تعد محافظة "درعا" من أجمل وأغنى المحافظات السورية، بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية والمزارات الدينية والآثار الفنية، حيث تحتوي على الكثير من الأوابد التاريخية المتربعة على سهولها وتلالها، أو التي تقع تحت ثراها وتشير هذه الأوابد التاريخية إلى أن هذه المنطقة كانت موطن الحضارة الأول، منذ أقدم العصور التاريخية.

ومن هذه الآثار "تل شهاب" الأثري والذي يعتبر من أشهر التلال الأثرية والمواقع السياحية في المحافظة، التي شهدت حضارات موغلة في القدم، امتدت من العصور الحجرية مروراً بحضارات الشعوب المتعاقبة التي سكنت هذه البقعة من جنوب سورية، حيث يقع "تل شهاب" على ضفاف "وادي اليرموك" في المنطقة الغربية من المحافظة، ويبعد عن مدينة "درعا" نحو /18/كم، ويأخذ التل شكلاً شبه مستطيلاً في موقع محصن بواد سحيق عمقه نحو /250/متراً، من جهات الشرق والشمال والغرب، أما من الجنوب فيتصل بالأرض المنبسطة المجاورة.

الزائر للتل يشاهد الأسوار الأثرية المدرجة على كامل الجهة الجنوبية للتل وهي أسوار تعود بنموذجها إلى الفترة الكنعانية، ويخترق التل من الحافة الجنوبية خط حديدي باتجاه فلسطين تم إنشاؤه في زمن العثمانيين ما بين 1903و 1908م، وللتل مدخل وحيد من الجهة الجنوبية يمر عبر جسر صغير من فوق الخط الحديدي، عبر طريق معبد يمر من الثلث الشرقي للضلع الجنوبي للتل ويستمر حتى نهايته، وأعلى ارتفاع للتل يقع مقابل الأسوار في الجهة الجنوبية ويبلغ نحو 15 متراً

للتعرف أكثر على التل الأثري موقع eDaraa التقى بتاريخ 5/1/2009 رئيس مجلس بلدية "تل شهاب" المهندس "محمود جعارة" ليحدثنا عن التل الأثري بالقول: «الزائر للتل يشاهد الأسوار الأثرية المدرجة على كامل الجهة الجنوبية للتل وهي أسوار تعود بنموذجها إلى الفترة الكنعانية، ويخترق التل من الحافة الجنوبية خط حديدي باتجاه فلسطين تم إنشاؤه في زمن العثمانيين ما بين 1903و 1908م، وللتل مدخل وحيد من الجهة الجنوبية يمر عبر جسر صغير من فوق الخط الحديدي، عبر طريق معبد يمر من الثلث الشرقي للضلع الجنوبي للتل ويستمر حتى نهايته، وأعلى ارتفاع للتل يقع مقابل الأسوار في الجهة الجنوبية ويبلغ نحو 15 متراً».

رئيس مجلس بلدة تل شهاب المهندس محمود جعارة

وعن الآثار الموجودة في "التل" يتابع رئيس البلدية: «النقيبات والأسبار التي أجريت في التل أشارت إلى وجود إطلال لمدينة كنعانية كانت تدعى "قانو"، ولمدينة إغريقية أخرى كانت تعتبر من الحواضر اليرموكية الهامة للغاية تدعى "رافانا"، وتنتشر في التل العديد من الكهوف والمغارات الأثرية التي تعود لإنسان العصور الحجرية والبرونزية، حيث تم خلال السنوات الماضية ونتيجة أعمال الكشف والتنقيب، اكتشاف مجموعة من المدافن وبداخلها مصنوعات فخارية من الفترة الكنعانية، ولا زالت تنتشر إلى الآن عشرات القطع والكسر الأثرية الحجارية والصواني التي تدل على قدم الاستيطان البشري، وعلى وجود حضارة عريقة تعود إلى العصر الحجري الحديث من الإلف الثامن قبل الميلاد، ونظراً لكثرة الشلالات المائية في بلدة "تل شهاب" فقد أقيمت فيها زمن العثمانيين ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، الطواحين المائية المعدة لطحن الحبوب حيث ضمت البلدة العديد منها والمتبقية حتى اليوم سبع طواحين، هي "اخترير وشعلة والمعلقة والرفاعية والتلية وأم الغزلان والبديوية"، وقد أقيمت جميعها على سفح "وادي اليرموك" وهي مبنية من الحجر البازلتي المنحوت، واغلب سقوفها يأخذ شكل نصف دائري طولاني، وتشير كثرة الطواحين في هذه المنطقة إلى ازدهار زراعة الحبوب ولاسيما القمح الذي كان يعد من المحاصيل الإنتاجية المهمة في محافظة "درعا"».

وينهي "الجعارة" حديثة بالاستثمارات التي تقام على التل الأثري فيقول: «تسعى الجهات المعنية في المحافظة لتحسين الخدمات السياحية، وجذب الاستثمارات لهذه المنطقة مستفيدة من موقعها المتميز وإطلالتها الجملية على وادي اليرموك، حيث طرحت مديرية السياحة في المحافظة خلال ملتقى الاستثمار الدولي الرابع الذي عقد في نيسان الماضي، مشروعاً سياحاً هاماً لإقامة قرية سياحية في منطقة "تل شهاب" وتبلغ مساحة موقع المشروع نحو 30080 متراً مربعاً، وتتوفر فيه خدمات البنية التحتية من طرق وماء وكهرباء واتصالات، ويعتبر موقع المشروع من أجمل المواقع الطبيعية في المنطقة حيث يحده وادي اليرموك من الشمال والغرب والشرق، كما يطل على سلسلة الشلالات والبحيرات في أسفل الوادي، وهو منفذ حالياً على الهيكل بنسبة 95 بالمئة وتبلغ مساحته الطبقية نحو 3212 متراً مربعاً، ويضم فندقاً يحوي 26 غرفة ومطعم ومسبح، وتشمل المنشأة السياحية فندقاً من مستوى 3 نجوم ومطعماً ومسبحاً وموتيلاً ومطعماً صيفياً مع تراسات، وفعاليات خدمية وترفيهية وتجارية ورياضية ومدرجاً مكشوفاً ومحلات لتقديم الوجبات السريعة، ومقهى سياحياً وسوقاً للمهن اليدوية ومرافق خدمية مختلفة».

احد المنازل المهدمة في التل القديم
جسر قطار المشبك بطرف التل القديمة