استطاع لفت الأنظار من حوله ولا سيما أهله والمعلمين في المدرسة منذ مراحل الدراسة الأولى فبرزت موهبة النحت لديه، وقدرته على التعامل مع المعجون والطين، واستخدامه لصنع الأشكال والمجسمات المختلفة.

إنه الفنان "محمود الحسين" من مواليد "درعا". نحات شاب استطاع وفي زمن قياسي حفر اسمه في قائمة النحاتين، من خلال منحوتات مميزة تتميز بالحس الفني القوي.

الفنان "محمود" نحات واثق من إمكاناته، مجتهد في عمله وتصميمه على أعماله النحتية، اشتغل على مادة البازلت المميزة والمحلية ذات الخصوصية لكونه يعمل على مادة من البيئة، أعماله مميزة بشكل واضح وفيها شيء جديد، إذ يحاول طرح أفكار فيها ملامح الحداثة ضمن العمل الواقعي من ناحية الحركة ومن ناحية التكوين والتوازن

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "محمود" بتاريخ 18/10/2013 وكان معه الحوار التالي:

من منحوتات الفنان

  • ماذا عن بداية علاقتك بالنحت؟
  • ** استطعت تحدي نفسي وتحدي الظروف من حولي منذ الصغر، أثبت موهبتي وقدرتي في مهنة قاسية. منذ الصغر ظهر اهتمامي بالرسم وقدرتي على التعامل مع المعجون والطين، واستطعت لفت الأنظار من حولي كالأهل والمعلمين في المدرسة، وكنت أشارك باسم المدرسة في كافة الأنشطة الفنية وخاصة مادة الرسم، وشاركت في معارض "الرواد والطلائع"، وكان المدرسون يبتهجون لنجاحي رغم عمري الصغير، ومن هنا بدأت رحلتي مع النحت والزخرفة.

    إحدى منحوتاته

  • الأهل كان لهم دور كبير في تطور الموهبة وهنا ماذا تقول؟
  • ** شجعني أهلي كثيراً ودعموني من خلال حديثهم الدائم عن موهبتي في الزخرفة والرسم والتلوين ما أعطاني حافزاً على التميز، وكنت أقضي معظم أوقاتي منشغلاً برسوماتي، ولم أشعر بالملل من جلوسي بمفردي أبداً، وكنت أصنع أي شيء من توالف البيئة، وتمكنت في المرحلة الإعدادية من صناعة عدة أشكال من الطين ونالت إعجاب أسرتي والمدرسين كثيراً، وهنا أهلي أعطوني الأمل وأصبح كل من حولي يشهد بموهبتي ويتوقع مستقبلي في هذا الاتجاه.

    منحوتة من حجر المطران

  • ماذا عن حضور الفن النحتي في التعبير عن هوية الفنان؟
  • ** أهمية حضور الفن النحتي في التعبير عن هوية الفنان وتأثره بما حوله يعزز الجانب الإبداعي لدى النحات، والمنحوتات البازلتية القديمة في "حوران" التي تملك طابعاً محلياً، وخصائص فنية تجسد خصوصية فن النحت في المنطقة، أعطتني الحب والرغبة في العمل بهذا النوع من المنحوتات.

  • كيف تظهر براعة النحات في انتمائه إلى طبيعة المنطقة من خلال منحوتاته؟
  • ** تظهر براعة النحات وخصوصاً في محافظة "درعا" وانتماؤه إلى طبيعة المنطقة من خلال منحوتاته، حيث يجسد اللوحات والأعمال الحياة اليومية لأبناء المناطق، ما ينعكس على تعزيز هوية فنية كمشروع فكري ورسالة توثيقية للبيئة والتراث "الحوراني" بكل رموزه وأبعاده التاريخية والمعاصرة.

  • كيف تبدأ عملاً فنياً جديداً، وما هي أهم الأعمال التي نفذتها؟
  • ** الفنان يعيش حالة بحث وحراك نفسي وجسدي حتى يجد الحالة المتوازنة التي يريدها ليبدأ مشروعه، بعد متاهات وقلق طويل. لكن عملية إخراج العمل بالصورة النهائية التي تتناسب مع ما رسمه في مخيلته، وهي مرحلة قد لا تدوم طويلاً لأن ذاكرة الفنان تختزن مشاريع كثيرة، لأبدأ العمل على البازلت القاسي بالتكوين القادر على استيعاب أفكاري. وأهم الأعمال التي عملتها شخصيات خيالية، منها: رجل حزين، امرأة تحتضن طفلاً، ولوحة تمثل الانعتاق التأملي والتخلص من الضغوط الفكرية الدخيلة من الواقع، ولوحات من الطبيعة والحيوانات، وأستخدم خلال أعمالي الصخور وأهمها: "البازلت الأسود والأزرق، الرخام، والحجر الرملي"».

    الفنان التشكيلي "محمد بخش" قال عنه: «الفنان "محمود" نحات واثق من إمكاناته، مجتهد في عمله وتصميمه على أعماله النحتية، اشتغل على مادة البازلت المميزة والمحلية ذات الخصوصية لكونه يعمل على مادة من البيئة، أعماله مميزة بشكل واضح وفيها شيء جديد، إذ يحاول طرح أفكار فيها ملامح الحداثة ضمن العمل الواقعي من ناحية الحركة ومن ناحية التكوين والتوازن».

    الجدير بالذكر أن الفنان "محمود" مواليد /1974/ درس الثانوية، يعمل حالياً في شركة "النصر للحجارة والزخرفة" في "لبنان"، متزوج ولديه ابنتان هما "شوق ورؤى".