حيث تكوينها المعماري وموقعها الجغرافي كانت إحدى المراكز الدفاعية لمدينة "بصرى" في زمن "الغساسنة"؛ والدليل على ذلك آثار أبراج المراقبة التي مازالت باقية حتى اليوم، ويتألف صدر بناء القلعة من حنية نصف دائرية كبيرة الحجم يعلوها شكل صدفي وسط أقواس نصف دائرية، تتوالى امتداداً باتجاه الأمام مع أقواس بمحاريب من كافة الجهات، وهو يشابه إلى حد ما معبد الآلهة "تيكة" الموجود في بلدات "خبب" و"الصنمين" والمماثل له في فترة البناء، وتقع القلعة على مساحة كبيرة وتتميز بجمالية العمارة المتقنة والقناطر والأقواس المرتكزة على أعمدة وتيجان كورنثنية، وتشبه إلى حد كبير الطراز المعماري في مواقع "اللجاة"».

قام الأتراك أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بهدم القلعة بشكل كامل، ثم تم إعادة بنائها بطراز متكرر بالاعتماد على عناصر البناء السابق، وجلب عناصر أخرى من محيط الموقع بعد تحويل البناء إلى مخفر عثماني "كركون"، ويتكون البناء العثماني من عدة غرف تتوزع على الجهات الثلاث باستثناء الجنوبية، والبناء مستطيل الشكل فيه طابقين أبعاده 45×18م، مع وجود مساحة مركزية لتكون فسحة سماوية

ويضيف: «يعد بناء القلعة من دون أدنى شك من أهم الأبنية العسكرية في "سورية" القديمة، وهي عبارة عن بناء ضخم مستطيل الشكل مؤلف من طابقين مبنية من الحجر الأزرق، والتقديرات تقول: إن القلعة أنشئت وبنيت في بلدة "المسمية" التي أسست في القرن الأول الميلادي وكان اسمها "فاينا"، وفي بداية القرن الثاني إلى السابع الميلاديين أطلق عليها اسم "أم الزهور"، خرج منها أعضاء بلديات ورؤساء مجالس مدن، وكان ذلك في زمن اليونان والرومان حيث أيدت ذلك الوثائق اليونانية المدونة عن تاريخ مدن "بلاد الشام"، وللقلعة مدخلان أحدهما جنوبي والآخر شمالي الذي يقود عبر درج حجري إلى الطابق الثاني وأبعاد كل مدخل 2.5×3م، ويوجد قلعة ثانية إلى جانب قلعة "المسمية" تقع في الجهة الشمالية الغربية منها وكانت محطة لسكة القطار، ويتألف بناؤها من ثلاثة طوابق حجرية أبعادها 15×12م بارتفاع 12م، الزاوية الشمالية الشرقية جاءت على شكل برج دائري، ولها عدد كبير من المداخل والنوافذ».

جانب من القلعة

ويتابع: «قام الأتراك أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بهدم القلعة بشكل كامل، ثم تم إعادة بنائها بطراز متكرر بالاعتماد على عناصر البناء السابق، وجلب عناصر أخرى من محيط الموقع بعد تحويل البناء إلى مخفر عثماني "كركون"، ويتكون البناء العثماني من عدة غرف تتوزع على الجهات الثلاث باستثناء الجنوبية، والبناء مستطيل الشكل فيه طابقين أبعاده 45×18م، مع وجود مساحة مركزية لتكون فسحة سماوية».

أما الباحث في التراث "محمد الذيب" فيشير إلى أن القلعة كانت مركز حماية لمدينة "بصرى"، ويقول: «قلعة "المسمية" موقع عسكري يعود إلى العهد الروماني، فيها الفرقة الثالثة والثالثة عشرة الرومانية التي كانت تعتمد عليها الدولة الرومانية في محاربة المتمردين على النظام، وقام الرومان بتخصيصها لحماية "بصرى" ورُبطت بجيش الإنقاذ السريع، وهي واقعة على الطريق الإمبراطوري القديم أو طريق "مارث" الذي فتحه "تراجان" عام 117 ميلادي، وهذا الطريق بعرض 6 أمتار يشقه طريق في الوسط لمرور العربات التي تجرها الخيول، والقلعة مكونة من حجارة قديمة جلبت من المعابد الوثنية في تلك الفترة، وكانت يطلق على البلدة التي توجد فيها القلعة اسم "فاينا" وتعني الأسقفية».

الآثاري إسماعيل الزوكاني
جانب من المدخل