بهدف نشر ثقافة زراعة النباتات العطرية والطبية والصبار في البادية، لما تملكه من أمور عديدة تساهم في تحسين الوضع البيئي، ولكون الصبار مصدراً هاماً للغذاء وعلفا استراتيجيا في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، ولاستجابته للتغيرات البيئية العامة، وإمكانية تقديمه للماشية كعلف طازج وملجأ هام للحياة البرية طيور أو ثدييات، ولمساهمته في تثبيت الكثبان الرملية وحماية وتحسين الترب في المناطق الجافة وشبه الجافة، قامت الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية بـ"درعا" بإدخال زراعة الصبار إلى البادية بـ"حوران".

وذلك للاستعمالات البيئية التي يمتاز بها هذا النبات ولما يقدمه من ميزات وفوائد لمناطق البادية.

خطوة مهمة قامت بها هيئة البادية بزراعة الصبار، الذي سيكون طعاماً رئيسياً للماشية في سنوات المحل والعجاف، بعدما استمعنا من القائمين على مشاريع هيئة البادية بفوائده المتعددة، والمهم لدينا هو إنه مصدر هام للغذاء وسيوفر علينا كميات كبيرة من الأعلاف، ونطالب هيئة البادية بزراعته في جميع مناطق البادية وفي أماكن رعي الماشية وبجانب آبار المياه

المزارع "فؤاد المقداد" أحد المزارعين الذي قاموا بزراعة الصبار في منطقة "المتاعية" التابعة للبادية قال لنا عن أهمية هذه التجربة الجديدة: «بعد تعرفنا على المزايا والفوائد التي تقدمها هذه الشجرة للبادية، قمت بزراعة حوالي 1000 كف من الصبار بغية الاستفادة منها في بيع الثمار وتقطيع الأوراق على السيقان "الكفوف"، لجعلها غذاء للحيوانات والمواشي للحد من كميات الأعلاف التي نقدمها للحيوانات، ولقلة تكلفة هذه الزراعة المادية وعدم حاجتها للماء بشكل مستمر، ولكونها ستكون أحد مواد الغذاء الأساسية للماشية في السنوات القادمة».

زراعة الصبار

بينما قال المزراع "خالد الغصين" أحد مربي المواشي: «خطوة مهمة قامت بها هيئة البادية بزراعة الصبار، الذي سيكون طعاماً رئيسياً للماشية في سنوات المحل والعجاف، بعدما استمعنا من القائمين على مشاريع هيئة البادية بفوائده المتعددة، والمهم لدينا هو إنه مصدر هام للغذاء وسيوفر علينا كميات كبيرة من الأعلاف، ونطالب هيئة البادية بزراعته في جميع مناطق البادية وفي أماكن رعي الماشية وبجانب آبار المياه».

أسباب وهدف إدخال هذه الزراعة إلى البادية حدثنا عنها المهندس "مفيد الفقيه" مدير فرع الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية بالمحافظة بتاريخ 19/8/2010 فقال هنا: «تم نشر ثقافة زراعة النباتات العطرية والطبية والصبار في البادية لما تملكه من أمور عديدة تساهم في تحسين الوضع البيئي، ولكونه مصدراً هاماً للغذاء واعتباره علف استراتيجي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، ولاستجابته للتغيرات البيئية العامة كزيادة مستويات CO2 الجوي، ولدوره في حماية الوجود الحيواني وفائدته في مجال القطاع الزراعي البيئي في مناطق البادية، والحد من خطر الانجراف والتصحر وإعادة تأهيل الترب المتدهورة، ولانتشاره في ظروف قليلة الأمطار وارتفاع الحرارة، ولكونه له جاذبية لأنه يحول الماء إلى مادة جافة أو طاقة مهضومة بطريقة إكثار من الحشائش والبقوليات، ويعد مصدر غذاء للجمال والأغنام، ولكن الصبار وحده لا يكفي كعلف متوازن فمن الضروري إضافة مواد غذائية ليفية مثل القش، ويمكن تقطيع الألواح إلى قطع صغيرة وإضافتها إلى التبن المفروم أو النخالة، والصبار ليس له مثيل كعلف في حالات الطوارئ ويعتمد عليه في مناطق قليلة الأمطار، وهو غني بالطاقة وفيتامين A ومستساغ من قبل الحيوان، ويستخدم الصبار كعلف في حالات الطوارئ وأثناء الجفاف».

مدير هيئة وتنمية البادية بدرعا

وعن أماكن زراعة الصبار في البادية قال: «تمت زراعة الصبار في معظم آبار البادية المنتشرة في بادية "درعا" كتجربة سيتم تعميمها على جميع مناطق البادية السورية، وتمت زراعة أكثر من 1500 كف من الصبار، في عدة مناطق هي: "الطيبة"- "المتاعية"- "ندى"- "التايهة"- "العمان"- "السماقيات"- "معربا"- "غصم"- "بصرى"- "بصرى الشمالي"- "بصرى صماد"- "سمج"- "طيسية"- "الشقرانية"- "السويمرة"- "المتاعية2"- "الطيبة 2"».

وعن وجود دلائل على ما يقدمه الصبار للحيوانات والمواشي المنتشرة في البادية قال: «سبقتنا عدة دول عربية في هذا المجال وثبت نجاح هذه الزراعة، حيث أخذت تدخل هذه التجارب في تغذية الحيوانات رويداً رويداً، ومن أهم الدول التي نجحت فيها هذه الزراعة دول المغرب العربي، حيث تزرع في البادية مساحات من الصبار ويغذى عليها الحيوانات بعد تقطيعها وإضافة مواد آزوتية لتغنيها بالبروتينات، ليصبح غذاء متكاملاً فهي تقوم بتوفير الأعلاف الخضراء بأقل تكلفة وتقلل من كميات الأعلاف المستخدمة، وتقلل من كلفة التربية على مربي الثروة الحيوانية لأن التغذية 50% من الإنتاج».

بعض انواع الصبار

وعن آلية وطريقة زراعة الصبار في البادية يقول هنا: «زراعة الصبار سهلة جداً، حيث يتحمل الجفاف بشكل غير عادي ليس هذا فقط بل إنه يحب الطقس الحار، والأهم من ذلك يتحمل الصقيع، وزراعة الصبار تتم بقطف كف من الكفوف الموجودة على نبتة الصبار وحفظه لمدة أسبوع لكي تظهر الجذور، ويمكن عدم طمر الكف بكامله في التراب لأن ذلك يؤدي إلى تعفن النبات، والصبار يحب الشمس فلا يزرع في مكان مظلل كلياً، ويجب عدم سقاية النبات المزروع حديثاً بكثرة لكي لا يؤدي إلى تعفن الجذور، أي عدم سقايته النبات في الأيام الأولى من زراعته».

وعن صفات وميزات نبات الصبار يقول هنا: «الصبار هو نبات عشبي معمر أوراقه قرصية كبيرة متطاولة، منها عليها أشواك ومنها ملساء، له أزهار صفراء إلى برتقالية ثماره كبيرة ولها طعم حلو، والصبار مجموعة تزيد عن مئتي نبتة تتسم أوراقها بالسمك، وهو نبات صحراوي يختلف طول ساقه حسب نوعه، أوراقه عريضة كثيفة لحمية خضراء اللون تغطيها بشرة شمعية وتشمل أوراق الصبار أساساً على الماء 90%، أما الأوراق المجففة فيوجد بها نسبة عالية من الأخشاب تصل إلى 33%، ونسبة قليلة من البروتين الخام والفسفور والصوديوم، ونسبة المنغنيز والنحاس والزنك والحديد في الحدود المقبولة، كما أوضحت التحليلات وجود مستويات عالية من الكالسيوم وأكسالات الأملاح، وهذا ما يفسر استساغة الصبار عندما يقدم كعلف للحيوانات، حيث تنتج زراعة هكتار من الصبار 100طن من الأوراق "أوراق الصبار" في المناطق التي يقل فيها سقوط الأمطار إلى 150 م.م، وأوضحت الأبحاث أن استهلاك الأغنام للماء ينخفض إلى الصفر عندما تصل متحصلاتها إلى 300 غ بالوزن الجاف من الصبار».