عشق الفروسية مذ كان طفلاً في السابعة من عمره، وبعد أن أنهى دراسة الحقوق، قرر متابعتها بكل ما يتعلق بها بشغف واحتراف، وتفرغ لها ليصبح فارساً ومدرباً تشهد له الميادين الواسعة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 6 تشرين الثاني 2019 التقت الفارس "سفيان رشي عمر" ليحدثنا عن دراسته وشغفه للفروسية قائلاَ: «نشأت في عائلة مكونة من خمس بنات، وثلاثة شباب، وكان حلمي أن أكون فارساً لكن الظروف لم تساعدني لأمتلك فرساً، درست الحقوق نزولاً عند رغبة أهلي، ولكنها لم تبعدني عن عشقي للفروسية، ففي عام 2009 بدأت التدريب على ركوب الخيل في نادي "الجمني" في "يعفور" على يد المدرب "مؤيد الجاموس"، ومعه بدأ الحلم».

بدأ التدريب في النادي في عام 2009 فهو شاب يحب رياضته، ويهتم بأدق تفاصيلها، تعلم بسرعة وامتلك كاريزما جميلة في التعامل مع الناس، وقد أنهى تدريبه عندي وأصبح فارساً بأعلى مستوى، ويكمل طموحه الذي لا يعرف الحدود

وعن تعلمه الفروسية يحدثنا قائلاً: «كنت متابعاً لمعرفة كل ما يتعلق بالخيل، فذلك ركن أساسي للفروسية ويجب معرفة (مشيات) الخيل الأربع كالمشي والخبب والطراد والغالوب، ومعرفة طبائعها؛ فمنها المرح والخائف والصعب، وتطبيع الخيل لتسهيل التعامل معها سواء بالركوب أو السياسة والتركيز على شخصية الحصان وتعليمه رويداً رويداً بعد تكرار العملية من خلال مراقبة ردة فعله وجمعها وتطبيقها على كامل الخيل، ومعرفة إذا كان هناك حالات استثنائية أو تبدي ردة فعل مغايرة، وهناك مناهج تدرس في أوروبا وأمريكا بشكل رسمي، لكن سياسة الخيل والفروسية هي المعايشة بالدرجة الأولى، فأنا أقضي وقتي مع الخيل وأتركها فقط في أوقات استراحتي وطعامي، لذلك يعتبر التدريس مجرد سبر معلومات وتطبيقها يحتاج لإحساس عالٍ أكثر من حفظ بازلتي، فالعلم يأتي بالبحث والتدقيق والسؤال والاستنتاج، والمراقبة والخبرة في علاج معظم الأمراض التي تصيب الخيل، والقدرة على نصب المسالك وقفز الحواجز وتدريب الخيل في الدريساج -وهي كلمة فرنسية معناها الترويض- ومختلفة عن ترويض الخيل منذ صغره، وتطبيع وعسف الأمهار وتغذية الخيل لتحصل على كتلة عضلية وجعل جسمها أكثر مرونة».

الكوتش مؤيد جاموس

وعن سفره إلى "الإمارات" قال: «بدأت التدريب في "الإمارات" منذ سبعة أشهر في النادي الملكي، وأدرب الشريحة العمرية من أربعة أعوام وحتى أربعين عاماً، لكنني أواجه بعض الصعوبات في إيصال الفكرة المراد تطبيقها، ورغم ذلك لا أحتاج وقتاً لبناء فرسان قادرين على المشاركة بالقفز، فهنا كل الإمكانيات متوافرة، ومع المتابعة تسهل الصعوبات».

وعن رأيه بجمهور الفروسية، يضيف: «إنّ الإقبال على هذه الرياضة قليل، وله جمهوره الخاص مقارنة بجمهور كرة القدم، وذلك بسبب عدم التسويق إعلامياً لهذه الرياضة، لكنه يبقى حاضراً في الدورات الكبرى بقوة، وهدفه الدائم زرع المحبة لهذه الرياضة النبيلة، وتدريب الفرسان السوريين للوصول الدائم إلى المحافل الدولية».

الفارس سفيان عمر

المتدربة "هديل أحمد" تحدثت عن المدرب "سفيان" قائلةً: «بدأت بعمر الست سنوات في نادي "الديماس" بمحاولات لركوب الخيل، ولكني أصبت بفوبيا، وكانت العودة صعبة لممارسة هذه الرياضة، لذلك انقطعت فترة طويلة حتى عام 2016 عندما قررت كسر الخوف والعودة للتدريب لأني أعشق الفروسية، ومن حسن حظي فرصة الوجود في "الشوف" بـ"لبنان " لمدة خمسة شهور حيث كنت أتدرب فيها على ركوب الخيل بفضل المدرب "سفيان" الذي ساعدني على ذلك، والمعلومات التي زودني بها أغنت تجربتي ودعمتني، وزادت ثقتي بنفسي، ودفعني المدرب للتدريب أكثر بتفانيه وحماسه وإيمانه على كسر هذا الخوف، وله الفضل في عودة الشغف لهذه الرياضة، إنه عاشق للخيل حيث كان يرافقها داخل وخارج ساحات التدريب، وهو يشبه الخيل في أصالتها وإرادته قوية، ويؤمن بشكل مطلق بنفسه، ويساعد الجميع على تحقيق الطموح، وأنا واحدة منهم».

المدرب "مؤيد جاموس" قال عنه: «بدأ التدريب في النادي في عام 2009 فهو شاب يحب رياضته، ويهتم بأدق تفاصيلها، تعلم بسرعة وامتلك كاريزما جميلة في التعامل مع الناس، وقد أنهى تدريبه عندي وأصبح فارساً بأعلى مستوى، ويكمل طموحه الذي لا يعرف الحدود».

المتدربة هديل أحمد

يذكر أنّ "سفيان عمر" من مواليد "دمشق" 1990، درس في جامعة "الفرات"، وتخرج من كلية الحقوق عام 2016.