بإرادة من فولاذ وحب للرياضة ورغبة بتحقيق إنجاز بطولي آخر، تمكّن اللاعب الرياضي "فراس شيحه" من التغلب على إصابته؛ رافعاً شعار (الحياة تستمر لمن يتمتع بالإرادة والعزيمة والصبر)، فاستطاع أن يحقق إنجازات بالرياضات الخاصة على مستوى الجمهورية.

وعن بداياته بممارسة الرياضة، قال الرياضي "فراس شيحه" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13 نيسان 2019: «بدأت ممارسة الرياضة منذ دخولي المدرسة، فمارست كرتي الطائرة والطاولة، وشاركت ببطولة المدارس، ثم التحقت بنادي "النصر" ولعبت الكاراتيه، لأنتسب بعدها إلى نادي "الشرطة" كملاكم.

ممارستي للرياضة نابعة من محبتي الشخصية لها والمتعة التي أشعر بها، فهي جزء لا يتجزأ من حياتي، ولم توقفني إصابتي عن الممارسة على الرغم من الفترات الصعبة التي مررت بها، والألم الذي لازمني لسنتين

وعند التحاقي بالكلية الحربية شاركت بعدة رياضات منها جري مسافات قصيرة ولعبة الحواجز العسكرية؛ وهو ما كوّن لدي قوة بدنية وجسدية ساعدتني على تحقيق إنجازات على مستوى "سورية"».

فوزه بإحدى البطولات

وعن إصابته وكيف استطاع التغلب عليها وتحقيق إنجازات رياضية، قال: «تعرضت إلى إصابة بقدمي عام 2012 أثناء تأديتي لواجبي الوطني في الجيش العربي السوري، وبعد 9 أشهر من العلاج تم بتر ساقي، وكان ولادة جديدة لحياة جديدة بالنسبة لي، فكان علي اكتشاف العالم من جديد لكن بطرائق مختلفة غير التي اعتدتها، وأنا أب لثلاثة أطفال يجب علي أن أكون قدوتهم بأول امتحان تمتحني فيه الحياة، فبدأت ممارسة الرياضة الخفيفة في غرفتي لأستعيد جزءاً من قوتي، وبالإيمان والصبر يستطيع الإنسان أن يتفوق على إصابته، وبعد مرحلة علاج دامت سنتين دخلت خلالهما غرفة العمليات 45 مرة وتعرضت للتخدير العام، خرجت أقوى من قبل، وذلك كله بفضل التشجيع من عائلتي، وبالعزيمة والصبر وصلت إلى ما أنا عليه الآن. تم تركيب طرف اصطناعي للساق المبتورة، وحينئذٍ تمت دعوتي للتعرف إلى معهد التأهيل المهني للمعوقين، وتعرفت إلى الكابتن "أحمد عطايا" مدرب الرياضات الخاصة، وشجعني على ممارسة الرياضة، فبدأت التردد إلى الصالة الرياضية، وكنت أستعمل الكرسي المتحرك لأول مرة ومضرب الريشة، وفي أول سنة شاركت ببطولة الجمهورية عام 2017، وحصلت على المرتبة الثانية، وعام 2018 حصلت على بطولة الجمهورية بالريشة الطائرة على الكراسي تصنيف "2" لمن يكون جذعه سليماً وإصابته أقل، وهذه السنة حافظت على اللقب».

وأضاف: «ممارستي للرياضة نابعة من محبتي الشخصية لها والمتعة التي أشعر بها، فهي جزء لا يتجزأ من حياتي، ولم توقفني إصابتي عن الممارسة على الرغم من الفترات الصعبة التي مررت بها، والألم الذي لازمني لسنتين».

بطولة الجمهورية

وعن المشاركات التي سبقت حصوله على لقب بطولة الجمهورية بالريشة الطائرة، قال: «شاركت بألعاب القوى البدنية رفع الأثقال، فحصلت على بطولة الجمهورية لعام 2017 بوزن 97كغ بعد تدريب متقطع وقصير، شاركت كفريق ببطولة كرة الطائرة من الجلوس لعامي 2017-2018 وحصلنا على المركز الأولى ببطولة الجمهورية. كذلك شاركت ببطولة السباحة لعامي 2017-2018، وحصلت على المركز الثاني من دون تدريب».

وعن الصعوبات التي تواجههم في الرياضات الخاصة، قال: «السنة الماضية أقيمت لعبتي تمايز لاختيار لاعب يمثّل منتخب "سورية" لترشيحه للمشاركات الدولية، وفزت، لكن لسبب ما، ولا أعرف ما هو، لم أشارك بالبطولة التي أقيمت مؤخراً في "الإمارات"، ونأمل الاهتمام من قبل الاتحاد العام الرياضي، وتدريبنا ضمن معسكرات داخلية وخارجية، فأنا أحب لعبة الريشة الطائرة أكثر من باقي الألعاب، وأطمح إلى تمثيل بلدي في الخارج، وأتمنى أن نلقى الدعم والاهتمام من قبل الاتحاد الرياضي العام وغيره. هناك الكثير من الصعوبات التي تعترضنا، منها عدم توفر مواصلات لتقلنا إلى مكان التدريب أو حتى بدل مواصلات، وعدم توفر الدعم للمستلزمات الرياضية من لباس وغيره، وكل مشاركاتنا على نفقتنا الخاصة، ونأمل بافتتاح نادٍ يحتضن هذه الشريحة التي تملك بنية جسدية ونفسية ومؤهلات لتمثيل البلد في الخارج».

شهادة بطولة الجمهورية بألعاب القوى

الرياضية "هيفاء منصور" المتابعة لألعاب الرياضي "شيحه"، قالت عنه: «تعرّفت إليه في إحدى المباريات الرياضية، على الرغم من أنه كان حديث الإصابة، إلا أنه كان مبتسماً طوال الوقت، ويتعامل مع الشباب كأخ كبير من منطلق تجربته مع الإصابة، فهو قدوة لكل شخص، ويتمتع بإرادة التعايش الإيجابي مع حالته الجديدة. على الرغم من الظروف الصعبة التي مرّ بها، إلا أنه استطاع أن يهزم الإصابة، ومازال على رأس عمله، ويعطي بكل قوة وهمة.

واستطاع أن يثبت نفسه خلال مدة قصيرة وبجدارة، عالية، حيث حقق العديد من الإنجازات الرياضية، فهو بطل جمهورية بألعاب القوة البدنية والسباحة وكرة الطائرة، ومؤخراً بطل جمهورية لثلاث سنوات على التوالي بلعبة الريشة الطائرة بتصنيف "2". جميعنا نتوقع له الأفضل؛ فهو مواظب على التمارين وملتزم بتعليمات المدربين، ويعمل باستمرار على تنمية مهاراته البدنية؛ فهو لا يعرف المستحيل، ويطمح إلى العالمية».

يذكر، أن "فراس شيحه" من مواليد "دمشق"، عام 1976.