بسبب الإجراءات القانونية الشديدة التي اعتمدها قانون السير الجديد، التزم الإخوة المواطنون بحركة السير بشكل أكبر مما هو عليه قبل عام 2009، فكان الانخفاض بعدد الحوادث ملحوظاً مقارنةً مع العام الماضي حسب الإحصاءات الرسمية في ذلك.

وللحديث عن مسألة السلامة المرورية موقع eSyria بتاريخ 27/2/2009، التقى بعض المواطنين الذين تحدثوا عن هذه المسألة، فكان منهم السائق "محمد أمين" الذي قال: «أوجد قانون السير الجديد آلية فنية وتقنية يضمن من خلالها صاحب سيارة الأجرة حرص السائق الشديد على الالتزام بقوانين السير الجديدة لأن أغلب المخالفات تضر بإجازة السوق التي يحملها من خلال حذف النقاط منها، فإذا وصلت النقاط المحذوفة إلى 16 نقطة أدى ذلك إلى سحب إجازة السوق لمدة ثلاثة أشهر».

أوجد قانون السير الجديد آلية فنية وتقنية يضمن من خلالها صاحب سيارة الأجرة حرص السائق الشديد على الالتزام بقوانين السير الجديدة لأن أغلب المخالفات تضر بإجازة السوق التي يحملها من خلال حذف النقاط منها، فإذا وصلت النقاط المحذوفة إلى 16 نقطة أدى ذلك إلى سحب إجازة السوق لمدة ثلاثة أشهر

أما السائق "فؤاد جاموس" فقال: «في البداية واجهنا صعوبة في فهم قانون السير الجديد وآلية تطبيقه إلى أن وسائل الإعلام و"الجمعية السورية للوقاية من حوادث السير" كان لها دور كبير في شرح مضمون هذا القانون وإفهامه للسائقين الذين يترددون إليها أو يحضرون محاضرتها وورشات العمل التي تقيمها، وأنا متابع لأعمال هذه الجمعية التي تعنى بمسألة السلامة المرورية وكيفية الوقاية من الحوادث التي من الممكن أن يتعرض لها السائق».

الدكتور "ستالين كغدو"

وللحديث عن دور هذه الجمعية التقينا الدكتور "ستالين كغدو" رئيس الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق، الذي قال: «الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق، جمعية غير ربحية ذات دوافع إنسانية، هدفها الأساسي حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم عبر السعي الحثيث للتخفيف من حوادث السير وما ينجم عنها من أذيات جسدية بليغة أو خسائر مادية فادحة، ويرتكز عملها على الاندفاع الطوعي والخيري لأعضائها والتعاون الجدي والمدروس مع كل الأطراف المعنية والخاصة التي تعنى بمسألة السلامة المرورية».

وعن إنجازات الجمعية أضاف: «قامت الجمعية منذ نشأتها في عام 2004م، بإنجازات كبيرة في مجال السلامة المرورية كان أهمها افتتاح فروع ولجان إدارية للجمعية في كل المحافظات السورية، إلى أن أصبحت هذه الفروع تمارس عملها التوعوي المروري بشكل دائم في كل المناسبات، فكان لها دور كبير في اتخاذ القرارات الهامة مثل تطبيق "حزام الأمان" بشكل حازم داخل المدينة، واستخدام "التاغوغراف" لمراقبة السرعات على الطرق الخارجية، إضافة إلى تعديل قانون السير القديم وصدور قانون السير الجديد عام 2008، وهذا القانون نتج عنه انخفاض ملحوظ ومسجل في أرقام الحوادث المرورية وعدد الوفيات والجرحى، والآن تسعى الجمعية بالتعاون مع وزارة النقل إلى أجبار أصحاب السيارات القديمة على تركيب أجهزة "الحفازات" التي تخفف من أضرار التلوث البيئي، فهذا "الحفاز" عبارة عن مصفاة تثبت على أنابيب السيارات تفيد في تنقية "البنزين" و"الديزل" من الغازات السامة المنبعثة في الهواء نتيجة احتراق هذه المواد، وللعلم إن أغلب السيارات الحديثة تحوي هذا الجهاز من بلد المنشأ».

جهاز "الحفاز"

وعن دور المجتمع الأهلي ودوره في تعزيز مفاهيم السلامة المرورية قال: «للمجتمع الأهلي دوراً لأن تعاونه مع الجهات المعنية هو الذي ينجح أي خطة أو يفشلها، ولا ينتهي دوره عند التعاون بل عليه الضغط على كل الجهات المعنية في تطبيق أي قانون يخص سلامته، إضافة إلى نقل المشكلات إلى هذه الجهات بكل صدق وشفافية من أجل مناقشتها بعيداً عن المنافع الشخصية، كما عليه المساهمة في اتخاذ القرارات والإجراءات التي تقوم بها الدولة من خلال تواصله مع الجمعيات الأهلية والنقابات التي هي بدورها تنقل وجهة نظر المجتمع إلى المعنيين بذلك».

  • ما هي الآفاق المستقبلية للجمعية في تحقيق السلامة المرورية؟
  • ** رغم بعض الصعوبات التي تواجهنا وأهمها الدعم المادي إلا أننا متفائلون بتحقيق ما نطمح إليه بالعمل المتواصل والدؤوب وعدم الاستسلام والتراخي أمام هذه الصعوبات، خاصة عندما تبين لنا أن الدولة تسعى مشكورة إلى رفع الدعم الذي تقدمه للجمعيات الأهلية والاتحادات والنقابات».

    ثم ختم بقوله: «في النهاية نحن نطمح إلى أن يكون التعاون مع الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق والجهات المعنية قائم على مبدأ المواطنة وأولوية المصلحة العامة وإعطاء الجمعية الاهتمام اللائق كجمعية وطنية ذات دوافع طوعية إنسانية نبيلة، وعدم إعطاء المجال للشراكات الوهمية غير التطوعية التي يهمها الربح المادي فقط المفتقر إلى الإنسانية».