تعاني منطقة القلمون منذ فترة بعيدة من مشكلة الدراجات النارية المنتشرة بكثرة في مختلف المدن والقرى، ومع حلول أشهر الصيف تزداد هذه المشاكل فعند كل مساء تنطلق هذه الدراجات لتجوب الطرقات والشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل مسببة الكثير من

الإزعاج للسكان وخاصة القاطنين منهم على الطريق العامة وفي السوق الرئيسي حيث تتواجد هذه الدراجات بكثرة مرعبة، ورغم المحاولات الجادة والمتكررة من سلطة البلدية و من قوى الشرطة في المدينة للحد من هذه الظاهرة إلا أنها ماتزال منتشرة بشكل ملحوظ.

وبعيدا عن هذه الإزعاجات المتكررة عادت مشكلة الحوادث لتطفو على السطح من جديد ولكن بشكل أكثر دموية، فلا يكاد يمر يوم دون أن تسمع عن ثلاث أو أربع حوادث هنا وهناك، وعادة تكون الدراجات النارية والسيارات الخليجية السبب الرئيسي فيها، ففي هذه الفترة من السنة يعود أغلب المغتربين في دول الخليج لقضاء فترة الصيف في بلدهم وقرب أهلهم محضرين معهم سياراتهم الحديثة ليجوب أولادهم بها الطرقات زارعين الرعب والخوف في كل شارع يعبرون فيه، أحد هؤلاء المغتربين وقع حادث لابنه الوحيد نجا منه بمعجزة سماوية، يقول بأنه في كل مرة يعود بها إلى بلده لا يستطيع رفض طلب ابنه الوحيد في قيادة السيارة خاصة وأنه لم ير ولده منذ أحد عشر شهرا ولا يريد كسر خاطره في هذا الشهر الذي يتواجد فيه بالقرب من ابنه ولكن بعدما وقع الحادث المذكور بات يفضل زعل ابنه على وفاته.

صور مواكب التشييع

محمد مهدي أحد المغتربين حمل المسؤولية كاملة لبلدية المدينة على اعتبار أن الطرقات ليست مجهزة بأبسط مقومات السلامة فضلا عن فقدان إشارات المرور وضيق الشوارع هذه الأسباب وغيرها الكثير أدت إلى حوادث مميتة تقع بشكل يومي وعلى سبيل المثال كان سكان مدينة يبرود على موعد مع يوم حزين عندما استفاق سكان المدينة على صوت مكبرات الآذان تنادي على ثلاثة من الشبان في عمر الورود لقوا حتفهم بعد حادث مروع وقع على طريق حمص-حلب وبالقرب من مدينة قارة.

سبعة من الشبان انطلقوا لقضاء يوم الجمعة في أحد المصايف خارج المحافظة ركب خمسة منهم في سيارة كيا حديثة اقتناها أحدهم منذ فترة قصيرة وركب اثنان آخران في سيارة بيجو 206

صور مواكب التشييع

وانطلقوا في وجهتهم وكما يروى عن زميلهم الشاب الذي كان يقود سيارة البيجو وبجانبه يركب ابن عمه أن زملاءه في سيارة الكيا كانوا يقودون بسرعة جنونية حتى أنه اتصل بهم عبر هاتفه المحمول وطلب منهم تخفيف السرعة وأخبرهم بأنه يرى الشرر يتطاير من أحد الإطارات الخلفية, ولكنهم كانوا مبتهجين بسيارتهم الحديثة والجديدة فلم يأبهوا لحديث زميلهم وما هي إلا دقائق معدودة حتى انفجر الإطار الخلفي فانحرفت السيارة بمن فيها في واد على جانب الطريق، ثلاثة من الشبان لقوا حتفهم واثنان آخران في حالة خطرة للغاية.

وقبل ذلك بأيام قليلة وقع حادث مروع في قلب المدينة توفي على أثره الشاب أحمد فاعور وهو في الرابعة والعشرين من عمره بعد اصطدام دراجته النارية التي كان يقودها بسيارة واقفة نتيجة سرعته العالية.

خطباء المساجد وفي خطبة يوم الجمعة حملوا المسؤولية كاملة لسكان المدينة الذين تركوا لأولادهم حرية قيادة السيارات والدراجات النارية دون أي رادع, ودعوا كافة الأهالي إلى مزيد من الحرص واليقظة وعدم السماح لأولادهم باقتناء الدراجات وقيادة السيارات قبل بلوغهم سن الرشد والتأكد التام من حسن قيادتهم لها.