متحدياً ظروفَ إعاقته الحركية وبطموحٍ رياضي وعلمي لا ينضب، وبروح الإصرار والعزيمة الكبيرتين، تمكّن اللاعب "عبد الحكيم البكر" من تحقيق إنجازاتٍ وتحطيم أرقامٍ وحصد ألقابٍ وبطولاتٍ محلية وخارجية في ألعاب القوى.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 10 نيسان 2020 مع اللاعب "عبد الحكيم البكر" ليحدثنا عن بداية دخوله عالم الرياضة واختياره لرياضة رمي القرص والكرة الحديدية، حيث قال: «أنا حالياً طالب جامعي في السنة الثالثة اختصاص أدب إنكليزي، أما الحديث عن مسيرتي الرياضية فقد بدأت من خلال المدرسة، فبحكم وضعي الخاص كوني من ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم قدرتي على التأقلم في المدارس العادية، اضطررت للالتحاق بمدرسة داخلية لذوي الاحتياجات الخاصة في "دمشق" وعن طريق مدرّس مادة الرياضة وبتشجيع منه قررت الخوض في مجال الرياضة، وكان ذلك في الصف التاسع حيث دعاني للتدرب في صالات المدرسة وبالتنسيق معه بدأت بالتدريب بشكل يومي كوني مقيماً فيها، حيث عرّفني على تفاصيل الرياضات كاملةً وأخبرني أنه بالإمكان أن أصبح لاعباً في المنتخب السوري في حال اجتهدت وطوّرت نفسي، اختصيت بدايةً في رياضة بناء الأجسام وكانت أول بطولة محلية لي عام 2008 في محافظة "حمص" ضمن فئة الرجال حيث حققت المركز الخامس وكنت حينها أصغر لاعب في البطولة، أما المشاركة الثانية كانت عام 2009 وهي بطولة جمهورية أقيمت في محافظة "اللاذقية" لفئة الشباب وحققت فيها المركز الأول، وفي العام نفسه شاركت في بطولة عن فئة الرجال في محافظة "دمشق" وحققت المركز الثالث، وكنت محط أنظار الاتحاد الرياضي بسبب الأرقام التي حققتها في تلك الفترة على الرغم من أن العمر التدريبي لي كان قصيراً».

"عبد الحكيم" لاعب مجتهد وطموح وهو بطل لعبة رمي القرص والكرة الحديدية، لم تمنعه إعاقته الحركية من تسجيل أرقام مميزة ونيل العديد من المراكز المتقدمة في مختلف البطولات التي شارك فيها، وبحكم معرفتي به كونه زميلي في المنتخب فأنا أثني على ما يقدمه وأرى مستواه يتطور بشكل ملحوظ وأعتقد أننا سنراه ينافس على الصعيد العالمي في المستقبل القريب

ويكمل "عبد الحكيم" الحديث عن انتقاله للاختصاص في ألعاب القوى: «عام 2010 وبتشجيع من الاتحاد الرياضي العام قررت تغيير اختصاصي ودخولي مجال ألعاب القوى وتحديداً رمي القرص والكرة الحديدية والرمح، وبالفعل بدأت بالتدرّب على ممارستها وكانت أول مشاركة لي في بطولة الجمهورية في مدينة "بانياس" في ذات العام، وحققت المركز الأول في فئة الشباب، والمركز الرابع في فئة الرجال، وفي عام 2012 شاركت في بطولة الجمهورية لألعاب القوى في "دمشق" وحققت المركز الأول في فئة الشباب في رمي القرص ورمي الكرة الحديدية، في العام نفسه علمت أنه سوف يتم انتقاء منتخب الشباب للمشاركة في الدورة الآسيوية للشباب في "ماليزيا" والتي ستقام في عام 2013، وبالفعل تم اختياري لأمثل المنتخب لأول مرة ودعيت للمشاركة في معسكر تدريبي تمهيداً للبطولة، ومن خلال مشاركتي في البطولة حققت المركز الثالث وحصلت على الميدالية البرونزية في رمي القرص وكان أول إنجاز دولي وهو ما حفزني على الاستمرار، في عام 2015 أصبحت لاعباً في المنتخب السوري للرجال وشاركت في بطولة "فزاع" الدولية في "الإمارات" وحققت المركز الرابع وسجلت أرقاماً قياسية جديدة، في عام 2017 شاركت في بطولة "التضامن الإسلامي" في "أذربيجان" وحققت المركز الرابع، بعد ذلك تولى تدريبي الكابتن "مصعب عيشة" ومن خلال متابعته والخبرة التي يملكها كونه بطلاً سابقاً، تطوّر مستواي وتحسنت بشكل أكبر على مستوى اللياقة والأرقام المحققة، وشاركت عام 2018 في بطولة "الشارقة" الدولية في "الإمارات" وحققت الميدالية الذهبية، وكذلك في بطولة "فزاع" الدولية حيث حققت الميدالية البرونزية وحطمت رقماً قياسياً جديداً خاصاً بي، وأعمل حالياً للحصول على تأهيل لأولمبياد "طوكيو" المقررة عام 2020 بعد أن تُستأنف الأنشطة الرياضية التي توقفت بسبب فايروس "كورونا" كي أكمل مسيرتي وأحقق أرقاماً جديدة وأرفع اسم بلدي عالياً».

من إحدى البطولات

"مصعب عيشة" بطل "آسيا" والعرب، ومدرّب "عبد الحكيم"، وعنه قال: «هو من الأشخاص الذين يملكون إصراراً كبيراً لبلوغ هدفهم، يملك طموحاً كبيراً ومعنويات عالية تجعله يتجاوز جزئية أنه لاعب رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن أنه طالب جامعي ويخوض في مجالي الرياضة والدراسة معاً وهو ما يعتبر إنجازاً بحد ذاته، وكوني مدربه أرى أنه شخص ذكيّ يستوعب ما أمليه عليه أثناء التدريب بشكل سريع وهو ما يجعله يتطور بشكل ملحوظ، وقد حصد عدة ميداليات من مشاركاته في البطولات الخارجية واستطعنا معاً تحطيم الأرقام السورية والشخصية في لعبته رمي القرص والكرة الحديدية في الرياضات الخاصة - فئة إعاقة حركية -، وأعتقد أنه سوف يحقق المزيد من الإنجازات بعد عودة الأنشطة الرياضية المتوقفة حالياً، وسيكمل مسيرته الناجحة ويحصد العديد من الألقاب».

"علي أسعد" لاعب منتخب "سورية" للرجال لألعاب القوى -الرياضات الخاصة- قال: «"عبد الحكيم" لاعب مجتهد وطموح وهو بطل لعبة رمي القرص والكرة الحديدية، لم تمنعه إعاقته الحركية من تسجيل أرقام مميزة ونيل العديد من المراكز المتقدمة في مختلف البطولات التي شارك فيها، وبحكم معرفتي به كونه زميلي في المنتخب فأنا أثني على ما يقدمه وأرى مستواه يتطور بشكل ملحوظ وأعتقد أننا سنراه ينافس على الصعيد العالمي في المستقبل القريب».

أثناء رمي الكرة الحديدية

يذكر أنّ "عبد الحكيم البكر" من مواليد "درعا" عام 1993، مقيم في "دمشق".

المدرب مصعب عيشة