فنانة تشكيلية سورية استطاعت من خلال ابداعها باستعمال الريشة والألوان أن تقدم لوحات مميزة عن "أرض حوران" البلد الذي عاشت فيه وعشقت أرضه فكان نتاجها مصدراً لتميز واضح في لوحاتها.

إنها الفنانة "فاتن الحريري" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27/9/2012 وكان معها الحوار التالي:

تعد الفنانة "فاتن" واحدة من أهم فناني محافظة "درعا"، ممن تركوا بصمة إبداعية تخطت حدود صالات المعارض الخاصة والعامة، لتلامس أحاسيس الناس من خلال الإبداعات الفنية التي نفذتها على أرض الواقع، فلها فلسفتها ورسالتها في الحياة تقدمها لتبدو واضحة في أعمالها من خلال إنتاجها الفني ورؤيتها وأفكارها، وهي فنانة غنية بتجربتها، واسعة بثقافتها، دافئة بعاطفتها، لها مستقبل واسع في العمل الفني التشكيلي

  • ما الشيء الذي جعلك من عشاق "الفن التشكيلي" وجذبكِ إليه؟
  • من أحد أعمالها

    ** الموهبة توءم الروح، ومن لم تخلق معه لن يبدع أبداً، أحببت الرسم كجميع الأطفال بصغري، وكانت الطبيعة الجميلة لقرى ومناطق حوران مصدر الإلهام في حبي لهذا الفن، والتي أثرت في حياتي الفنية بشكل كبير، ومنحتني والدتي خريجة كلية الفنون الجميلة الكثير في هذا المجال، فنمت موهبتي وكبرت معي لتشكل نواة فنانة تشكيلية تطمح لإيصال رسالة من خلال هذا الفن، وبعدما كبرت ودخلت كلية الفنون الجميلة أصبحت اشارك في العديد من المعارض الجماعية مع الفنانين التشكيليين في المحافظة وخارجها.

  • إذاً البيئة الريفية التي عشتها كان لها أثر في لوحاتك، فبماذا تمتاز أعمالك؟
  • الفنانة "فاتن الحريري"

    ** الطبيعة الحورانية الجميلة الطيبة والبيئة الريفية البسيطة هي مصدر الهامي في العمل التشكيلي، وتمتاز أعمالي التراثية بالالتزام بروح المكان والزمان من حيث التوثيق الكامل للموقع وللمكان، من خلال الألوان العتيقة "ألوان الحجارة البازلتية" التي تحيط بها من سماء وأرض وماء وبيئة.

  • ما المدرسة الفنية التي تشعرين بأنك الأقرب إليها؟
  • ** أظن أن كل فنان يتأثر في مراحله الفنية الأولى بمدارس فنية معينة، ثم تظهر لمساته الخاصة بفنه، وأنا أتجه في هذه الفترة نحو الفن التعبيري في لوحاتي، لأن معاصرتي للضغوط الاجتماعية فرضت علي هذا الاتجاه. وأحاول دائما أن أجد طريقاً آخر يبدأ ببصماتي ويحمل اسمي، وتعبير التشويه الروحي تعبير صعب إيصاله للجمهور، لذلك أنا أقدمه بطريقتي.

  • ما الذي تحاولين التعبير عنه من خلال الرسم؟
  • ** الرسم كالشعر إلهام وإبداع، والشعر كالرسم إشراق وإشعاع، أحاول أن أعبر عن كل ما هو جميل، أحاول أن أعبر عن أحاسيسي وكل ما أتأثر فيه من الجمال والحب في هذا العالم، وأميل في لوحاتي إلى المرأة .

  • كيف تتعاملين مع الألوان، وكيف تختارينها؟
  • ** الألوان عندي هي أحاسيس وصدق وحب وتمعن، تأتي مع كل لحظة جميلة، تدخل إلى القلب وتعود إلى أصابعي لتحرك الريشة كما تشاء، بحيث كل لون يأخذ مكانه، فلا يكون هناك تحضير مسبق للون في اللوحة، أترك للإحساس والشعور اختيار اللون الذي يناسب.

  • كيف يمكن للهواة والمبتدئين أن يطوروا من مهاراتهم حسب رأيك؟
  • ** يمكن للفنان الشاب أو الهاوي أن يتدرب ويصقل موهبته ويطورها من خلال اتباعه دورات تدريبية لدى أساتذة أكاديميين حتى يتعلم الأسس الصحيحة للرسم والتي من خلالها يستطيع أن يطور نفسه ومهاراته الفنية، وينتقل بعدها للمدارس الفنية المختلفة متى أصبح قادراً على رسم الطبيعة الصامتة بإتقان.

  • ماذا عن أهم المعارض التي شاركت فيها؟
  • ** شاركت في العديد من المعارض أهمها معرض "تحية إلى التصحيح المجيد" الذي أقامته نقابة الفنون الجميلة في المحافظة، ومعرض "سكيتش" مع عدد من الفنانين الشباب، حيث حملت الأعمال المقدمة في المعرض الكثير من العفوية والبساطة التي ظهرت في الأفكار المطروحة، والألوان وأيضاً التقنية المنفذة، والتي غلب عليها استخدام الحبر والورق. وشاركت في المعرض التشكيلي بعنوان مجموعة الصيف "الجزء الأول"، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين العرب، وبحضور عدد كبير من المهتمين بالفن التشكيلي، كما شاركت في المعرض الفني التشكيلي الجوال في "درعا"، بالإضافة للعديد من المعرض داخل المحافظة وخارجها.

    الفنان التشكيلي "محمد بخش" تحدث عن الفنانة "فاتن" بالقول: «تعد الفنانة "فاتن" واحدة من أهم فناني محافظة "درعا"، ممن تركوا بصمة إبداعية تخطت حدود صالات المعارض الخاصة والعامة، لتلامس أحاسيس الناس من خلال الإبداعات الفنية التي نفذتها على أرض الواقع، فلها فلسفتها ورسالتها في الحياة تقدمها لتبدو واضحة في أعمالها من خلال إنتاجها الفني ورؤيتها وأفكارها، وهي فنانة غنية بتجربتها، واسعة بثقافتها، دافئة بعاطفتها، لها مستقبل واسع في العمل الفني التشكيلي».

    من الجدير بالذكر أن الفنانة التشكيلية "فاتن الحريري" من مواليد محافظة درعا عام 1983، خريجة كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق".