الساعة الرابعة عصراً من يوم الأربعاء 29/10/2008 كان موعداً مع الحزن والألم في حادث مروري نتج عن السرعة الزائدة وعدم الانتباه.

الحادث الذي وقع على الطريق السريع بين "دمشق- حمص" قرب مفرق بلدة "المراح" في منطقة "النبك" أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص وجرح ثلاثين آخرين جراح بعضهم خطيرة، وفور وقوع الحادث تداعت سيارات الإسعاف ومجموعات الدفاع المدني من البلدات القريبة "النبك، القطيفة، قارة، دير عطية" وتم نقل المصابين إلى المشافي لتلقي العلاج من الإصابات.

وصلنا إلى المشفى /27/ شاباً مصاباً، تم تحويل الحالات الشديدة والخطرة وهي /7/ لمشافي حرستا العسكري ودوما، فيما قدمت الإسعافات الجراحية والعظمية لبقية المصابين، وتراوحت بين الكسور في الأطراف وجروح متعددة وحالة معظمهم مستقرة في الوقت الحالي

أسباب وقوع الحادث كما أوضحها لنا خبير الوقاية في مدينة النبك "محمد الكسم": «الحافلة انطلقت من منطقة "الصايد" في محافظة "حماة" باتجاه "دمشق"، وتقل /50/ مسافراً غالبيتهم من الشبان انزلقت بفعل السرعة التي تجاوزت 100كم/سا، ومع الهطولات المطرية عصر هذا اليوم عجز السائق عن التحكم بالحافلة ما أدى إلى انزلاقها عدة مرات وانشطار قسمها العلوي بشكل كامل».

فرق الانقاذ تلبي النداء

أما "محسن العلي" من الأشخاص الذين شاركوا في عملية الإنقاذ من مدينة "النبك" قال لنا: «توجهنا إلى مكان الحادث فور سماعنا بوقوعه لنساهم في إنقاذ المصابين ونقلهم إلى المشفى لتلقي العلاج، وبرفقة أحد الأصدقاء وصلنا إلى مفرق "المراح" مكان وقوع الحادث حيث وجدنا حافلة منكوبة لم نتصور للحظة أنه يمكننا أن نجد منها أحد من الناجين إلا أنه بفضل الله استطعنا مع رجال الإنقاذ والمتواجدين من مجموعات الدفاع المدني نقل المصابين إلى المشافي في البلدات المجاورة، كما تم انتشال الضحايا ونقلهم إلى مشفى "النبك"».

وفي مشفى النبك العام أوضح معاون مدير المشفى الدكتور "عبد الله عبد الله": «وصلنا إلى المشفى /27/ شاباً مصاباً، تم تحويل الحالات الشديدة والخطرة وهي /7/ لمشافي حرستا العسكري ودوما، فيما قدمت الإسعافات الجراحية والعظمية لبقية المصابين، وتراوحت بين الكسور في الأطراف وجروح متعددة وحالة معظمهم مستقرة في الوقت الحالي».

بقايا القسم العلوي من الحافلة

حلول مقترحة لتفادي هذه الحوادث المؤلمة حدثنا عنها "أحمد الطويل" من فوج الإنقاذ في مدينة "يبرود": «رغم الأحزان التي تتركها هذه الحوادث في النفوس إلا أنه علينا الاستفادة منها وأخذ العبرة من أسبابها لتجنبها مستقبلاً، من هنا لا بد من العمل على مراقبة الطرقات بشكل الكتروني ومعاقبة كافة السائقين الذين يتجاوزون حدود السرعة المسموح بها، كما يجب على إدارة المرور أن تقوم بفحص كافة المركبات والحافلات التي تعمل على الطرقات السريعة والتأكد من جاهزيتها وتنسيق غير المؤهل منها، كما لا بد من الاستفادة من ميزة الصندوق الأسود في الحافلات في إجبار السائقين على الالتزام بحدود السرعة حيث أن أغلبهم يعمدون إلى تعطيله».

تجدر الإشارة إلى مدينة "النبك" تتوسط الطريق الواصل بين محافظتي "دمشق- حمص"، وبعد وقوع عدد كبير من الحوادث في هذه المنطقة جرى توسيع الطريق وإقامة نقاط مراقبة إضافية. مع وجود أربعة مراكز تابعة لمديرية صحة "ريف دمشق" مجهزة بسيارات إسعاف للحالات الطارئة.