بعد أن كانت تسهم بإرواء محافظتي "درعا والسويداء" بمياه الشرب، تتعرض بحيرة "مزيريب" للجفاف، ما استدعى معالجة إسعافية بحفر /15/ بئراً.

للجفاف الذي يصيب البحيرة أسباب عدة، لعل أهمها استمرار الضخ الجائر من الآبار الزراعية المخالفة والقريبة من المصدر المائي للبحيرة، ما يهدد بجفاف البحيرة بالكامل خلال فترة وجيزة وذلك بحسب توقعات مؤسسة مياه الشرب في "درعا".

تقوم المؤسسة بتزويد السكان بمياه الشرب باستثمار 450 بئراً ارتوازياً، إضافة إلى ينابيع "المزيريب والأشعري والصافوقية والساخنة الكبرى والصغرى وزيزون وعين ذكر وعين الغزال". وتبلغ نسبة المستفيدين من مشروعات مياه الشرب في المحافظة ما يقارب 100% من مجموع أبناء المحافظة والمقيمين فيها، ويصل نصيب الفرد اليومي من كمية مياه الشرب المضخوخة إلى أكثر من 100 ليتر من المياه

موقع eDaraa بتاريخ 26/9/2011 تابع هذا الموضوع الهام بالنسبة لمدينتي "درعا والسويداء" وللتعرف على هذه المشكلة وطريق معالجتها التقى المهندس "جمال عياش" المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب في "درعا" الذي قال لنا: «الواقع المائي في المحافظة ليس جيداً بسبب الاستنزاف المستمر لمياه الشرب من الآبار الارتوازية، وتعاقب سنوات الجفاف على المنطقة وعدم هطل الأمطار والثلوج في المنطقة بشكل كاف لتعويض النقص الحاصل في المصادر المائية، والعجز المائي في محافظة "درعا" يصل إلى أربعين مليون متر مكعب من المياه سنوياً. و نظراً إلى سنوات الجفاف التسع الماضية التي تعرضت لها المحافظة، نتوقع في المؤسسة جفاف بحيرة "المزيريب" التي تغذي وتروي محافظة "السويداء" بكمية من مياه الشرب مقدارها 750 م3/ سا، ومدينة "درعا" بكمية مقدارها 1200 م3/سا، وقرية "المزيريب" بكمية مقدارها 100 م3/ سا، خلال الفترة القادمة بسبب استمرار الضخ الجائر من الآبار الزراعية المخالفة والقريبة من المصدر المائي الذي يغذي البحيرة، وعدم توافر المتجدد المائي البديل الذي يعوض كميات المياه المضخوخة لأغراض الزراعة لهذا المصدر».

انخفاض المياه في بحيرة المزيريب

انخفضت نسب بحيرة "المزيريب" وخرج من الخدمة أكثر من 40 بئراً لمياه الشرب وهنا يقول مدير المؤسسة: «انخفضت غزارة البحيرة من 2050 متراً مكعباً بالساعة في عام 2004 إلى 600 متر مكعب بالساعة في الفترة الحالية، وبلغ عدد آبار مياه الشرب التي خرجت من الخدمة بسبب الجفاف والتلوث في المحافظة نحو 40 بئراً، ومن أهم المشكلات التي أدت إلى نقص كميات مياه الشرب المضخوخة لإرواء التجمعات السكانية انخفاض غزارة بحيرة "المزيريب" إلى هذه الكمية والتي تغذيها مياه البحيرة التي كانت تروي محافظة "السويداء" ومدينة "درعا" كما ذكرنا».

خطط وبرامج عديدة وضعتها مؤسسة المياه على الجانب القريب والبعيد لتدارك الجفاف وهنا يقول مدير المؤسسة: «تلافياً للنقص الحاصل في مياه الشرب وانخفاض نسب المياه في بحيرة "المزيريب"، تمت المباشرة بحفر 15 بئراً إضافة إلى المباشرة ببناء خمسة خزانات لمياه الشرب من أصل 12 خزاناً عالياً وأرضياً بسعات مختلفة كما ورد في الخطة. ‏وتنفيذ الربط التبادلي بين المشروعات المائية وتنفيذ محطات ضخ جديدة وتطوير المحطات القديمة وبناء المزيد من الخزانات الأرضية والعالية في جميع التجمعات السكانية وزيادة المخصصات المائية لعدد من التجمعات السكانية بما يتوافق مع أعداد السكان فيها، وتضمنت خطة المؤسسة لهذا العام حفر 35 بئراً منها 13 بئراً إسعافياً لمياه الشرب».

المهندس جمال عياش

وعن المصادر المائية الحالية التي تعتمد عليها المحافظة قال المهندس "أحمد مسالمة" رئيس قسم الصيانة والاستثمار في مؤسسة مياه "درعا": «تقوم المؤسسة بتزويد السكان بمياه الشرب باستثمار 450 بئراً ارتوازياً، إضافة إلى ينابيع "المزيريب والأشعري والصافوقية والساخنة الكبرى والصغرى وزيزون وعين ذكر وعين الغزال". وتبلغ نسبة المستفيدين من مشروعات مياه الشرب في المحافظة ما يقارب 100% من مجموع أبناء المحافظة والمقيمين فيها، ويصل نصيب الفرد اليومي من كمية مياه الشرب المضخوخة إلى أكثر من 100 ليتر من المياه».

المواطن "عيد حاصباني" من مواطني منطقة الضاحية تحدث عن هذه المشكلة بالقول: «بدأنا نلحظ على الواقع انخفاض في كميات مياه الشرب وانقطاعها خلال فترة الأسبوع، نتيجة ما يحصل من استنزاف للمياه وجفاف بحيرة المزيريب، وهذا أمر لم نكن معتادين عليه، لكننا نثق بمؤسسة المياه التي وضعت العديد من الحلول لمعالجة مسألة الجفاف وانخفاض كميات المياه، عن طريق حفر آبار جديدة وردم وإغلاق الآبار المفتتحة بالقرب من مصادر الآبار، وهذا أمر يجب عدم التهاون به وأخذه على محمل الجد ومعالجته بقسوة لأن المياه هي الحياة».

مشاريع جديدة لعلاج المشكلة