أحبّ رياضةَ رمي الكرة الحديدية فاختصّ بها وصقل موهبته وطوّر مستواه، شارك في العديد من البطولات المحلية والخارجية فأضحى بطلاً على الصعيد المحلي والآسيوي وحصد العديد من الجوائز، وانتقل إلى عالم التدريب فنقل إبداعه وخبرته ولمع نجمه بما حققه برفقة لاعبيه من إنجازات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 شباط 2020 الكابتن "مصعب عيشة" مدرب المنتخب الوطني للرياضات الخاصة -ألعاب القوى- ليحدثنا عن مسيرته الرياضية الحافلة بالإنجازات، حيث قال: «دخلت عالم الرياضة من خلال ألعاب القوى باختصاص رمي الكرة الحديدية في عام 2006 أثناء دراستي للمرحلة الثانوية من خلال مشاركتي ببطولة مدارس "حلب"، وكان ذلك بتشجيع من مدرّس مادّة الرياضة في مدرستي فهو من اختار لي هذه الرياضة بحكم البنية الجسمانية التي أتمتع بها ودربني عليها حيث كنت في الصف العاشر الثانوي وتفوقت في البطولة على مستوى جميع المدارس بفارق كبير، وهذا ما دفع المسؤولين عن البطولة آنذاك للاهتمام بي وتقديم الدعم لي لكي أتدرب وأستمر في ممارسة هذه الرياضة من أجل تأهيلي لتمثيل المنتخب الوطني في البطولات المحلية والخارجية، وبالفعل أحببت هذا النوع من الرياضة وعملت على تطوير نفسي فيها من خلال التدريب المستمر، أما عن مشاركاتي في البطولات على مستوى "سورية"، في صيف عام 2006 كنت في مرحلة الأشبال حيث شاركت في بطولة محلية وحطمت رقمَ "سورية" للأشبال، ودفعتني النتيجة التي حققتها للمتابعة، وفي عام 2007 شاركت في بطولة "اختبار للمنتخب الوطني للناشئين" في "دمشق" وحققت رقم 16.38 متراً في رمي الكرة، وعلى إثر هذه النتيجة تم إرسالي في معسكر إلى "مصر" للتحضير للبطولة العربية التي استضافتها "دمشق" في ذات العام وحققت الميدالية البرونزية».

الكابتن "مصعب" ساهم بشكل كبير في تطوير مستواي الذي كان ثابتاً طوال خمس سنوات بسبب عدم قدرة المدربين الذين تناوبوا على تدريبي على تطوير مستواي كوني أعاني من إعاقة حركية، وبحكم خبرته الطويلة التي اكتسبها على مدى سنوات عديدة من ممارسته لرياضة رمي الكرة الحديدية، وخلال مدة قصيرة من توليه تدريبي لاحظت الفرق في مستواي، حيث هيأني لكسر الرقم الخاص بي وتطورت بشكل ملحوظ حتى تمكنت من المشاركة في بطولة "دبي" وحققت الميدالية الذهبية، وطبعاً الفضل الأول يعود للكابتن "مصعب" الذي يقدم لنا من خبرته الكثير لكي نستمر ونتطور ونحقق مراكز متقدمة في الاستحقاقات القادمة التي سنشارك فيها

ويكمل "عيشة" في الحديث عن البطولات التي شارك بها، قال: «بعد تحقيق هذا الإنجاز أصبحت لاعباً في المنتخب الوطني، وفي عام 2008 شاركت في "البطولة العربية للشباب" التي أقيمت في "تونس" وحصلت أيضاً على الميدالية البرونزية، وفي العام نفسه شاركت في بطولة "آسيا" للشباب والتي أقيمت في "إندونيسيا" وحصلت على المركز الرابع مع أنني كنت آنذاك في فئة الناشئين، كما أنني شاركت في بطولة "المدارس العربية للثانوي" والتي أقيمت في "الأردن" وحصلت على الميدالية الفضية، وبعد هذه المشاركات عدت وحطمت الرقم السوري الذي كان يبلغ 14 متراً وأصبح مسجلاً بإسمي وهو 17.72 متراً، وفي عام 2010 شاركت ببطولة "آسيا" للشباب التي أقيمت في "فييتنام" وحصلت على الميدالية الفضية، وفي "البطولة العربية للشباب" التي أقيمت في "مصر" وأيضاً حصلت فيها على الميدالية الفضية، وفي العام نفسه دُعيت إلى ملتقى حمل اسم "نجوم آسيا للرجال" على اعتبار أنني بطل "آسيا" لفئة الشباب والتي أقيمت في "الهند" وحصلت على المركز الرابع مع العلم أنني كنت بفئة الشباب، انقطعت عن التدريب والمشاركات حتى عام 2015 بسبب التحاقي بالخدمة العسكرية وتوقّف النشاطات الرياضية والمعسكرات بسبب الأزمة التي يعيشها البلد، وفي عام 2015 فرّغني الاتحاد الرياضي العام وعدت للتدرب وتدربت لمدة ثلاثة أشهر وشاركت ببطولة الجمهورية فحصلت على المركز الأول، في عام 2016 شاركت في بطولة "الدورة الآسيوية الشاطئية" والتي أقيمت في "فييتنام" وحققت المركز الرابع، وفي عام 2018 شاركت في "الملتقى الدولي" في "كازاخستان" والذي أقيم بمشاركة 40 دولة منهم "سورية" وحصلت على الميدالية الذهبية وحطمت الرقم السوري».

أثناء المشاركة في الدورة الآسيوية الشاطئية

بالحديث عن دخوله عالم التدريب وأسباب ذلك، يكمل "عيشة": «قررت اعتزال اللعب واتجهت إلى التدريب بسبب الصعوبات التي تتعلق بالأزمة الراهنة التي يمر بها البلد، فضلاً عن عدم تقديم الدعم اللازم لي لأستمر في التدرب كلاعب والمشاركة في البطولات، وشجعتني الخبرة التي اكتسبتها على مدى 15 عاماً على اتخاذ هذا القرار، واتجهت لتدريب الرياضات الخاصة للّاعبين الذين يعانون من إعاقة حركية أو بصرية، وذلك لأنهم حالة خاصة ومميزة في عالم الرياضة ويحققون إنجازات يصعب على الأسوياء أحياناً تحقيقها، وبدأت بتدريب لاعبين اثنين من ذوي الإعاقة أحدهم مكفوف والثاني يعاني من إعاقة حركية، وعملت على تطوير مستواهم الثابت بسبب عدم تمكّن المدربين الذين كانوا يشرفون عليهم من ذلك، وعلى مدى أربعة أشهر تطوّر مستواهم وكسروا الأرقام التي كانوا يحققونها، وشاركوا في عدة بطولات محلية وخارجية وحققوا ميداليات ذهبية وإنجازات على مستوى الأرقام السورية في الرياضات الخاصة، وهو الشيء الذي أفخر به وأسعى دائماً لتطويره والاستمرار بتقديم الدعم للشباب لكي نرفع علم الوطن عالياً في كافة المحافل العربية والدولية».

"علي أسعد" لاعب المنتخب الوطني للرياضات الخاصة -ألعاب القوى-، قال: «أعتقد أنّ الكابتن "مصعب" يمتلك قدرات وإمكانيات يتفوق بها على بقية المدربين كونه بطل لعبة رمي الكرة الحديدية وهو مختص فيها وذو باع طويل بها، وهذا ما ساعده في نقل خبرته كلاعب إلى خبرته كمدرب، ولأنّي مكفوفٌ فقد ساعدني بحكم خبرته الطويلة على تطوير المستوى الخاص بي ما أهلني للمشاركة في عدة بطولات خارجية حققت من خلالها ميداليات ذهبية وإنجازات على مستوى الأرقام السورية بالنسبة للاعبي الرياضات الخاصة، وهو صاحب الفضل الأكبر في النقلة النوعية التي حققتها في عالم الرياضة حيث ساعدني في التأهل لبطولة العالم في عام 2019 وحصولي على مركز متقدم فيها الثامن على مستوى العالم، وكذلك تأهلي لأولمبياد "طوكيو" الذي سيقام خلال هذا العام».

من تكريم الاتحاد الرياضي العام

"عبد الحكيم البكر" لاعب المنتخب الوطني للرياضات الخاصة -ألعاب القوى-، قال: «الكابتن "مصعب" ساهم بشكل كبير في تطوير مستواي الذي كان ثابتاً طوال خمس سنوات بسبب عدم قدرة المدربين الذين تناوبوا على تدريبي على تطوير مستواي كوني أعاني من إعاقة حركية، وبحكم خبرته الطويلة التي اكتسبها على مدى سنوات عديدة من ممارسته لرياضة رمي الكرة الحديدية، وخلال مدة قصيرة من توليه تدريبي لاحظت الفرق في مستواي، حيث هيأني لكسر الرقم الخاص بي وتطورت بشكل ملحوظ حتى تمكنت من المشاركة في بطولة "دبي" وحققت الميدالية الذهبية، وطبعاً الفضل الأول يعود للكابتن "مصعب" الذي يقدم لنا من خبرته الكثير لكي نستمر ونتطور ونحقق مراكز متقدمة في الاستحقاقات القادمة التي سنشارك فيها».

يذكر أنّ "مصعب عيشة" من مواليد "حلب" عام 1991 مقيم في "دمشق".

مع اللاعب المكفوف علي أسعد