«أنت شريك فعال في مشروع مترو "دمشق"، فقد نظمت عملية التشاور لتتيح لك التعبير عن وجهة نظرك حول هذا المشروع الهام الذي سيخفف من أزمة زحمة السير في "دمشق"»، هكذا قال لموقعنا السيد المهندس "طارق العاسمي" مدير هندسة المرور حول مشروع "الخط الأخضر".

موقع "eSyria" بتاريخ 14/1/2009 قام بزيارة مديرية "هندسة المرور" في "دمشق" والتقى مع المهندسة "أمل حداد" مديرة مشروع "الخط الأخضر" "مترو الأنفاق" الذي سيخدم زحمة السير الكبيرة في المدينة، وكان لنا معها هذا اللقاء.

إن دراسة "الخط الأخضر" لـ"مترو دمشق" في تقدم، ويتم حالياً إجراء دراسة إمكانيات التنفيذ لتحديد المسار الأفضل للخط الأخضر بشكل دقيق

*السيدة "أمل" بصفتك مديرة مشروع "الخط الأخضر" ماذا تحدثيننا عن هذا المشروع؟

** «إن مشروع "شبكة المترو" المستقبلية ستحسن نوعية حياة المواطنين وتنقلهم ضمن مدينة "دمشق" بسرعة خيالية، ففي المرحلة الأولى من إنشاء هذه الشبكة وتطويرها سيتم إنشاء الخط الأخضر والذي سيخدم مركز انطلاق "السومرية" وصولاً إلى محطة البولمان في "القابون"، يقوم فريق من الخبراء الدوليين بإجراء دراسة حول الطريقة الأفضل لإنشاء وتمويل المشروع وذلك تحت إشراف محافظة "دمشق" ومديرية "هندسة المرور" و"النقل"، هذه الدراسة ممولة من قبل بنك الاستثمار الأوروبي والهدف الأساسي منها هو تحديد المسار الأفضل لـ"الخط الأخضر"».

*ما هي الفائدة المتوقعة من إقامة هذا المشروع؟

**«سيربط "الخط الأخضر" المناطق السكنية المزدحمة "المعضمية" و"المزة" مع مراكز النشاطات الرئيسية "الجامعات" و"مركز المدينة"، فهذه المسارات هي الأكثر ازدحاماً ويتبع المحاور الرئيسية للطرق، وكما سيربط محطات تجمع الباصات "السومرية"، و"القابون"، ومحطات السكك الحديدية المستقبلية "الحجاز"، و"المعضمية"، و"القابون"».

*ولماذا اخترتم "المترو" تحديداً لحل هذه الأزمة في مدينة "دمشق"؟

** «إننا قمنا بالأخذ بعين الاعتبار العديد من أنظمة النقل كـ"الترامواي"، و"القطارات الخفيفة"، و"المترو"، ولكن من خلال الدراسات التي أجريت اكتشفنا أن "المترو الثقيل" هو الوسيلة الوحيدة القادرة على سد احتياجات النقل (690,000 حتى 860,000 راكب باليوم بحسب التوقعات الأولية لعدد الركاب)».

*ماذا عن الدراسات التي وصلتم إليها حتى الآن؟

**«إن فريق المشروع يقوم بتنفيذ دراسات فنية، مالية، بيئية واقتصادية من خلال مسار "الخط الأخضر" لتحديد المسار الأفضل للمترو، وسيتم تحليل عدد من استراتيجيات التمويل كجزء من هذه الدراسات، وكل ذلك لضمان تمويل هذه البنية الأساسية بالطريقة الأمثل، كما سيقوم فريق المشروع أيضاً باقتراح بعض التعزيزات المؤسساتية لإدارة خط المترو المستقبلي».

*أنتم كجهة معنية ما هي منهجيتكم للعمل للوصول إلى الحل الأمثل؟

**«إننا نقوم بإجراء دراسات عديدة وكما نأخذ الكثير من العوامل والحيثيات بعين الاعتبار للحصول على الخيار الأفضل لـ"الخط الأخضر"، ومن هذه الدراسات التحليل والتقييم الاقتصادي للتكاليف، وكفاءة خط المترو وعدد الركاب المتوقع، وتقييم التأثيرات البيئية والاجتماعية للمشروع، وكما أخدنا بعين الاعتبار التكامل بين النقل والتطوير العمراني للخط الأخضر، وتحليل خيارات فنية مختلفة من أجل تنفيذ الأمثل لعملية البناء، وسنحدد الخيار الأفضل للمشروع وذلك عن طريق إيجاد التوازن الأمثل بين كل هذه النقاط والنواحي».

*وما دور المواطنين في اختيار المسار الأفضل لهذا المشروع؟

**«إننا قمنا بتوزيع استبيانات على المواطنين لإبداء آرائهم حول المشروع، وكجزء من عملية التشاور في مرحلتها الأولى والثانية سلط بعض الأشخاص الضوء على بعض القضايا الفنية التي يمكن أن تؤخر تنفيذ المشروع، مثل بنية التربة والآثار الموجودة فيها، ونحن بدورنا سنقوم بتحليل المشاكل المتعلقة بالتربة والآثار بشكل دقيق من قبل فريق المشروع، كان النجاح كبيراً في المرحلة الأولى من التشاور التي تم تنظيمها في أيار والمرحلة الثانية في أواخر تشرين الأول 2008، حيث تبين من خلال النتائج الرئيسية لهذه المشاورة أن سكان "دمشق" بانتظار هذه المشروع، فمسألة الازدحام في "دمشق" أصبح مسألة هامة جدا، ويعتبر 92% من المجيبين على الاستبيانات إن مشروع المترو حل عملي وتنموي ممكن لمدينة "دمشق" ونحن في هندسة المرور نعتبر هذه المنهجية في العمل بالغة الأهمية لضمان نجاح المترو وسيكون هناك مرحلة ثالثة من عملية التشاور تنظم قبل نهاية دراستنا الحالية وتقديم الخيار الأفضل للخط الأخضر في أوائل 2009».

*وما هي الإجراءات التي تقومون بها لتحديد مشاكل التربة؟

**«تجرى حاليا دراسات جيوتكنيكية لمعرفة خواص التربة ومواصفاتها وحالتها بشكل دقيق، ذلك بالإضافة إلى مستوى المياه الجوفية، فيمكن إيجاد الكثير من الحلول الفنية لمواجهة شروط التربة السيئة، ودمشق تعتبر واحدة من أقدم مدن العالم لذلك من المحتمل اكتشاف آثار خلال مرحلة إنشاء المترو، ودورنا هنا في هندسة المرور هو استباق هذه الأحداث عن طريق القيام بالتنقيب عنها وحمايتها قبل تنفيذ المشروع».

*وماذا عن الخيارات المحددة لمسار الخط الأخضر والبنى التحتية؟

**«لدينا خيارات عديدة متوفرة للخط الأخضر قابلة للتنفيذ، حيث تم تحديد ما يقارب الـ 75% من مسار الخط الأخضر حتى الآن، وسنقوم بتحديد الخيارات المتبقية خلال الأشهر القادمة، فهناك ثلاثة أقسام حساسة من المشروع يتم دراستها بشكل معمق، وهي خياران في منطقة "المعضمية" وخياران في "المزة" واثنان آخران في منطقة "دمشق القديمة"».

*وما هي خيارات البنية التحتية المناسبة التي اخترتموها؟

**«سيقوم الفريق الدارس للمشروع باختيار البنية التحتية المناسبة من تحت سطح الأرض أو فوق سطح الأرض، والحل تحت الأرض هو الخيار الوحيد في مركز المدينة ويمكن اعتماد الحلول المشتركة (تحت الأرض وفوق الأرض) في المناطق أقل كثافة عمرانية من "المزة" إلى "المعضمية"، وإن القسم الشرقي من الخط الأخضر سيكون عبارة عن نفق (حوالي 50 % من الخط بين الآداب والقابون)، ويمكن تنفيذ أنواع عديدة من البنى التحتية مع أساليب عديدة للحفر مثل نفق عميق محفور بآلة حفر الأنفاق أو نفق قليل العمق، وبهذا تكون المحطات هي الإشارات الخارجية الوحيدة على وجود خط المترو في مركز مدينة "دمشق"، و"المترو المرفوع" سيكون في شارع عريض وهو الحل الممكن والجيد وأحد الحلول المحتملة للجزء الغربي من الخط الأخضر على طريق "القنيطرة" و"أوتستراد المزة"، وإن "المترو المرفوع" أقل كلفة من "مترو الأنفاق" ويمكن أن يكون متكاملاً عمرانياً مع المنظر العام للمدينة، أما المترو الذي سيكون على سطح الأرض فهو أقل تكلفة من بين الحلول المقترحة والذي يمكن تنفيذه على شوارع عريضة مثل طريق "القنيطرة" و"أوتستراد المزة"، وتكون فيها سكة المترو مباشرة فوق سطح الأرض ومحمية لكي لا يتمكن الناس من عبورها في غير المناطق المحددة لذلك».

*كلمة أخيرة توجهينها إلى سكان "دمشق" الذين ينتظرون هذا المشروع الهام؟

**«أشكر جميع المتعاونين الذين أبدوا آرائهم اتجاه عملية التشاور، وسيكون رأي المواطنين أحد العوامل التي ستأخذ بعين الاعتبار لتحديد الخيار الأفضل للخط الأخضر وكما سنأخذ بآرائهم قدر الإمكان، وبجهودنا جميعاً سيتم تدشين خط "المترو" الأول في عام 2015».

وبعد لقائنا مع المهندسة "أمل حداد" انتقلنا إلى مكتب المهندس "طارق العاسمي" مدير "هندسة المرور" في محافظة "دمشق" والذي أضاف: «إن دراسة "الخط الأخضر" لـ"مترو دمشق" في تقدم، ويتم حالياً إجراء دراسة إمكانيات التنفيذ لتحديد المسار الأفضل للخط الأخضر بشكل دقيق»، كما يمكن التواصل مع القائمين على المشروع عن طريق الاتصال بفريق العمل وعلى العنوان التالي info@damascus-metro.com