أثبت وجوده منذ أكثر من خمسين عاماً في رياضة الجودو، وكانت له بصمته في إدخال هذه الرياضة وانتشارها في "سورية" كأحد مؤسسيها، وتخرج على يده العديد من المدربين والأبطال.

ولمعرفة المزيد عن سيرته الرياضية مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "معن شعراوي" بتاريخ 16 كانون الأول 2014، فحدثنا بالقول: «رياضة "جو دو" هي رياضة لطيفة مرنة للدفاع عن النفس، تتضمن تعليم الفنون القتالية المختلفة، واستغلال قوة الخصم للتغلب عليه. وهي مؤلفة من كلمتين "جو" طريقة، و"دو" لطيفة. قديماً اقتصرت هذه الرياضة في "سورية" على أفراد الجيش، ولم تكن موجودة على الصعيد المدني مطلقاً، حيث كانت الدولة تقوم باستقدام مدربين يابانيين إلى المدرسة الرياضية العسكرية لتعليم أفراد الجيش الفنون القتالية، التحقنا بها أنا وعدد من زملائي وتم قبولنا بصورة استثنائية لتعلم هذه الرياضة المميزة والنادرة في حينها. تخرجت فيها أنا وأربعة فقط على الصعيد المدني، كان ذلك في الخمسينيات، وهنا بدأت الرحلة في نشر هذه الرياضة في "سورية"».

رياضة الجودو مميزة، تلقيت تدريبي على يد المدرب "معن شعراوي" الذي نقل لي شغفعه بحب هذه الرياضة، فهو من أفضل مدربيها في "سورية"، وأتمنى أن تحظى هذه الرياضة بالاهتمام وتأخذ مكانها المناسب، كما في دول أوروبا، واليابان، والولايات المتحدة، حيث تدرس في الكليات والمدارس والنوادي

ويتابع: «أقمنا الكثير من النشاطات وبذلنا جهداً كبيراً لنشر هذه الرياضة، فلم يكن أحد حينها يعرف معنى رياضة "الجو دو"، بدأنا حينها نقل ما تعلمناه من مدرسة الرياضة العسكرية إلى زملائنا بالمدرسة المدنية، وبعدها أصبحت مدرباً بمدرسة "جودة الهاشمي"، ومن ثم بدأنا التدريب في مراكز صغيرة، وإقامة بطولات على نطاق ضيق لتشجيع الشباب على تعلمها، وكذلك قمنا بترجمة قوانين "الجو دو" من تحكيم وتدريب، فهذه الرياضة يابانية المنشأ وكان لدينا حرص كبير على تعليمها وفق أصولها، وفي عام 1963 وقبل تأسيس الاتحاد الرياضي قمت بإنشاء نادٍ رياضي مازال موجوداً إلى الآن وأفتخر به، يتضمن مختلف أنواع الرياضات بما فيها "الجو دو" و"الآيروبك"، و"الكاراتيه" التي لم تكن موجودة بأي مكان آخر، ومنها انتقلت لباقي النوادي في "سورية" الأمر الذي يشعرني دائماً بالفخر».

مع طلابه سنة 1968

ويضيف: «بقي حال اللعبة على ما هو عليه إلى حين إنشاء "الاتحاد الرياضي العام"، في تلك الفترة تبنت الدولة هذه الرياضة، وتم تأسيس أول اتحاد للعبة "الجو دو" وتسلمت منصب أمين سر في "الاتحاد الرياضي العام" لمدة طويلة، واشتركنا بالدورة العربية الخامسة التي تتضمن كافة الألعاب الرياضية، ومن بينها رياضة "جو دو" حيث كانت الدورة بإشراف "جامعة الدول العربية" وكانت المشاركة الأولى لنا، وأسست المنشأت الرياضية، وهنا انتشرت هذه الرياضة رسمياً في "سورية"، وها نحن الآن اتحادات ومراكز متخصصة بهذه الرياضة، ولدينا أبطال حصّلوا مراكز مهمة على مستوى الوطن العربي والعالمي».

وعن فوائد هذه الرياضة يفيدنا "شعراوي" بالقول: «معظم الأحيان تصادفنا في حياتنا اليومية عوائق مادية أو عقلية، وأحياناً نتعرض إلى بعض المخاطر، لذلك تقدم لنا تمارين الجودو التربية الجسمية والعقلية وتعلمنا الحركات الفنية القيمة التي تمكننا من حماية أنفسنا عند اللزوم، كما تقدم لنا التسلية فالتماسك بالأيدي بين شخصين أو أكثر من الأعمال الغريزية للبشر، فإذا مارس إنسان رياضة الجودو بنظام سيرى أن التماسك أمر ممتع جداً وهو ما يدعوه إلى الاستمرار في ممارسة الجودو طوال حياته».

مع طلابه 1989

كما كان لنا لقاء مع "ريم زين" مدربة رياضة تدربت على يد الأستاذ "معن شعرواي"، وعنه قالت: «رياضة الجودو مميزة، تلقيت تدريبي على يد المدرب "معن شعراوي" الذي نقل لي شغفعه بحب هذه الرياضة، فهو من أفضل مدربيها في "سورية"، وأتمنى أن تحظى هذه الرياضة بالاهتمام وتأخذ مكانها المناسب، كما في دول أوروبا، واليابان، والولايات المتحدة، حيث تدرس في الكليات والمدارس والنوادي».

يذكر أن "معن شعرواي" من مواليد "دمشق" 1941، خرّيج جامعتها، كلية الآداب - قسم الجغرافية، عمل بالتلفزيون السوري لمدة سبعة وثلاثين عاماً، متنقلاً بين عدة مناصب، منها رئيس شعبة المذيعات والمنفذين، كما عمل في لجان الرقابة، وأخيراً في تنسيق البرنامج العام، ودرّب في بطولات الجيش "مصارعة حرة" و"جو دو"، ولديه الكثير من النشاطات في لعبة "التنس" و"السكواتش"».

شهادة من المدرب الياباني