خلال سنواتٍ قليلةٍ من عمله كمدرِّبٍ للاعبي الرياضات الخاصة، استطاع إثبات حضوره ونجاحه معهم، من خلال الألقاب التي نالوها في البطولات الآسيوية والدولية وعلى مستوى بطولات العالم، سبقها تميزه كبطلٍ للجمهورية وللعرب كلاعبٍ في رياضة رفع الأثقال.

مدوّنةُ وطن "eSyria" الحاضنة للتميز والمتميزين تواصلت بتاريخ 10كانون الثاني 2019 مع "فادي فحام" اللاعب والمدرب الرياضي من أجل الإضاءة على شخصيته والتعرف عليها، بدايةً عرَّفنا عن نشأته فقال:« ولادتي كانت في مدينة التاريخ والحضارة "دمشق" في أحد أحيائها القديمة تاريخياً وهو حي "الميدان"، توقفت لظروفٍ خاصة عن متابعة دراستي خلال المرحلة الثانوية، وكانت اهتماماتي في تلك الفترة تتجه نحو الرياضة التي أحببتها منذ صغري وهي كرة السلة».

ولادتي كانت في مدينة التاريخ والحضارة "دمشق" في أحد أحيائها القديمة تاريخياً وهو حي "الميدان"، توقفت لظروفٍ خاصة عن متابعة دراستي خلال المرحلة الثانوية، وكانت اهتماماتي في تلك الفترة تتجه نحو الرياضة التي أحببتها منذ صغري وهي كرة السلة

عن بداية مسيرته الرياضية والألقاب التي حصدها لاحقاً تابع قائلاً: «انتسبت لصفوف نادي "المحافظة" في عام 1994 ومارست كرة السلة فيه، لكن بعد فترةٍ قصيرة انتقلت لممارسة رياضة رفع الأثقال بتشجيعٍ من أصدقائي في الحي، الذين كانوا يلعبون ضمن صفوف النادي ومنهم "ماهر قربي" الذي أصبح فيما بعد بطلاً للعرب وحالياً مدرِّباً للمنتخب الوطني، وكان أخوه المدرِّب "محمد كمال قربي" أوّل من أشرف على تدريبي واكتشف مقدراتي فيها، في ذات العام حصلت على أول ألقابي في بطولة الجمهورية لفئة الناشئين ولعامين متتاليين، تكرر إنجازي ذاته في العام 1997 ولعامٍ تلاه ولكن هذه المرة كان ضمن فئة الشباب، مواظبتي على التدرُّب كان هدفها المحافظة على سلسلة إنجازاتي السابقة وتحقيق الأفضل لاحقاً وهذا ما نجحت في تحقيقه، حيث نلت بطولة فئة الرجال بوزن 77 kg عامي 2001- 2002، لأنتقل بعدها للمشاركات الخارجية ضمن صفوف المنتخب الوطني، محرزاً بطولة العرب في فئة وزني خلال البطولة التي أقيمت حينها في "الأردن" وذلك سنة 2002، وقد استطعت الحفاظ على لقبي في العام الذي تلاه خلال ذات البطولة ولكن في "سورية" هذه المرة، أيضاً مثَّلت ناديَّ الأم عامي 2005-2006 ضمن بطولة الأندية العربية وكان اللقب من نصيبي فيها».

المدرب فادي فحام

مرحلة العمل اللاحقة كمدرِّبٍ عنها يقول: «بعد عشرين عاماً من ممارسة رياضة رفع الأثقال كلاعب والخبرة الكبيرة التي امتلكتها فيها، كان لا بدّ من إعطائها للاعبي الأجيال التي جاءت بعدنا، وأول مشاركاتي كمدرِّبٍ كانت خلال مسابقات "الأولمبياد الخاص السوري" الأول الذي جرى في مدينة "دمشق" حينها، هنا بدأت علاقتي مع تدريب لاعبي الرياضات الخاصة من أصحاب العزيمة والإرادة، العمل معهم كان وما يزال له متعة خاصة به، وواجبي كمدرِّب لهم لا يقتصر على الجانب الفنِّي فقط، بل إنَّ الجانب النفسي هو الأهم في تحقيق النتيجة الأكبر، مشاركتي الأولى خارجياً كانت في عام 2015 ضمن بطولة "فزاع" الدولية السادسة لرفع القوة لذوي الإعاقة بحسب ما كانت تسميتها آنذاك، بعد عامٍ واحد كانت فرحتي الأولى والعارمة من خلال حصول لاعبتيَّ "نورا بدور" و"رشا الشيخ" على الميدالية الفضية في تصنيفهما ضمن منافسات بطولة كأس العالم التي أقيمت وقتها في "ماليزيا"، العام 2018 كان مليئاً بإنجازات أبطال الرياضات الخاصة الذين توليت تدريبهم، فقد نالت اللاعبة "فاطمة الحسن" المركز الثاني وميداليته الفضية في منافسات دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية بالإضافة لزميلتها "نورا بدور"، والأخيرة حققت اللقب الأغلى بعد ذلك بحصدها الميدالية الذهبية في بطولة "فزاع" الدولية لأصحاب الهمم التي جرت في مدينة "دبي"، لتعود وتكرر تألقها ببطولة العالم عام 2019 في جمهورية "كازاخستان" وتكون الميدالية البرونزية من نصيبها، أيضاً كان للاعبين الشباب من أبطالنا الذين توليت تدريبهم إنجازات كثيرة كان آخرها خلال المشاركة في بطولة غرب "آسيا" التي جرت منافساتها في "الأردن" خلال العام الفائت وقد حصد فيها اللاعب "علاء اليوسف" ميداليةً برونزيةً إضافةً لزميله "شادي عيسى" صاحب الميدالية الفضية، وما زلت مستمراً مع هؤلاء الأبطال وكلِّي أمل في تحقيق المزيد من التميز معهم لرياضاتنا الخاصة».

"نورا بدور" إحدى البطلات الرياضيات التي أشرف على تدريبهن عنه تقول: «منذ خمس سنوات بدأت التدرَّب على يديه وقد كان لوجوده دورٌ كبيرٌ لنا كلاعبين ضمن المنتخب الوطني للرياضات الخاصة، من حيث البرامج التدريبية التي كان يضعها باحترافية عالية، وكذلك من خلال طريقة الدعم النفسي الذي كان يمدنا به وخاصةً قبل وأثناء مشاركتنا في البطولات التي خضناها برفقته، بالنسبة لي هو بمثابة الأخ والصديق قبل كونه مدرّبي، عشت معه ذكرياتٍ جميلةً لن أنساها إن كان خلال منافسات بطولة كأس العالم التي أقيمت حينها في "أندونيسيا" عام 2016 وبعدها خلال أولمبياد "ريو دي جانيرو"، والبطولة الأخيرة في "كازاخستان" العام الماضي ونلت فيها الميدالية البرونزية، تشجيعه ودعمه كان لهما الدور الأكبر فيما حققته من نتائج في البطولتين، هو يعمل بأسلوبٍ تدريبيٍ رائع ما يسهم بتطور اللاعب بشكلٍ أكيد».

جانب من شهادات التكريم عن مشاركاته في البطولات الدولية

اللاعب "علاء اليوسف" عضو المنتخب الوطني للرياضات الخاصة وأحد أبطاله يقول: «أهم ما يميز المدرِّب "فادي فحام" هو السمة الإنسانية التي يتحلى بها، ونحن كلاعبين لمسنا ذلك من خلال تعامله الأخوي معنا، إضافة لما قدَّمه خلال المعسكرات التدريبية من تفانٍ في عطائه لنا، فقد كان يعمل أكثر من اثنتي عشرة ساعةً متواصلة بلا كلل وملل من أجل الوصول بنا إلى المستوى الذي كان يرسمه لنا، عدا عن تواصله الدائم معي ومع زملائي خارج أوقات التدريب من أجل الاطمئنان على ثبات نتائجنا وتطورها، بالنسبة لي كان صاحب الفضل في اكتشاف موهبتي وتعزيز إمكاناتي وتطويرها لأصل لما أنا عليه الآن، هو أخٌ للاعب يسمع همومه ويحاول تقديم ما بوسعه من أجل مساعدته، وقد قدَّم الكثير وما زال للرياضات الخاصة في "سورية" التي تألقت كونه أحد مدرِّبيها المتميزين».

أخيراً نذكِّر بأنَّ "فادي فحام" من مواليد "دمشق" عام 1981 متزوجٌ ولديه ابن وابنة، وما زال يعمل مدرِّباً لرفع الأثقال في نادي "المحافظة"، وهو عضو في المكتب التنفيذي لـ"الاتحاد العربي السوري للرياضات الخاصة".

مع اللاعبة نورا بدور بعد فوزها بالميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم