المخترة ليست امتيازاً يناله شخص بل هي عبارة عن مهمة لخدمة المواطنين ولتذليل صعاب أمورهم الحياتية، وتتلخص في كونه يعتبر مرجعاً لأهل القرية. اعتاد المختار "حمزة مثقال الحشيش" منذ تسع سنوات وحتى وقتنا هذا أن يفتح مضافته المطلة على شلالات "زيزون" منذ الصباح الباكر، يستمتع بهذا المنظر الخلاب وما يرفقه من أصوات لزقزقة العصافير وصوت الشلالات وهدوء الطبيعة، بعد تحضيره القهوة العربية لاستقبال المواطنين في القرية بكل احترام وطيبة أبناء القرية، الصغير قبل الكبير لتسيير أمورهم والوقوف على مشاكلهم.

في منزله الذي يطل على شلالات "زيزون" زاره موقع eDaraa بتاريخ 29/3/2011 في قرية "زيزون"، فحدثنا عن تجربته في المخترة بالقول: «المخترة في قريتي متوارثة في عائلتنا منذ زمن بعيد، ويتم تداولها بين أقاربي وأفراد العائلة، وأنا استلمت المخترة منذ عام 2003 ومازلت لهذا الوقت، نشأت في هذه القرية السياحية التي يأتيها الزوار من كل مكان.

يجب أن يتمتع المختار بالصفات الحميدة، وأن يصلح بين الناس وصادق بعمله ولا يلف ويدور في الأمور الخاصة بالمواطنين أو يفتن بين الناس لكي يرتاح نفسياً، ويقدر ويحترم المواطنين ويقدم واجبه على أكمل وجه

كل ذلك ساهم في تكوين صورة كاملة لدي عن أهالي بلدتي لكوني أعرف الكبير والصغير، وأكون معهم وبجانبهم في جميع المناسبات فهذا أصبح عرفاً لدي، وهذا يتطلب من المختار أن يكون على دراية بأهل قريته، ليكون على أتم الاستعداد لأي شيء يحدث في القرية الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد سكانها /3000/ نسمة، لذلك تجدني مع كل شخص في القرية يحتاج إلى مساعدة أو مشورة في أمر».

يستقبل زوار الشلالات

وعن أهم الإجراءات والأعمال التي يقوم بها المختار يقول: «نحن في هذه القرية أسرة واحدة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، عادتنا وتقاليدنا وأعمالنا واحدة، نتواجد في الأفراح والأتراح، لذلك إذا ما حدثت مشاكل أو خلافات أقوم بحلها فوراً مع وجهاء القرية مهما كانت هذه المشاكل كبيرة، ومهمتي أيضاً تسيير أمور المواطنين وخدمتهم، فالمختار واسطة يؤلف بين الناس وإصلاح ما بينهم وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين، وإذا حصل أي خلاف دائماً يكون السباق لفعل الخير، ويعمل للإصلاح بين الناس.

لذلك ولمحبة الناس لي ولاحترامي لهم جميعاً لا أقوم بأخذ أي أجر مادي لقاء الأعمال التي أقوم بها من خلال عملي في المخترة، والمتعلقة بالمعاملات الرسمية للأهالي، وأسعى دائماً لأكون حافظاً للسر من خلال الائتمان على أسرار أهل القرية العائلية التي يطرحها الناس أمامي لحلها، ودائماً كانت رسالتي في حل الخلافات الإنصاف والعدل واتخاذ القرار الصائب البعيد عن الأنانية».

محمد المحمود الحشيش

وحينما سألناه عن أهم الأمور التي يجب أن يتمتع بها المختار قال: «لا أقبل أن أكون في عملي متعالياً أو لي مصلحة مع أحد المواطنين عن غيره، ويهمني أن أكون طبيعياً من أجل خدمة الناس، وأن أكون على دراية وعلم بكل ما يجري بالقرية، وأن تحل جميع الأمور التي تواجهني دون تعقيدات».

وعن الأعمال الأخرى التي يقوم بها المختار "الحشيش" يقول: «أنا مزارع وفلاح أزرع الأرض وأشرف عليها بشكل دائم، أقوم بالمشي يومياً في الأرض ما يقارب 4 كم صباحاً، وأسير على ضفاف الوادي لاستنشق الهواء العليل النظيف العذب الذي ينعش الروح ويدخل النسمات إلى القلب».

على مشارف الشلالات

صفات المختار الناجح حدثنا عنها بالقول: «يجب أن يتمتع المختار بالصفات الحميدة، وأن يصلح بين الناس وصادق بعمله ولا يلف ويدور في الأمور الخاصة بالمواطنين أو يفتن بين الناس لكي يرتاح نفسياً، ويقدر ويحترم المواطنين ويقدم واجبه على أكمل وجه».

وللحديث أكثر عن المختار "حمزة الحشيش" وعلاقته بالناس قال لموقعنا السيد "محمد المحمود الحشيش" من أهالي القرية: «المختار "حمزة" إنسان مثقف يملك ثقافة واسعة ويحفظ تاريخ المنطقة عن ظهر قلب، ويلعب دور المساعد في حل مشكلات القرية ويساهم في حل الخلافات التي تنشب بين العائلات، ويتواجد بشكل مستمر في جميع المناسبات، وفي حالات العزاء لذلك جميع الأهالي يحترمونه ويقدرونه ويرضون بأي قرار يتخذه في أية مشكلة تواجهنا في القرية، وهو من أهم وجهاء المنطقة التي نعيشها والتي تحيط بنا، وله مساهمات ومشاركات مع أبناء عشيرتنا في حل الخلافات والنزاعات التي تحصل بين العشائر في "حوران"».

لا يستطيع المختار ان يغيب عن قريته ولو لساعات بحسب ما نقله لنا السيد "عمر علي الموسى الفريج" حيث قال: «كما أعرف بأن المختار لا يستطيع أن يغيب عن القرية في أي وقت، فأينما ذهب يعود بنفس اليوم ليتابع أمور الناس، يستقبل الضيوف والزوار في القرية وخصوصاً زوار شلالات "زيزون" لكون منزله على مشارف الشلالات، يستقبل الصغير قبل الكبير يقدم لهم القهوة العربية التي تنم وتدل على أصالة القرية والمنطقة، ويقدم لهم جميع المعلومات عن الشلالات والقرية، كما أن لديه رغبة كبيرة بأن تكون القرية من أجمل القرى وأن تحافظ على تراثها وأصالتها من خلال متابعته ومطالبته للعديد من الأمور خلال لقاءاته وجولاته في دوائر المحافظة».

كما التقينا السيد "حسام رجا العقرباوي" الذي قال: «المختار "حمزة" من عائلة عريقة في "حوران" لها تواجدها واحترامها بين الناس، لذلك كان خير من حمل رسالة المخترة من خلال تعامله اللطيف ومحبته للناس وتعامله مع جميع الموطنين والأهالي والعائلات الأخرى، يسعى بشكل دائم لتتوافر كل الاحتياجات ولإحداث مراكز للدولة من مستوصف ومدارس ووحدة إرشادية ومحطة ثقافية».

بقي أن نذكر أن المختار "حمزة مثقال الحشيش" من مواليد "1940" قرية "زيزون"، وهو متزوج ولديه 12 ولداً منهم 7 ذكور و5 بنات، الذكور منهم "ناصر" و"مالك" مهندسان، و"حسام" صيدلي، و"عبد الحكيم" طبيب.