ربط مركز المدينة من الشمال إلى الجنوب، فأصبح محور الحركة الاقصادية وعصب "دمشق" النابض وشريان الحياة فيها.

مدونة وطن "eSyria" وأثناء جولتها في شارع "الثورة" بتاريخ 12 كانون الأول 2016، التقت "سمير الهواري" من سكان المنطقة، فحدثنا قائلاً: ‹‹يخترق شارع "الثورة" العاصمة بشوارعه العريضة وأرصفته الكبيرة، فيقسم سوق "ساروجا" إلى قسمين شرقي وغربي، وشمالاً يخترق شارع "بغداد" ذهاباً وإياباً باتجاه منطقة "ركن الدين" وصولاً إلى منطقة "الفيحاء"، وغرباً من "ساروجا" إلى ساحة "المرجة" مركز العاصمة، وشارع "جمال باشا" و"الدرويشية" حتى منطقة "القنوات". وكان يوجد فيه سوق "الزيت"؛ وهو عبارة عن سوق لبيع الزيوت كان التجار يأتون إليه من جميع المحافظات بهدف بيع ما لديهم فيه، وقد زال بإزالة سوق "العتيق" الذي كان مخصصاً لبيع اللحوم والأسماك، إضافة إلى وجود عدة مهن فيه كبيع الطيور والدواجن، وسمي بهذا الاسم "سوق العتيق" لقدمه تاريخياً، وفي وسطه كانت هناك أفران تصنع الخبز على الطريقة الأرمنية، أما عند مدخله، فكان يتم بيع الأجبان والألبان، وأصبح بدلاً منه بناء "الموصللي" حالياً، وكان ملاصقاً لسوق "الزيت" خان "البطيخ"، حيث كانت تباع جميع أنواع الخضار والفواكه، فكان الشاعر "الوقواق الدمشقي" يبيع البطيخ فيه، وكان هناك جامع صغير يدعى جامع "خان البطيخ" واندثر مع التطور، إضافة إلى سوق الخيل؛ وهو مخصص لبيع مستلزمات وعلف الخيول››.

ويضيف: ‹‹كان هناك سوق "الأرماني" عام 1990، واندثر أيضاً، وأصبحت بدلاً منه حديقة "الأرماني" التي تحوي حمّاماً، وقد دفن فيه الوالي الأرماني الذي قام ببنائه، ونجد على جانبي الحمّام حالياً عدة مقاهٍ للترفيه عن النفس والتمتع بجمال الحديقة. أما شرقاً، فيتفرّع منه شارع "الملك فيصل" وسوق "الزرابلية"، الذي كانت تباع فيه المصنوعات اليدوية التي تتمتع بالزخارف البديعة، وأزيل عام 1967››.

حمام وحديقة الأرماني

حدثنا "محمد بشير الحمصي" من سكان المنطقة قائلاً: ‹‹توجد في شارع "الثورة" الفنادق والمحال التجارية والمعالم الأثرية، نجد عند الجهة الغربية "ساروجا" التي تدعى "اسطنبول الصغرى"، فيها حمام وجامع الورد، ومنزل خالد العظم الذي أصبح بيتاً للتراث حالياً، وتوجد ضمنه عدة فنادق كـ"فندق برج آلاء، وأجيال"، وسوق "الهال" القديم الذي تباع فيه الخضار والفواكه، ومازالت هذه المنطقة تعج بالسكان والحركة الاقتصادية والبيع والشراء، وتوجد فيها المدرسة الشامية التي درس فيها "الحافظ الذهبي"؛ وهي من أشهر مدارس العالم الإسلامي، ومازالت عامرةً بالمصلين، ويوجد جامع "حسن البصراوي" الذي بني في العهد المملوكي وجدد في العهد العثماني 1343، وجامع "يلبغا" الذي بدأ بناؤه عام 1973، وتوقف بسبب ظهور المياه تحته ونقص المواد فيه، إضافة إلى بناء وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والمتحف، وأبنية مساكن الطيران، ومدرسة للأيتام "سيد قريش" التي تحولت إلى ثانوية صناعية حالياً، وسوق "الخجا"››.

الباحث التاريخي "عماد الأرمشي"، تحدث عن تاريخ شارع "الثورة" قائلاً: ‹‹كان عبارة عن بيوت عربية قديمة هي امتداد لبساتين تلاقي شارع "بغداد"، وبوشر بأعمال إزالة المنازل منه عام 1969، وتم تدشين الشارع رسمياً في الحركة التصحيحية عام 1970، ومازالت معظم المنازل موجودة حتى الآن لعدم إمكانية هدمها لوجود مياه تحتها لكون المنطقة تابعة لحوض بردى، وكان هناك سابقاً نهر يمر إلى جانب نهر بردى الغاية منه تفريغ الماء الزائد "الزودة" منه؛ حرصاً على عدم حصول فيضانات وحماية البيوت، وقد غار هذا النهر، وأصبحت بدلاً منه ساحة "المرجة" حالياً، حيث كان نهر بردى يمر من منطقة "السروجية" إلى منطقة "باب توما" مروراً بشارع "الثورة".

سمير الهواري

وبعد بناء جسر "الثورة" الإسمنتي لوصل طريق "بيروت" غرباً بمنطقة "باب توما" شرقاً، تم هدمه مرتين لسوء المواد فيه وقياساته غير الدقيقة، وكانت الفائدة منه تسهيل حركة السير والتخفيف من الازدحام، ويعدّ مكان تجمّع "السرافيس" والباصات التي تخدم المواطنين››.

شارع الثورة قديماً