نال لقب "شيخ المدربين" السوريين، وعاصر أمجاد السلة السورية، حيث استطاع تخريج عدد كبير من نجومها.

مدونة وطن eSyria التقت المدرب "راتب الشيخ نجيب" بتاريخ 23/4/2013 فتحدث عما عايشه خلال مسيرته الطويلة في عالم كرة السلة فقال: «بدأت مسيرتي كلاعب كرة سلة في نادي الوحدة في العام /1960/، وكان يسمى حينها نادي "الغوطة"، حيث شاركنا في بطولة الدوري، إضافة إلى مشاركتي مع منتخب "دمشق" في بطولة سورية وفيها أحرزنا اللقب للمرة الأولى في تاريخ المحافظة، وكنت أصغر لاعب ينضم لفئة الرجال في العام /1968/ بإشراف المدرب "محمد حنيني"، وشاركت مع منتخب سورية في بطولة المتوسط، وبطولة العالم العسكرية في "السنغال"، وفي الدورة العربية الخامسة في العام /1976/ وفيها أحرز منتخبنا لقب الدورة، واحترفت اللعب في عدد من الأندية العربية، ومنها "التضامن الكويتي"، قبل أن أعلن اعتزالي اللعب في العام /1977/».

أشرفت على تدريب نادي الامارات ومعه حققت بطولة الدوري خمس مرات، انتقلت بعدها إلى نادي الجزيرة، وبعدها إلى نادي النصر، وخلال تلك الفترة ساهمت مع عدد من المدربين السوريين في التأسيس لرياضة كرة السلة في "الإمارات"، وتخريج عدد من اللاعبين المعروفين

ويضيف: «أما عن مشواري في عالم التدريب فيمكن القول إنه بدأ بشكل مبكر جداً، لأنني مارست التدريب في عمر /17/ عاماً حين كنت لاعباً في صفوف فريق الوحدة، وقد لاحظ المدرب والخبير "محمد حنيني" أسلوب تعاملي مع بقية اللاعبين والتوجيهات والنصائح التي أعطيها لهم، فقررت إدارة النادي تعييني مدرباً لفئة الأشبال والناشئين لأكون أصغر مدرب يمر على الرياضة السورية».

المدرب راتب الشيخ نجيب مع اللاعب عمر كركوتلي.jpg

ويتابع: «في ذلك الوقت لم أكن أملك أي خبرة، أو شهادات تدريبية، وبعد موسمين مع الوحدة خضعت لعدد من الدورات التدريبية في "أمريكا وايطاليا"، وحصلت على دبلوم تدريب احترافي من "اوكرانيا"، وعدت للعمل مع النادي حيث أشرفت على الفريق لمدة سبع سنوات، وشاركنا في كافة البطولات المحلية، واستطعنا الوصول إلى المركز الثاني في بطولة الدوري».

وبعد مشواره المتألق مع الوحدة، توجه المدرب "راتب الشيخ نجيب" إلى "الإمارات"، وفيها كتب تاريخاً جديداً في مسيرته التدريبية وعنها يقول: «أشرفت على تدريب نادي الامارات ومعه حققت بطولة الدوري خمس مرات، انتقلت بعدها إلى نادي الجزيرة، وبعدها إلى نادي النصر، وخلال تلك الفترة ساهمت مع عدد من المدربين السوريين في التأسيس لرياضة كرة السلة في "الإمارات"، وتخريج عدد من اللاعبين المعروفين».

شيخ المدربين السوريين.jpg

بعد مسيرته الاحترافية الموفقة عاد "الشيخ نجيب" مجدداً إلى ناديه الأم، ومعه عاش أفضل فترات النادي على المستوى المحلي والآسيوي وأضاف: «في العام /1993/ عدت للإشراف على تدريب فريق الوحدة وفي الموسم الأول حقق النادي بطولتي الدوري والكأس للمرة الأولى في تاريخه، وبقيت لمدة موسمين من أفضل المواسم مع الوحدة، قبل أن أعود "للإمارات" مجدداً للعمل مع الفرق المحلية، وختمت مع الوحدة مشواري التدريبي في العام /2000/ حيث أحرزت معه بطولتي الدوري والكأس لعامين متتالين، إضافة إلى إحراز المركز الثاني في بطولة الأندية الآسيوية. أما أبرز الانجازات مع منتخب سورية فكانت إحراز لقب بطولة العرب للشباب، كما سجل منتخبنا عروضاً باهرة في نهائيات آسيا بالعام /1990/ وفيها حقق منتخبنا المركز الثاني، وأقصى المنتخب الصيني من البطولة، وشاركنا في بطولة العالم في "كندا" بالعام /1991/ وتغلبنا على ثلاث قارات حيث فاز منتخبنا على "استراليا والاورغواي واليابان"، ونال لاعبنا "أنور عبد الحي" لقب هداف البطولة، واللاعبان "جاسم خلف ومحمد أبو سعدى" ألقاباً فردية في "الستيل والريباوند"».

ورغم مشواره المتميز في عالم التدريب، والانجازات الكثيرة التي حققها إلا أنه يطمح إلى تحقيق المزيد من الألقاب، والمساهمة في تطوير كرة السلة السورية، التي يتحدث عنها بالقول: «من وجهة نظري فإن واقع كرة السلة في سورية حالياً يشبه من يحاول "قلي البيض بالتراب"، بمعنى تحقيق الانجازات، وصناعة اللاعبين، وتطوير الأندية، دون رصد الامكانات اللازمة، ووضع الخطط المناسبة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تراجع اللعبة فيما تتقدم في بقية دول المنطقة بصورة كبيرة جداً».

مع فريق الوحدة.jpg

ثم تابع: «في سورية نملك خامات رائعة، وما زلت أذكر معاناة كرة السلة السورية في العقدين الاخيرين من القرن الماضي لغياب اللاعب الطويل أسفل السلة، لكننا اليوم تغلبنا على هذه المشكلة مع أننا دخلنا في مشكلات أخرى مثل التطبيق الخاطئ لقانون الاحتراف، وغياب الاهتمام لدى اللاعبين لتطوير أدائهم بجهود شخصية، فاللاعب يسعى لتوقيع عقد مادي جيد مع أحد الأندية، وبعد أن ينال طموحه يستكين ويتراجع مستواه. وأنا وخلال مشواري الرياضي الطويل بحثت بصورة دائمة على الاحترام المتبادل مع كافة الأطراف حتى التي أختلف معها، وتعاملت مع اللاعبين كأنهم أولادي، وأعتقد أنني نجحت في الوصول إليهم، وهو السر وراء تحقيق البطولات والانجازات مع الأندية والمنتخبات، وبالنسبة لي لا يزال الوحدة بيتي الأول وخلال مسيرتي قدمت كل ما أملك لهذا النادي وكنت أجمع الكرات للاعبين، ومن وجهة نظري فإن على المدرب أن يتحلى بالصدق والأمانة، وأن يتعامل مع الجميع بأخلاق عالية، حتى يتمكن من ترك بصمته في عالم الرياضة».

الخبير السلوي "محمد حنيني" عضو إدراة نادي الوحدة قال عنه: «المدرب "راتب" من أفضل المدربين على المستويين العربي والآسيوي، ومسيرته وإنجازاته التي حققها مع الوحدة وبقية الأندية التي أشرف عليها خير دليل على ذلك، وهو يتحلى بالأخلاق العالية، والصراحة والأمانة في التعامل مع الجميع، وهو من الخبرات الوطنية السلوية التي تعتبر ركناً أساسياً في كرة السلة السورية».

يشار إلى أن المدرب "راتب الشيخ نجيب" من مواليد "دمشق" في العام /1950/، وهو متزوج، ولديه بنت وحيدة.