تعبر أنواع وألوان الأزهار عن مشاعر الناس من خلال انتقائهم لها، وقد يكون "الزنبق البلدي" و"الجوري" و"القرنفل" بألوانها البيضاء أكثر ما يعبر عن أهل "الشام"، فهي تزين أغلب مناسباتهم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25/9/2013 "محمد الخيمة" الذي يعمل في محل بيع وتنسيق أزهار في منطقة "المزة" بـ"دمشق" حيث وضح لنا أن ألوان وأنواع الورد لها دلالات متعارف عليها لدى أغلب الدمشقيين وهي مرتبطة بالمناسبات المختلفة وقال: «في زيارة المرضى يُفَضّل اللون الأبيض مع الزهر حيث لابد من اختيار ألوان هادئة لا تثير الأعصاب على أن تكون خفيفة الرائحة حتى لا يتحسس منها المريض، وزهرة "الزنبق البلدي" الأكثر رواجاً في مثل هذه المناسبات وغيرها على حدٍ سواء، أما في أعياد الميلاد فغالباً ما تحمل باقات الزهور ألواناً مختلفة فيختار الناس أي نوع من الأزهار سواء "الجوري" أو "القرنفل" أو "الكريز" التي تصبغ بعدد كبير من تدرجات الألوان، بينما في الولادات فيأتي الورد للمولود الصبي باللونين الأبيض والأزرق الفاتح وللبنت الأبيض والزهر، ووردة "الموزيانا" هي الخيار الأنسب، وفي المناسبات العاطفية فمن المعروف أن اللون الأحمر خاصةً الورد "الجوري" يعتبر الأكثر شيوعاً، أو يتم الاعتماد على أزهار ذات رائحة قوية كـ "المنتور" و"السيم" و"الفريزينيا"».

توجد أنواع من الأزهار أجنبية الأصل مطلوبة من قبل سكان المنطقة لشكلها فقط فهم لا يعرفون أسماءها مثل "ستاركيزا" و"ليليو" و"كليون" وهي جذابة وذات روائح مميزة

ويشير "الخيمة" إلى أنه في الأفراح يفضل أن تكون ألوان ورود "الكوشة" أبيض مع زهر أو مع موف وغالباً لا يُهتم بالرائحة بل بالشكل فقط، أما في الأحزان فتكون الأكاليل بنوع من الأزهار كـ"زهر غريب" أو "كريزيتيم" باللونين الأصفر والأبيض.

محمد الخيمة

يبين "محمد شيخ الشباب" صاحب محل أزهار في منطقة "المجتهد" أن اللون الأبيض أساسي في خيار الأزهار بالنسبة لأهالي "دمشق" ويناسب جميع المناسبات، ويضيف: «يعتبر "الزنبق البلدي" من الأنواع المطلوبة جداً لدى أغلب الناس، ويعبر بلونه الأبيض عن الصفاء والمشاعر الطيبة، إلى جانب "الجوري" بلونيه الأبيض والأحمر الذي يشير إلى الحب، إضافة إلى "القرنفل" الذي يعد مطلوباً جداً بألوانه المختلفة».

ويضيف: «توجد أنواع من الأزهار أجنبية الأصل مطلوبة من قبل سكان المنطقة لشكلها فقط فهم لا يعرفون أسماءها مثل "ستاركيزا" و"ليليو" و"كليون" وهي جذابة وذات روائح مميزة».

مجموعة من ورود الزينة

بينما "موفق عتمة" صاحب مشتل للأزهار والنباتات في منطقة "الربوة" يؤكد وجود اختلاف بين أزهار الزينة التي يختارها أهالي "الشام" في باقات الزهور لمناسباتهم وبين الورود التي تُزرع في حدائق البيوت الدمشقية، مع وجود بعض التقاطعات، يقول: «يعتبر "الجوري" من أكثر أنواع الأزهار المستخدمة للزينة في المناسبات إضافة إلى أنها صنف مُفضل جداً لزراعة الحدائق خاصةً أنه يأتي بألوان متعددة منها: (الأبيض والأحمر والزهر والتفاحي والبرتقالي والفوشي)، إلى جانب "القرنفل" و"المنتور" التي تعتبر من الأنواع المطلوبة بكثرة لدى كثيرين من الناس، أما "عطر الليل" و"السمكة" فهي من الأزهار المفضلة للزراعة أكثر من التنسيق».

ويشير إلى أن ورد "الياسمين" بنوعيه "البلدي والعراتلي" من أنواع الورود المحببة لدى أهالي المنطقة إلا أنه لا يأتي ضمن خيارات زهور الزينة ويبقى ضمن نطاق الحدائق.

ورد جوري في أحد المشاتل

هذا ما تؤكده "حنان جمعة" مدرّسة من أهالي "دمشق" بالقول: «الورد المفضل لأهل "الشام" هو "الياسمين" و"الفل" إلا أنه عند اختيار باقات الزهور يتجهون إلى "الزنبق البلدي" و"القرنفل"، ويمكن اعتبار اللون الأبيض للورود أكثر ما يختاره الدمشقيون خاصةً أنه يلائم جميع المناسبات ويعكس النقاء الداخلي لأهالي المنطقة».