كان مسجد "بني أمية" الكبير بـ"دمشق"؛ أول مسجد أخذ بالمبادئ التي بنى عليها الرسول "محمد بن عبد الله" مسجد "المدينة المنورة" متضمناً الصحن والحرم، وفي الجهة الشّماليّة منه بنيت أول مئذنة في الإسلام أطلق عليها مئذنة "العروس" المربعة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 19 أيلول 2020 زارت الجامع "الأموي"، والتقت "عصام سكر" مدير الجامع ليتحدث عن مئذنة "العروس"، فقال: «مئذنة "العروس" أولى المآذن الإسلاميّة، تتصدر المسجد وتتوسطه، تقع في الجهة الشّماليّة، بين مئذنة النبي "عيسى" ومئذنة العهد المملوكي "قيت باي" القائمتين على برجين من أبراج المعبد القديم.

مئذنة "العروس" أولى المآذن الإسلاميّة، تتصدر المسجد وتتوسطه، تقع في الجهة الشّماليّة، بين مئذنة النبي "عيسى" ومئذنة العهد المملوكي "قيت باي" القائمتين على برجين من أبراج المعبد القديم. بنيت مئذنة "العروس" على عدة مراحل أولها كان مع بناء الجامع عام 705 ميلادي بطول 63 متراً، وبأيدٍ إسلاميّة، كما أنّها احتوت مزْولة "ابن الشاطر" الفلكية، وكان لها في كل عيد حضورها بما تُزين به من زينة جميلة خصصت لها

بنيت مئذنة "العروس" على عدة مراحل أولها كان مع بناء الجامع عام 705 ميلادي بطول 63 متراً، وبأيدٍ إسلاميّة، كما أنّها احتوت مزْولة "ابن الشاطر" الفلكية، وكان لها في كل عيد حضورها بما تُزين به من زينة جميلة خصصت لها».

مدير الجامع الأموي عصام سكر

الباحث والمعماري المستشار الدكتور "عبد الرحمن حمزة النعسان" حدثنا في فن عمارة المئذنة فقال: «مئذنة "العروس" أول فكرة لنشر الصّوت بعدة جهات بهدف الآذان، بنيت وسط الرواق الشمالي للجامع "الأموي"، مربعة كما كل المآذن الأموية التي انتشرت فيما بعد في سائر أنحاء "سورية" وشمال "أفريقيا" و"الأندلس".

بدخولنا بناء المئذنة يقودنا الدرج الحجري اللولبي فيها وعلى ارتفاع 7 أمتار إلى شرفةٍ تسمى (الطقيسة) التي بنيت على سقف الرّواق ومتقدمة عنه، وقد اعتاد المؤذنون الجلوس عليها، وبالصعود إلى وسط المئذنة وباتجاه الجنوب يلاقينا باب يفتح على شرفة أخرى لا سور لها، وارتسمت عليها مزولة "ابن الشّاطر" حيث القوس والمؤشرات ودلالتها في الوقت والطقس والفلك، وبالاتجاه نحو الأعلى نصل إلى (المطف) ذي السور الخشبي والمحمول على أعمدة خشبية، تظلله مظلة علوية مربعة تبرز بالحجم عن جسم المئذنة مغلقة بالخشب وألواح الرصاص بسماكة 2 ملمتر كأسطح الجامع "الأموي" كافة، وهنا يقف المؤذنون السبعة للآذان كلٍ في اتجاه، ويسبق هذا (المطف) غرفة استراحة المؤذنين، وقبل ما يقارب 300 عام أبدع "عبد الغني النابلسي" فكرة الآذان الجماعي، كما أنه أعطى لكل آذان نغمة خاصة كـ"البيات"، و"الصّبا" وغيرها.

(الطقيسة) في مئذنة العروس

بعد هذا المظلة نجد قطعة مربعة محاطة بأربعة أعمدة، تتبعها (القلنصوة) أو (الصّنوبرة العلوية) التي أمر "صلاح الدين الأيوبي" ببنائها وإعادة تأهيليها بعد تعرضها للحرق عام 555 للهجرة، فجاءت على الطراز الأيوبي الذي عُرف في ذلك الزمان والمختلف عن الطراز الأموي، كما نرى جزءاً من هذا القسم العلوي بصبغة عثمانية حضرت بما رُمم منها أيام الوجود العثماني، وبذلك يكون لكل عصر من العصور التي جاءت بعد بناء المسجد "الأموي" بصمته في فن عمارة المئذنة».

كانت "مئذنة العروس" رمز المسلمين في "دمشق" ومنارة مؤذنيها، ومن أجمل المآذن الإسلامية على الإطلاق بما فيها من تناسقٍ بنسب أبعادها، وبالعناصر المعمارية المستعملة فيها، وكذلك العناصر الخشبية، وما من زائر لمسجد "بني أمية" إلا وقد خصها بوصفٍ، وتغنى وبجمالها.