الرياضة حياة، كلامٌ لم يطلق جزافاً؛ هي حقيقة علمية تم إثباتها من قبل المختصين لما لها من انعكاسات إيجابية على صحة الإنسان العقلية، والبدنية، والأخلاقية، لذلك كان لا بد من إدراجها ضمن المناهج التربوية لتدرّس إلى جانب المواد الأساسية.

ولمعرفة المزيد عن واقع الرياضة في المدارس وخصوصاً في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، مدونة وطن "eSyria" زارت مدرسة "سورينا التعليمية" بتاريخ 9 كانون الأول 2014، حيث التقت المدرب "علاء الدين الصفدي"، وعن أهمية الرياضة ضمن المدارس حدثنا قائلاً: «تعد الرياضة حاجة أساسية لأطفالنا وخصوصاً في سن مبكرة لما لها من تأثير إيجابي بالطفل، سواء من الناحية الصحية أو الذهنية أو الأخلاقية، وخصوصاً في هذا الوقت حيث أصبح عصرنا عصر التكنولوجيا وأصبح الطفل يقضي معظم وقته كمتلقٍّ أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر دون القيام بأي جهد يذكر، لذلك أحاول جاهداً من خلال عملي وبالتعاون مع إدارة المدرسة والأهل في بعض الأحيان زرع حب الرياضة في نفوس طلابنا وجعلها جزءاً من حياتهم اليومية.

أنا أحب الرياضة بكل أنواعها وخصوصاً كرة القدم لأنها تساعدني على الركض، كما أحس بالنشاط والحيوية عندما أمارسها، وعندما كنت صغيراً كنت ألعب مع رفاقي في الحي، لكنني اليوم أسكن في منطقة لا أستطيع اللعب فيها، لذلك أنا مسرور لأنني أستطيع ممارسة رياضتي المفضلة في المدرسة والمدرب يساعدني على إتقانها، وأتمنى أن أحترفها عندما أكبر وأن أصبح مثل "ميسي" لاعب فريق "برشلونة"

ولكي نصل إلى ما نصبوا إليه تم تخصيص كل صف بحصتي رياضة في الأسبوع؛ مدة كل منهما أربعون دقيقة، وهي برأيي كافية للطالب إذا ما استغلت بطريقة جيدة ومدروسة».

المدرب "علاء الدين الصفدي"

وعن الطريقة الأفضل لجعل درس الرياضة محبباً للطلاب يعطي الغاية المرجوة منه، أضاف: «لكي نستفيد من كل دقيقة في الدرس أقوم بتقسيمه إلى عدة أقسام؛ حيث نبدأ أول خمس دقائق بإعطاء الطلاب معلومات تتعلق بالأكل الصحي وضرورة تناول الحليب والبيض؛ وهو ما ينعكس إيجابياً على قدراتهم الرياضية، ثم أقوم بتقسيم الصف إلى عدة مجموعات كل حسب حاجته وميوله، مثلاً لدينا أطفال قصار القامة؛ هؤلاء أركز في تدريبهم على كرة السلة لأنها تساعدهم على النمو، كذلك هناك أطفال يشكون من البدانة؛ حيث نقوم معاً بتمارين آيروبيك وتمارين سويدية كما نقوم بالجري حول الملعب للتحمية قبل البدء باللعب، وهنا أحب أن أنوه أنه من الضروري مشاركة المدرب طلابه في اللعب وهو ما ينعكس إيجاباً على العلاقة فيما بينهم.

ومن خلال مشاركتي الطلاب أثناء اللعب يمكنني القول إنني قادر على تحديد ميول الطالب وأي من الألعاب يفضل، فأقوم بجمع الطلاب الذين يفضلون نوعاً من الرياضة ضمن مجموعة وأعمل على تعليمهم اللعبة على أصولها بأسلوب أكاديمي، فإذا أراد أحد منهم أن يكمل في أي نادٍ أو أن يحترف اللعبة في المستقبل أن يكون ملماً بقواعدها، كما أقوم بتشكيل فريق للعب مع المدارس الأخرى ويتم التخطيط لذلك مع إدارة تلك المدارس».

الطفل "صادق الأيوبي"

وعن انعكاس الرياضة على حياة الطفل من الناحية الصحية، والذهنية، والأخلاقية، يتابع "الصفدي" قائلاً: «من خلال عملي كمدرس لمادة التربية الرياضية أستطيع أن أجزم بأن الرياضة لها انعكاسات إيجابية على صحة الطالب بوجه عام، وخصوصاً من الناحية البدنية والذهنية، فمن المعروف أن الإنسان في مرحلتي النمو والبلوغ يكون لديه طاقة كبيرة يجب تفريغها وإلا انعكست عليه سلباً، سواء من الناحية الصحية أو السلوكية، وكي لا تتحول هذه الطاقة إلى سلبية أرى الرياضة هي الحل الأمثل لتحويلها من سلبية إلى إيجابية.

ومن الناحية العقلية والذهنية، فقد لاحظ معلمو الصف أن قدرة الطالب على الاستيعاب تتضاعف بعد درس الرياضة؛ حيث يصبح الطالب أكثر قدرة على الفهم وأكثر تفاعلاً مع المدرس، كما لوحظ تأثيرها في تعامل الطالب مع مدرسيه وزملائه، فيصبح أكثر احتراماً لهم، وكذلك تساعده على التحكم بانفعالاته وتصرفاته مع من حوله».

وعن رأي الطلاب بالرياضة في المدارس وهل يجدون فيها ما يشبع حاجتهم، التقينا الطالب "صادق الأيوبي" في الصف الرابع الابتدائي، حيث قال: «أنا أحب الرياضة بكل أنواعها وخصوصاً كرة القدم لأنها تساعدني على الركض، كما أحس بالنشاط والحيوية عندما أمارسها، وعندما كنت صغيراً كنت ألعب مع رفاقي في الحي، لكنني اليوم أسكن في منطقة لا أستطيع اللعب فيها، لذلك أنا مسرور لأنني أستطيع ممارسة رياضتي المفضلة في المدرسة والمدرب يساعدني على إتقانها، وأتمنى أن أحترفها عندما أكبر وأن أصبح مثل "ميسي" لاعب فريق "برشلونة"».

وعن البنية التحتية والتجهيزات والأدوات التي وفرتها المدرسة للطلاب للوصول إلى الغاية المنشودة من درس الرياضة، كان لنا لقاء مع مديرة المدرسة السيدة "إلهام الحاجي"، حيث قالت: «لجعل درس الرياضة محبباً للطلاب؛ وإيماناً منا بأهمية الرياضة بالنسبة لطلابنا وما لها من انعكاسات إيجابية على قدرة الطالب على الاستيعاب كذلك على الناحية الأخلاقية، قمنا بمساعدة من المعنيين في هذا المجال بتهيئة المدرسة من خلال تأمين ملعب لكرة القدم، والسلة، والطائرة، وقمنا بتلبية حاجة الطلاب بأخذ المبادئ الأساسية والصحيحة للعبتهم المفضلة، لأن منهم من يكمل تدريبه في نوادٍ صيفية، لذلك أردنا أن يكون المشرف على تدريبهم مدرباً محترفاً يتقن الرياضة الإتقان الصحيح للوصول إلى الهدف المنشود، وإدراكاً منا لأهمية الرياضة في حياة أطفالنا فنحن نعمل جاهدين لتطويرها باستمرار وإعطائها أهمية لا تقل عن المواد الأخرى التي تدرس في المناهج التربوية لتنعكس صحة وذكاء وأخلاقاً على طلابنا الأعزاء».