حققت المدارس الحقلية في محافظة "درعا" نتائج جيدة في تحسين الإنتاج الزراعي و الحيواني كماً ونوعاً، مع تقليل التلوث بالمبيدات وتخفيض تكاليف الإنتاج، وتدريب المزارعين على حسن إدارة المحاصيل الحقلية وتربية الثروة الحيوانية وتطوير مهاراتهم. لذلك قامت مديرية الزراعة بافتتاح 17 مدرسة حقلية جديدة لتغطية حاجة أغلب المناطق الزراعية بالمحافظة من المدارس الحقلية.

المزارع "خالد سمير" أحد المتدربين في المدرسة المتخصصة بمحصول الفستق الحلبي تحدث بتاريخ 11/4/2012 لموقع eDaraa عن المزايا والمعلومات التي استفادها بالقول: «زودنا القائمين على المدرسة الحقلية بمعلومات هامة وخاصة حول الخدمات المقدمة للشجرة، فاكتسبوا الخبرة اللازمة في مجال التعرف على الإصابات المرضية والحشرية، والتمييز بين الحشرات الضارة والنافعة وإجراء عملية التقليم بالشكل الصحيح، وإدراك مخاطر استخدام المبيدات، وأهمية اتخاذ الإجراءات الاحتياطية خلال عمليات المكافحة. وقمت بتطبيق كل ما تعلمته خلالها من ناحية التقليم والحراثة، ورش المبيدات بالطرق العملية السليمة ضمن حقلي».

زودنا القائمين على المدرسة الحقلية بمعلومات هامة وخاصة حول الخدمات المقدمة للشجرة، فاكتسبوا الخبرة اللازمة في مجال التعرف على الإصابات المرضية والحشرية، والتمييز بين الحشرات الضارة والنافعة وإجراء عملية التقليم بالشكل الصحيح، وإدراك مخاطر استخدام المبيدات، وأهمية اتخاذ الإجراءات الاحتياطية خلال عمليات المكافحة. وقمت بتطبيق كل ما تعلمته خلالها من ناحية التقليم والحراثة، ورش المبيدات بالطرق العملية السليمة ضمن حقلي

المهندس "محمد شحادات" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بمديرية الزراعة بالمحافظة تحدث عن تجربة المدارس الحقلية والمدارس الجدية المفتتحة: «تعتبر تجربة المدارس الحقلية وفقاً لما يراه العديد من المختصين الأكثر تطوراً في مجال الإرشاد الزراعي كونها تعتمد على تدريب مجموعة من المزارعين حقلياً، وتطبيق كافة التعليمات المراد إيصالها إليهم ميدانيا "التعليم بالتجربة"، وهو الأسلوب الأكثر والأجدى نفعاً، وتعتمد المدارس على ممارسة الأعمال الزراعية من خلال اختيار عدد من المزارعين يتراوح عددهم بين 12 و 15 مزارعاً، مع مدرب متخصص من المديرية والجمعية الفلاحية، يقدم لهم المعلومات والأعمال الواجب القيام بها لخدمة المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة باستخدام الأساليب والتجهيزات الزراعية الحديثة التي تعتمد على الإدارة المتكاملة».

مدارس الكرمة

أكثر من 17 مدرسة حقلية تم افتتاحها منذ بداية العام وهنا يقول: «نتيجة النجاح في المدارس الحقلية التي تم افتتاحها سابقاً، فقد تم هذا العام افتتاح 17 مدرسة حقلية جديدة، ويجري العمل حالياً على اختيار المواقع والعمل فيها ضمن الآلية المعتمدة، والمدارس موزعة حسب المحاصيل 8 مدارس قمح تم زراعة المحصول فيها وهي تعمل حالياً، و3 مدارس بندورة تم اختار المواقع في "وادي اليرموك وداعل ونوى"، وافتتاح مدرسة للفستق الحلبي وتم اختيار الحقل في "درعا البلد" وهي تعمل حالياً، ومدرستين للكرمة و3 للزيتون و2 للأبقار جميعها قيد الانجاز في "درعا وازرع ونوى"».

المدارس الحقلية المفتتحة تعتمد على منهج التعلم بالمشاركة والممارسة وبهذا المجال يقول: «هذه المدارس تعتمد على إقامة وتنفيذ لقاءات فلاحية منتظمة يتم عقدها بمعدل مرة واحدة كل 15 يوماً، حيث يتم التعريف بمحصول معين في كل مراحل نموه المختلفة من حيث كيفية إعداد وتهيئة الأرض للزراعة والاختيار المدروس للبذور، وفوائد عمليات تحليل التربة واعتماد برنامج ري منتظم ونظام تسميد متوازن، إضافة إلى ترشيد استخدام الأدوية والمبيدات الكيميائية. وهذه المدارس الحقلية تعتمد على منهج التعلم بالمشاركة والممارسة، حيث يتم عقد الاجتماعات بين المهندسين المشرفين والمزارعين المشاركين فيها لشرح المشكلات الزراعية التي يعانون منها، ويتحدد على ضوء ذلك البرنامج المقترح لها بما يتناسب مع الظروف المحلية للقرية المستهدفة، واحتياجات المزارعين والأوقات المناسبة للعمليات الزراعية».

دورات وايام حقلية متواصلة

ويقول المهندس "منور جحا" المشرف على مدرسة الكرمة في المحافظة: «المدارس الحقلية قدمت للمزارعين معلومات علمية وحقلية كثيرة، حول فوائد وطريقة أخذ العينات الترابية وتحليل التربة والتقليم الصحيح ومواعيده المناسبة وكميات الرش وتقنياته، وأهمية الحفاظ على الأعداء الحيوية المتواجدة في البيئة المحلية وكيفية التعرف عليها والسماد العضوي، وطريقة تخميره والمفاهيم الأساسية في المكافحة المتكاملة، وفوائد المصائد الفرمونية والغذائية والملونة وطرق المكافحة ذات التكاليف والمخاطر القليلة والفوائد الكبيرة وغيرها، والفلاحين اكتسبوا الخبرات والمهارات اللازمة وأصبحوا مرشدين لغيرهم من مزارعي المنطقة».

بينما تحدث المهندس "حكمت الزعبي" مشرف مدارس القمح عن أهمية المدرسة الحقلية للقمح: «تم إتباع أسلوب الإدارة المتكاملة في لمدرسة الحقلية لمحصول القمح، الذي يتضمن تهيئة وتحضير الأرض للزراعة وفلاحتها بأعماق مناسبة واستجرار أصناف البذار من مصادر موثوقة، واختيار الأصناف المقاومة للآفات، وأكدنا على أهمية إتباع معادلة سمادية متوازنة والقيام بعمليات الري الملائمة حسب احتياجات المحصول، إضافة إلى ضرورة التخلص من الأعشاب الضارة في المواعيد المناسبة. وهدفنا من هذه المدارس هو تطوير أفاق زراعة القمح في المحافظة والعمل على نشر أفضل التقنيات الحديثة المستخدمة في زراعة محصول القمح بالعالم لدى المزارع بحوران، بهدف الارتقاء بهذا المحصول الاستراتيجي الذي تبلغ المساحات المقرر زراعتها في المحافظة 76129 هكتارا، وبذلك يكون المحصول الاستراتيجي الأكثر إنتاجاً والأوسع زراعة في المحافظة».‏

المهندس محمد شحادات