تسهم المواصلات ووسائل النقل بدور كبير في إضفاء طابع سعيد على أيام الأعياد بنقل المسافرين إلى حيث أحبتهم وذويهم مهما كانت المسافات.

وتشكل "القطارات" جزءاً أساسياً من هذه المنظومة التي تستوعب الأعداد الكبيرة من المسافرين بين "محافظات القطر" لقضاء عطلة العيد مع الأهل ثم العودة إلى المدن ومواقع العمل.

إنه أمر يدعو إلى الافتخار بوجود مثل هذه القطارات السريعة التي تؤمن لنا أغلب الخدمات الضرورية من الماء والبسكويت وغير ذلك، وقبل كل شيء الراحة والأمان والنظافة، ونأمل من المؤسسة أن تنجز خطوطاً أكثر سرعة ليكون الوصول إلى "دمشق" لمدة ساعة وليس أربع ساعات وربع الساعة

موقع "eSyria" شارك صباح يوم الأربعاء 10/12/2008 في رحلة من محطة "بغداد" في "حلب" إلى محطة "القدم" "بدمشق" من خلال القطارات السريعة والحديثة للخطوط الحديدية السورية.

آمر القطار السيد"رائد جواد"

وخلال مشوار الطريق التقينا آمر القطار السيد "رائد جواد" الذي تحدث عن تعامل إدارة الخطوط مع مثل هذه المناسبة وحل أزمة النقل: «لدينا إضافات يومية حيث يركز الإخوة المواطنون خلال فترة الأعياد على السفر بالقطارات لعدة أسباب منها، أن كراج السيارات في "حلب" أصبح في "الراموسة" أي خارج المدينة وهذا المكان بعيد مقارنة بالمكان السابق في قلب المدينة، كما أن القطارات تتميز بالأمان والراحة والدفء ويضاف إلى ذلك أسعارها المناسبة مقارنة مع باقي وسائل النقل، لذلك لدينا رحلات إضافية في فترة الأعياد حيث نضيف مجموعة عربات حسب الطلب وعدد الإخوة المسافرين وبذلك نتمكن من استيعاب الأعداد الكبيرة، ونتميز عن غيرنا أننا لا نلجأ إلى رفع أسعار التذاكر خلال الأعياد بل لدينا تخفيضات لفئات معينة مثل الصحفيين وضباط الجيش وغير ذلك».

واصطحبنا السيد "جواد" بجولة على أجزاء العربات والخدمات المقدمة للمسافرين: «نسعى لتأمين راحة المسافر حيث نقدم له العصائر مجاناً وتتوفر المياه في كل عربة، كما أن وجود التدفئة يشجع العائلات على السفر بقطاراتنا، وهناك وسائل ترفيهية مثل شاشة للتلفزيون في كل عربة بحيث لا يشعر المسافر بالملل خلال الرحلة، كما أن التدخين ممنوع منعاً باتاً، وهناك طاقم من العمال يقوم بمسح أرضية العربات ودورات المياه بين حين وآخر، وهذه نقطة غاية في الأهمية مقارنة مع وسائل النقل الأخرى التي لا تقدم للمسافرين مثل هذه الخدمات».

توفر ماء الشرب في القطار

وثمة خدمات أخرى تتعلق بإعلام المسافرين بالقضايا المهمة كما يوضح السيد "آمر القطار": «لدينا جهاز للتسجيل الإذاعي والمرئي نخاطب من خلاله المسافرين بضرورة التقيد بالقواعد العامة، والأماكن التي نصلها والمسافة الباقية للوصول إلى خط النهاية، والخدمات التي نقدمها لهم بعد نزولهم من القطار حيث نعلمهم قبل نهاية الرحلة عن وجود سيارات تابعة للمؤسسة تنتظرهم لتقوم بنقلهم إلى عدد من الأماكن في المدينة مجاناً، وهذا الأمر يسر الركاب كثيراً خاصة العائلات».

وعبر عدد من الركاب لموقعنا عن ارتياحهم تجاه حزمة الخدمات التي تقدمها المؤسسة لهم، إذ قال الشاب "صبري محمد" الذي كان يستعد لشرب الماء: «إنه أمر يدعو إلى الافتخار بوجود مثل هذه القطارات السريعة التي تؤمن لنا أغلب الخدمات الضرورية من الماء والبسكويت وغير ذلك، وقبل كل شيء الراحة والأمان والنظافة، ونأمل من المؤسسة أن تنجز خطوطاً أكثر سرعة ليكون الوصول إلى "دمشق" لمدة ساعة وليس أربع ساعات وربع الساعة».

خدمات متعددة تقصر المسافات

كما التقينا الشاب "كاوا دلو" في الجناح المخصص لتقديم الشاي والقهوة فقال لموقعنا: «لا يوجد ما يدعو للملل أبداً حيث تتوفر الشاي والقهوة، وهناك عربة مخصصة لذلك، وهناك صحف محلية يومية والتلفزيون الذي يقدم أفلاماً مسلية ومفيدة، وأعتمد على السفر بالقطارات منذ سنوات عدة لأنها تتميز بالأمان وخدمات لا تتوفر في باقي وسائل النقل البري، ونأمل أن تقوم المؤسسة بتسيير قطارات أكثر سرعة مثل باقي الدول المتقدمة في هذا المجال».

بعد أربع ساعات وربع الساعة وصلنا إلى محطة القدم وبدأ الركاب بالنزول من العربات بأعداد هائلة حيث تتكرر عبارة "الحمد لله على السلامة" على ألسنة الركاب ليصعدوا وسط أجواء من الراحة نفسها إلى حافلات متوسطة تابعة للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية تنقلهم إلى مختلف أجزاء المدينة.