من هنا وهناك..جسر ومشاة

الاستغناء عن جسور المشاة في بعض المحاور المهمة في مدينة "دمشق" مثل منطقتي "فيكتوريا" و"كفر سوسة" كان قراراً من محافظة "دمشق" بهدف تجميل الشوارع .

وعن مدى صحة هذا القرار أو عدمه قام موقع "eSyria" وبتاريخ 10/2/2009 بإجراء لقاءات سريعة مع مواطنين يسكنون تلك المناطق، خلال تواجدنا في منطقة "فيكتوريا" التقينا بالسيد "فايز الأحمد" عامل بناء الذي حدثنا عن معاناته في عبور الطريق ومدى أهمية الإبقاء على جسر المشاة: «أعتقد أن هذا القرار لم يكن صحيحاً، ففي "فيكتوريا" هذا الشارع المزدحم يصعب على المرء اجتياز الشارع رغم وجود إشارات المرور الضوئية، السيارات تسير بسرعة رهيبة وأكثر من اتجاه وعلى الجهات المعنية إعادة النظر في مسألة إقامة جسر المشاة للحفاظ على سلامة المواطنين».

أما "ريتا جوزيف" موظفة: «أخاف المرور من منطقة "كفر سوسة"، إذ إنني لا أعرف الطريقة المثلى لعبور الشارع دون تعريض حياتي للخطر وخاصة بعد إزالة جسر المشاة الذي كان يؤمن لنا السلامة والأمان خلال عبور الشارع، فبإزالة جسر المشاة يتعرض الناس هنا لحوادث كثيرة وخاصة الأطفال منهم خلال ذهابهم لمدارسهم».

ولكن السيد "فاروق هاشم" كان له رأيه المخالف لما قبله، فيقول: «ربما كان هذا القرار صحيحاً لأن ذلك له دور في تجميل الشوارع وإزالة جسور المشاة هو منظر حضاري، فالمشكلة لاتكمن، في وجود الجسر أو عدمه، فأنا في الحالتين أفضل عبور الشارع من دون استخدام الجسر لأنها طريقة سريعة ولكن يجب الحذر في هذه الحالة».

ربما هناك آراء كثيرة تختلف من شخص لآخر، وخلال لقائنا السيد "راشد خلف" سائق تكسي ابتسم وهو يقول: «ربما أنا لاأستعمل الجسر بسبب قيادتي للسيارة، ولكن أعتقد أن هذا القرار يسهم أكثر في عرقلة السير وخاصة في عقدة "فيكتوريا" المزدحمة طوال فترة النهار».

وخلال مراجعتنا للسيد "معن قنواتي" مدير مديرية "الإشراف" في محافظة "دمشق" أكد لنا: «أن إزالة جسر المشاة في منطقة "فيكتوريا"، كان إجراءاً صحيحاً والسبب في ذلك أننا نحاول أن نجعل من هذه الشوراع الضيقة خالية من التشوهات البصرية التي لا تليق بمدينة حضارية كـ"دمشق"، وكما نؤكد من خلال هذه العملية على تنظيم السير وتعليم المواطن عبور الشارع دون الحتاجة إلى الجسر بل اليتقيد بالإشارة الضوئية التي تخصص له الوقت للعبور، أما بالنسبة لمنطقة "كفرسوسة" فهذه المنطقة التي سيتم فيها إنشاء نفق كبير يمر منها، ولجنة السير التي قامت بالإشراف على هذه العملية كان مقصدها تحويل مدينتنا إلى مدينة خالية من التشوهات البصرية وهذا القرار بعد تنفيذه لاقى ترحيباً كبيراً لدى الجميع».