المجالس العربية "الديوانية" صناعة بديعة ازدهرت في محافظة "درعا"، جمعت بين الأصالة وروح العصر الحديث، باستخدام أحدث التصاميم والأنواع التي تجذب الزبائن وتناسب أذواقهم وبيوتهم على اختلاف تصاميمها.

وللحديث عن أهمية المجالس العربية في "حوران" موقع eDaraa بتاريخ 6/2/2012 التقى الأستاذ "تيسير الفقيه" الباحث في الموروث الشعبي الحوراني فقال لنا: «معظم أهالي مناطق حوران، سواء في المدينة أو الريف، يفضلون المجالس العربية التي كانت قديماً عبارة عن مساند فقط مصنوعة من الإسفنج المضغوط، وتغطى بكسوة ذات ألوان متعددة جميلة، وتوضع لراحة ظهر الضيف، لكنه انتقل لتحديث وتطوير شكل المجالس العربية، بعدما تم إضافة خامات ومواد جديدة لها في الآونة الأخيرة، فأصبحت هذه المجالس من أساسيات كل منزل ومضافة في حوران، ويمكن أن نقسم من حيث الشكل بين المجالس في منطقة "بصرى الشام" القريبة من جبل العرب، حيث تكون مرتفعة عن الأرض والجلوس عليها كما الجلوس على الكنبة أو الكراسي، بينما يختلف الأمر في المناطق الغربية من حوران، وتكون على شكل فرش توضع على الأرض ويوضع لها مساند خلفية وتكات جانبية أو وسائد، وغالباً ما تكون بلون موحد».

انتشرت هذه الصناعة بشكل كبير في محافظة درعا، ويطلق عليها عدا المجالس العربية "الديوانية"، ودائماً نقوم بابتكار إبداعات متنوعة في التصاميم عبر أجهزة الحاسب ومواكبة كل منا هو جديد في مجال التقانة والشركات المنتشرة في العالم وتصميم الكاتالوكات، لتقديم الأصناف والأنواع المختلفة عبر لف القماش على الأخشاب وثنيها وتدويرها وخصوصاً للصالونات والمضافات التي تعرفها قرى وبلدات المحافظة، ونراعي في تصاميم المجالس الحديثة إيجاد مكان لمستلزمات المنزل الأساسية، وتحتاج صناعة المجالس العالية إلى أربعة مراتب إسفنج يتم تقطيعها حسب المقاسات المطلوبة فيما تستخدم أنواع عديدة من الخشب في صناعة المجالس نظراً لمتانتها وتحملها الشديد

السيد "محمد الطريفي" أحد الشباب العاملين في هذه المهنة صاحب مفروشات "جودي الشام" يقول عن هذه الصناعة: «انتشرت هذه الصناعة بشكل كبير في محافظة درعا، ويطلق عليها عدا المجالس العربية "الديوانية"، ودائماً نقوم بابتكار إبداعات متنوعة في التصاميم عبر أجهزة الحاسب ومواكبة كل منا هو جديد في مجال التقانة والشركات المنتشرة في العالم وتصميم الكاتالوكات، لتقديم الأصناف والأنواع المختلفة عبر لف القماش على الأخشاب وثنيها وتدويرها وخصوصاً للصالونات والمضافات التي تعرفها قرى وبلدات المحافظة، ونراعي في تصاميم المجالس الحديثة إيجاد مكان لمستلزمات المنزل الأساسية، وتحتاج صناعة المجالس العالية إلى أربعة مراتب إسفنج يتم تقطيعها حسب المقاسات المطلوبة فيما تستخدم أنواع عديدة من الخشب في صناعة المجالس نظراً لمتانتها وتحملها الشديد».

السيد محمد الطريفي

وعن كيفية صناعة هذه المجالس واهم الأدوات المستعملة في صناعتها يقول السيد "محمد مسالمة" أحد العاملين في هذه الصناعة: «يتم صناعة وتجهيز الديوانية أو المجلس العربي الذي ينقسم إلى قسمين، الأول الديوانية العالية واسمها ديوانية خشب، والثانية الديوانية الأرضية وهي عبارة عن الإسفنج "سوبر أول"، نقوم في البداية بأخذ مقاس المضافة التي سيتم فرشها بالمجلس العربي أو الديوانية ومحيطها، ونقوم بعدها بتفصيل الإسفنج حسب المقاس الذي أخذناه ويأتي غالباً عرض الفرش 80 سم، وارتفاع المسند 40 سم والطول حسب المقاس، عبر تقاطيع خشبية ملفوفة بأنواع مختلفة من الأقمشة الفاخرة، ويتم تجهيز القماش الذي له عدة أنواع منها "المخمل والشانيل والحفر الثقيل"، ومتوسط سعر المتر يتراوح بين 2800 إلى 4000ليرة، وأهم المعدات المستخدمة في هذه الصناعة ماكينة الخياطة، والمنشار الخاص، وهو آلة خاصة تستخدم لقص الأركان والطاولات الخشب، وجهاز لرش الغراء للإسفنج على أساس تجميعه ولصقه. وقام في الفترة الأخيرة بعض أبناء الصنعة لتطوير هذه الصناعة بشكل أكبر واوسع، عبر شراء مقصات أكثر حداثة لمواد الخشب والأسفنج المستعمل في التصنيع».

وعدنا والتقينا المهتم في التراث "هشام حرفوش" الذي يقول: «أصبح لصناعة المجالس العربية والديوانيات سوقاً رائجة في المحافظة نظراً لطبيعة الحياة في مناطق حوران التي تستلزم وجود المجالس بها بصفة طبيعية، وأصبح معظم زبائن المجالس العربية من الميسورين يتنافسون في شراء فرش المقاعد والدواوين والمجالس بأبهى وأفضل الأنواع والأشكال لفرش المضافات والتباهي بنوعية وجمال المجالس، لاستقبال الضيوف وأبناء العشيرة لحل الخلافات والمشاكل، واستقبالهم أثناء السهرات اليومية في معظم المناطق والتي يرافقها جلسات الشعر والربابة، وقديماً كان يستخدم في صناعة المجالس العربية شعر الأغنام وأصوافها كخامات أساسية في صناعة المجالس، وتزيينها بجلود الخراف وشعر الماعز ووبر الإبل، لكن الآن تطورت الصناعة حيث تستخدم الأقمشة المستوردة وخاصة الهندية والصينية ذات الألوان الزاهية والجذابة».

الديوانية
المجلس العالي