جعل من الرياضة أسلوبَ حياة، وسعى لتطوير نفسه في عالم الرياضات الفردية بالتعب والتدريب المستمر، فاختصَّ في رياضة "المواي تاي" وتألق بها وشارك في عدة بطولات محلية وخارجية حاصداً الذهب في بطولة العالم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 كانون الأول 2019 البطل "يامن حجيرة" لاعب منتخب "سورية" في رياضة "المواي تاي" ليحدثنا عنها وعن مسيرته الرياضية والبطولات التي شارك فيها، حيث قال: «كانت الرياضة بالنسبة لي مجرد نشاط وهواية منذ الصغر، وكنت أمارسها خلال فترات متقطعة في فصل الصيف، وفي عام 2007 دخلت عالم الرياضة بشكل فعلي وانتسبت إلى نادي "الشرطة" للملاكمة، وواظبت على التدريب بشكل مستمر وعملت على تطوير نفسي، ولم أشارك في بطولات للملاكمة، بعد ذلك تركت الملاكمة واختصيت في رياضة "الكيك بوكسينغ" ومارستها لمدة ثلاث سنوات ما بين عامي 2012 و2015 حيث شاركت في عام 2012 ببطولة "دمشق" وحصلت على بطولة الجمهورية، وبعد ذلك جرى انتقاء لاعبي المنتخب الوطني وأصبحت أحد أفراده، وخضت بعد انضمامي للمنتخب الوطني عدة بطولات خارجية منها بطولة "آسيا المفتوحة" وبطولة "آسيا للصالات المغلقة" وبطولة "آسيا" كلها في "الكيك بوكسينغ"، ومن خلال السفر مع بعثة المنتخب تعرفت إلى نوع جديد من فروع هذه الرياضة اسمه "المواي تاي" وشاركت في إحدى بطولاته بعد فترة قصيرة من اطلاعي على ماهيته وكان ذلك في عام 2014 وخسرت المنافسة، ما دفعني للاطلاع عليها بشكل أكبر وزيادة تركيزي في التدريب، واختصيت فيها لاحقاً، "المواي تاي" عالم آخر من الرياضة وهي أهم رياضة قتالية فردية لأنّ اللاعب يستخدم فيها الركل واللكم والضرب بالكوع والضرب بالركبة والمسك والرمي، ويجب أن يتمتع اللاعب فيها بقوة ولياقة جسدية عالية وذكاء حاد وردة فعل سريعة على تحركات وردّات فعل الخصم، وقد أحببت هذا النوع من القتال بشكل كبير لذلك توجهت إلى "تايلاند" للتدرب عليه لأنّها مهد هذه الرياضة، وأقمت معسكراً مغلقاً فيها لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك شاركت ببطولة "كأس العالم" في "المواي تاي" وحصدت المركز الثالث، وشاركت أيضاً فيما بعد ببطولة العرب وحصلت على المركز الثالث أيضاً، وفي عام 2018 تلقيت دعوة للمشاركة ببطولة "كأس العالم للأندية" وحصلت على المركز الثاني ونلت الميدالية الفضية».

الكابتن "يامن" بطل كبير من أبطال "سورية" وهو صاحب بنية قوية وأخلاق رياضية عالية وداعم للرياضيين، حقق إنجازات كبيرة على المستوى الداخلي كبطولات الجمهورية وكان مميزاً بين اللاعبين الذين شاركوا وحققوا مراكز متقدمة، فضلاً عن أنه حقق إنجازات مهمة أيضاً على صعيد البطولات الخارجية حيث حصد الكأس والميدالية الذهبية ورفع علم الوطن في "بانكوك"، وكرياضيين نتوقع له الذهب في أي بطولة ستقام سواء بطولة عالم أو أولمبياد أو غيرها، ونتمنى أن يقدم له الدعم الكافي لأننا نؤمن بأن لديه المزيد ليقدمه ولأنه يستحق أن يصل إلى القمة

ويكمل "حجيرة" الحديث عن مسيرته والصعوبات التي واجهته حيث يقول: «بعد انتهاء مشاركتي في بطولة "كأس العالم للأندية" في عام 2018 أقمت برنامجاً تدريبياً داخلياً لمدة ستة أشهر تضمّن تمارين الملاكمة وتمارين تقوية عامة تحت إشراف طبيب رياضي مختص، سافرت بعدها إلى "تايلاند" والتحقت بمعسكر تدريبي لمدة شهر ونصف الشهر وشاركت بعدها ببطولة "كأس العالم للأندية" في العاصمة التايلاندية "بانكوك" لعام 2019 وحصدت المركز الأول حيث حصلت على كأس وميدالية ذهبية وهذا كان أهم إنجاز لي، أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتني خلال مسيرتي الرياضية فكان أبرزها قلة الدعم الموجه للرياضات الفردية التي غالباً ما يعود أبطالها من المسابقات بمراكز متقدمة وميداليات وتتويج مقارنةً بالرياضات الجماعية التي تعدّ نتائجها أقل إيجابية بكثير ولا تحقق في الغالب المرجو منها، فضلاً عن الجانب المادي الذي يتعلق بالمعسكرات التدريبية الخارجية والتي أقوم بدفع نفقات السفر لإقامتها من حسابي الشخصي، بشكل عام مشاركاتي المتعددة في البطولات والمراكز المتقدمة التي حصدتها أعطتني دافعاً كبيراً لأستمر في ممارسة هذه الرياضة، وأصبحت المسؤولية تكبر يوماً بعد يوم، حققت نتائج إيجابية جيدة وطموحي كبير ولا سقف له وأرغب بتحقق المزيد أيضاً، وخلال مسيرتي حصلت على شهادات مدرب من "تايلند" وهدفي أن أشكل فريقاً مختصاً بهذه الرياضة لنعمل معاً على التعريف بها وتطويرها ولنرفع علم الوطن في جميع دول العالم».

على الحلبة من إحدى المواجهات

"أمجد حشمة" لاعب منتخب "سورية" في رياضة "الكيك بوكسينغ" قال: «البطل "يامن" من الأبطال السوريين المخضرمين الذين ترفع لهم القبعة، فهو إنسان محبوب من قبل الرياضيين السوريين كما أنه ذو خلق عالٍ جداً، ويواظب على مساعدة الرياضيين بحكم خبرته بشكل مستمر، أما من الجانب الرياضي فهو ملتزم جداً ومثابر على التمرين فالرياضة من أساسيات حياته، وبحكم ذلك أثبت وجوده وترك بصمة كبطل محلي وآسيوي وعالمي من خلال المراكز المتقدمة التي حققها في البطولات التي شارك بها، خاصة البطولة الأخيرة التي حقق فيها المركز الأول وحصد الذهب، وتعدُ إنجازاته المتحققة ثمرة لتعبه وجهده المبذول على الرغم من أنه لم يُكافَئ بما يستحقه مقارنة مع الإنجازات والنتائح الإيجابية التي حققها، وبالنسبة لي شخصياً فقد قدم لي المساعدة الرياضية في الكثير من الأوقات وجَنيتُ فائدة كبيرة مما تلقيته منه، أعتقد أنه سيحقق مراكز متقدمة في أي بطولة قريبة سيشارك بها وسيستمر في رفع علم الوطن عالياً».

"علي حافظ" لاعب منتخب "سورية" في رياضة "المواي تاي" قال: «الكابتن "يامن" بطل كبير من أبطال "سورية" وهو صاحب بنية قوية وأخلاق رياضية عالية وداعم للرياضيين، حقق إنجازات كبيرة على المستوى الداخلي كبطولات الجمهورية وكان مميزاً بين اللاعبين الذين شاركوا وحققوا مراكز متقدمة، فضلاً عن أنه حقق إنجازات مهمة أيضاً على صعيد البطولات الخارجية حيث حصد الكأس والميدالية الذهبية ورفع علم الوطن في "بانكوك"، وكرياضيين نتوقع له الذهب في أي بطولة ستقام سواء بطولة عالم أو أولمبياد أو غيرها، ونتمنى أن يقدم له الدعم الكافي لأننا نؤمن بأن لديه المزيد ليقدمه ولأنه يستحق أن يصل إلى القمة».

رفع العلم السوري في تايلاند

يذكر أنّ "يامن حجيرة" من مواليد "دمشق" عام 1984.