تعدّ المهندسة "ريم عياش" من رواد الممارسين للعبة "الاسكواش"، حيث نالت البطولات وحصدت الكؤوس في هذه اللعبة التي تتطلب من اللاعب التوقع والرشاقة والتوازن.
مدونة وطن "eSyria" التقت في 30 تشرين الثاني 2014، في "دمشق - حي المالكي" اللاعبة والمهندسة "ريم عياش" ليبدأ الحديث عن بداياتها في هذه اللعبة وتاريخ ممارسة اللعبة في "سورية"، حيث قالت: «بدأنا التدريب في "سورية" على هذه اللعبة عام 1985، وكان رئيس الاتحاد العسكري في ذلك الوقت اللواء "شكبزوف" وهو من محافظة "دير الزور"، وكان المشجع والداعم الأول لنا، وكنا عبارة عن 20 رياضياً بين بنات وشباب، منهم: "هنادي ناصر، وريم العلي"، ومن الشباب: "سميح رجال، وعمار سلامة"، وكان التدريب في ملعب الاتحاد العسكري على يد مدرب إنكليزي استضافه الملعب خصيصى لذلك، وبعدها تابعنا التدريب على يد المدرب السوري "وائل قطان"، وكنا نلعب بمعدل أربع ساعات يومياً، تبدأ بالتحمية وهي مشي حول الملعب لمدة ثلث ساعة، ثم جري وبعدها نمارس بعض الألعاب السويدية، ومن ثم "الاسكواش"، وكان الفريق متميزاً جداً والأول في هذه اللعبة في "سورية"، وكنا (شباب وبنات) نلعب بطولات مع أبطال من لبنان وعمان، وكان هناك بطولات فردية وكذلك زوجية مختلطة، حصلنا على كؤوس وميداليات وكتبت عن هذه البطولات العديد من الصحف، مثل "الاتحاد"، وكانت تنقل بعض البطولات على التلفزيون السوري كمقتطفات».
أمارس لعبة "الاسكواش" منذ خمس سنوات وأحب هذه الرياضة لما فيها من حركة ولياقة، وكان الفضل في ذلك لوالدتي وتشجيعها لي، وأتمنى أن أنال في المستقبل البطولات والكؤوس كما نالتها والدتي، وأن يتم الاهتمام بهذه اللعبة أكثر وتجد من يرعاها
وعن الجوائز التي حصدتها في هذه اللعبة تقول: «نلت بطولة "سورية" مرتين، والبطولات كانت على التوالي من سنة 1987 حتى 1992، ومن اللاعبات اللواتي نلن بطولات أيضاً في تلك الفترة: "هنادي ناصر، وريم العلي"، وهما من المتفوقات أيضاً في هذه اللعبة، وإنني فخورة أننا كنا من الأوائل بهذه اللعبة في بلدنا، والآن أدرب ابني "غيث" على "الاسكواش"، وأتمنى أن تنتشر هذه اللعبة في بلدنا أكثر وتنال حقها، لأن لعبة "الاسكواش" لا تملك الشعبية الكافية والمتابعة كباقي الألعاب الرياضية، ويعود ذلك إلى أنها تلعب في ملعب مغلق ضيق لا يتسع لكثيرين من المشاهدين، ولكن في المباريات العالمية يتم استخدام ملعب مغلق شفاف يقام خصيصى لهذا الغرض، كما تعرض المباريات في التلفاز أغلب الأوقات».
التوقع، السرعة، التوازن، الرشاقة، من صفات لاعب "الاسكواش"؛ هذا ما بينته "العياش" بالقول: «رياضة "الاسكواش" بالذات تحتاج إلى لياقة عالية ومجهود جبار وسرعة بديهة وسرعة في حركة القدمين، ويجب أن يتميز لاعب "الاسكواش" بالعديد من الصفات وأهمها التوقع؛ وهو القدرة على قراءة مسار ضربات الخصم، وأيضاً سرعة التحرك لأخذ المركز المناسب والتغطية، إضافة إلى التوازن وهو القدرة على التوافق والسيطرة على الجسم أثناء التنقلات السريعة، كما أن للرشاقة دورها وذلك بالقدرة على تغيير الاتجاه بسرعة وخفة».
ومن مبدأ "فرخ البط عوام" كان لنا حديث مع الشاب "غيث ملاح" نجل اللاعبة "ريم عياش" والممارس للعبة "الاسكواش": «أمارس لعبة "الاسكواش" منذ خمس سنوات وأحب هذه الرياضة لما فيها من حركة ولياقة، وكان الفضل في ذلك لوالدتي وتشجيعها لي، وأتمنى أن أنال في المستقبل البطولات والكؤوس كما نالتها والدتي، وأن يتم الاهتمام بهذه اللعبة أكثر وتجد من يرعاها».
كما كان لنا لقاء مع الإعلامي الرياضي "بسام جميدة" الذي حدثنا: «تعد المهندسة "ريم عياش" من اللاعبات المتميزات في لعبة "الاسكواش" فقد حصدت خلال مسيرتها العديد من البطولات والكؤوس، في رياضة من الرياضات العريقة في العالم، ولكن للأسف الاتحاد الرياضي لم يتبن "الاسكواش" كرياضة كما تبنى المضرب والريشة الطائرة، ولا توجد إحصائية رسمية عن عدد هواة اللعبة التي يمارسونها على نطاقات ضيقة، لكونها تحتاج لملاعب خاصة، ولو أراد ممارسوها الانتشار أكثر فعليهم أن يجمعوا أكبر عدد من الممارسين لها، وأن يتبناهم أحد الأندية التي تملك إمكانيات مادية كبيرة لكي يستطيعوا انتزاع الاعتراف بهم كلعبة، ويكون لها اتحاد كما جرى مع لعبة البلياردو التي استطاعت أن تثبت مكانتها على المستويين العربي والقاري، لكونهم عملوا على استقطاب النجوم من اللاعبين السوريين المحترفين في الخارج واستعانوا بخبرات لتأهيل اللاعبين، وهكذا يستطيع محبو "الاسكواش" العمل بهذه الطريقة لزيادة قاعدة اللعبة والبحث عن نجومها السوريين المتواجدين في الخارج، واستقطاب الخبرات لصقل الموهوبين والراغبين بالممارسة وتوفير التجهيزات المناسبة».
الجدير بالذكر، أن لعبة "الاسكواش" تصنف ضمن ألعاب المضرب؛ وعرفت هذه اللعبة في لندن منتصف القرن الثامن عشر، وكانت تلعب بمضارب الراكيت، وانتشرت بسرعة في بلدان مثل فرنسا وأميركا منذ العام 1850، وظهرت كلعبة مستقلة بذاتها عام 1890، وأقيمت أول بطولة رسمية للاسكواش عام 1920، وانتشرت اللعبة بعدها في الكثير من البلدان وانتقلت إلى أنحاء العالم.
