اللاعب الهداف الذي يجيد وضع الكرة داخل الشباك عملة نادرة في عالم الساحرة المستديرة، وهو هدف ثمين تبحث عنه كافة الأندية، وتوضع الخطط والدراسات لصناعة لاعبين يملكون موهبة التسجيل.

ولا تخلو الملاعب السورية من اللاعبين الهدافين الذين اثبتوا قدراتهم محلياً وعربياً وحتى على المستوى الأوروبي، ويذكر لنا الصحفي الرياضي "محمد الخاطر" بعضاً من المعلومات حول أبرز المهاجمين السوريين: «على المستوى المحلي تنجب الملاعب السورية كل عام عدداً من المواهب الشابة التي تتميز بقدرتها العالية في الوصول إلى الشباك، ومن آخر من برزوا في ملاعبنا مهاجم فريق مصفاة بانياس "أحمد الدوني" الذي تصدر ترتيب الهدافين رغم أن فريقه يشارك للمرة الأولى في دوري المحترفين، كما برز المهاجم "رجا رافع" لاعب فريق الشرطة سابقاً، حيث تصدر ترتيب الهدافين في البطولة الآسيوية، وحل خامساً على مستوى العالم».

مركز قلب الهجوم هو الأكثر صعوبة بالنسبة للاعبين، لأن جهود بقية الفريق تعتمد على لمسته الأخيرة في وضع الكرة داخل الشباك، وفي حال إخفاقه فإن هذه الجهود ستضيع، وسيقع اللوم عليه في الخسارة

ويطرح "الخاطر" بعض الأمثلة عن اللاعبين السوريين المحترفين: «المشكلة أن اللاعبين الهدافين في الدوري السوري يملكون الموهبة لكنها لا تكفي لصناعة مهاجم من الطراز العالي، لأن ذلك يحتاج للخبرة ولتمارين خاصة، وهو ما نشاهده عند احتراف هؤلاء اللاعبين في الأندية العربية والأوروبية حيث يتطور أداؤهم بصورة لافتة، ومنهم اللاعب "فراس الخطيب" محترف القادسية الكويتي الذي نال لقب الهداف مع فريقه رغم وجود لاعبين محترفين معروفين في الدوري الكويتي، كما شهدنا تألقاً غير عادي للاعب منتخبنا ونادي "رودا الهولندي" "سنحاريب ملكي" الذي حل وصيفاً على قائمة الهدافين برصيد /26/ هدفاً في سابقة هي الأولى في تاريخ الرياضة السورية والعربية، فضلاً عن فوزه بجائزة الحذاء الذهبي، وكل ذلك مؤشرات على ما يمتلكه المهاجم السوري من قدرات تحتاج للصقل والرعاية».

المهاجم رجا رافع

وعن شعوره بتصدر هدافي البطولة الآسيوية قال المهاجم "رجا رافع" في حديثه معنا: «بكل تأكيد هو أمر يمنح المهاجم ثقة إضافية بقدراته على التسجيل، وتتويج خدمات بقية اللاعبين بوضع الكرة في الشباك، ومن وجهة نظري فإن نجاح المهاجم يعتمد بالدرجة الأولى على تعاون بقية زملائه، وهو ما يزيد من فرصه في إحراز الأهداف التي تأتي ثمرة لجهد جماعي مشترك».

أما المهاجم "ماجد الحاج" الذي انتقل إلى صفوف فريق "الرمثا الأردني" قادماً من فريق الوحدة فيقول عن تجربته: «مركز قلب الهجوم هو الأكثر صعوبة بالنسبة للاعبين، لأن جهود بقية الفريق تعتمد على لمسته الأخيرة في وضع الكرة داخل الشباك، وفي حال إخفاقه فإن هذه الجهود ستضيع، وسيقع اللوم عليه في الخسارة».

المهاجم ماجد الحاج

وعن سبب تراجع أداء المهاجم التهديفي يقول: «اللاعب بصفة عامة والمهاجم على وجه التحديد يحتاج بصفة مستمرة إلى اللعب والتدريب حتى لا يفقد لمسته أمام المرمى، والمهاجم عليه أن يبذل جهوداً مضاعفة ليحافظ على قدراته ولا سيما أن معظم الفرق تضع ثقلها لإيقافه والحد من خطورته».

مدرب فريق المجد وأمية سابقاً "عماد دحبور" قال عن اللاعب الهداف في الملاعب السورية: «المهاجم القناص الذي يجيد ترجمة الفرص إلى أهداف عملة نادرة بكل ما للكلمة من معنى، وذلك ليس فقط في الملاعب السورية وإنما على مستوى العالم، وهو يشكل "بيضة القبان" في الأندية التي يلعب فيها، ويسهم بترجمة جهود زملائه ومنحهم ثقة مطلقة بأنه ينتظر اللحظة المناسبة لخطف الهدف ولو من نصف فرصة».

عماد دحبور مدرب المجد

ويضيف: «على المستوى الشخصي عانيت كثيراً مع فريق المجد من غياب اللاعب الهداف، وهو ما أدى إلى فقدان نقاط مؤثرة في بطولة الدوري، لكنها مشكلة تعاني منها أغلب الأندية السورية وتعمل على معالجتها بطرق فنية وتكتيكية مختلفة».

واعتبر "دحبور" أن صناعة اللاعب الهداف ممكنة عبر التخطيط السليم من مستوى القواعد والفئات العمرية، ورغم ذلك فإن النتائج لن تكون مضمونة بشكل كامل لأن سمة التهديف موهبة بالدرجة الأولى.

وهنا قائمة بأبرز المهاجمين في بطولة دوري المحترفين لموسم 2011- 2012:

"أحمد الدوني" من مصفاة بانياس /10/ أهداف، "أحمد العمير" الشرطة، وعبد الهادي الحريري" من المجد، ولكل منهما /8/ أهداف، "رجا رافع" من الشرطة، و"حسين جويد"، من الحرية، و"محمد كنيص" من الفتوة ولكل منهم /7/ أهداف، "عدي جفال" من الشرطة، و"سيف الحجي" الجزيرة، و"ماجد الحاج" الوحدة، و"حسام الدين العمر" و"محمد الحسن" الاتحاد، "أحمد كلزي" الجيش، "خالد مبيض" الطليعة، "سامر يازجي" الحرية، ولكل منهم خمسة أهداف.